Emarat Alyoum

العمانيون يتصـدّرون بطولة «فزاع للرماية»

التاريخ:: 23 يناير 2010
المصدر: محمد عبدالمقصود - دبي
العمانيون يتصـدّرون بطولة «فزاع للرماية»

ببنادق تحاكي التي حملها الآباء والأجداد لأغراض الدفاع والصيد، وأيضاً التنافس المهاري، يتنافس 600 مشارك ومشاركة في بطولة فزاع للرماية للجنسين، وينظمها مكتب بطولات فزاع التراثية في ميدان الشرطة في منطقة الروية في دبي، وسط مشاركة وصفتها اللجنة المنظمة للبطولة بالقياسية، بعدما تعدت البطولة هذا العام استقطابها لرماة محترفين من خلال مشاركة أعداد كبيرة من الهواة المواطنين والخليجيين، والذين كان أبرزهم من قدموا خصوصاً من سلطنة عمان للمشاركة في البطولة.

تعديل صائب

كان رئيس اللجنة المنظمة لبطولة «فزاع للرماية»، محمد عبيد المهيري، أكثر المتفائلين بملامسة الرقم القياسي للبطولة من خلال إصابة ثلاثة رماة لـ78 هدفاً من أصل ،80 بعد أن قاد اقتراح زيادة المساحة الزمنية المسموح بها لضبط التصويب لكل رامٍ إلى ثماني دقائق بدلاً عن ست، ما أسهم في زيادة دقة التصويب، حسب المهيري الذي قال «القرار أثبت نجاعته، والفكرة الرئيسة وراء اعتماده أنه ما دام الهدف من البطولة يدخل في إطار نشر وتحفيز ممارسة الموروث، فلماذا لا يتم التسهيل على الرامي من أجل الوصول إلى دقة أكبر، لاسيما أن عناصر الرياح والساحة واختلاف البندقية تلعب دوراً جوهرياً في نسبة توفيقه».


الريسي يصوب طلقة افتتاح بطولة فزاع للرماية. تصوير: عبدالله الحبسي

مهرجان تراثي

وصف رئيس اتحاد الإمارات للرماية أحمد ناصر الريسي بطولة فزاع للرماية بالتظاهرة التراثية، وقال «ممارسة رياضة الرماية بنوع السلاح نفسه الذي استخدمه الآباء والأجداد أمر يحتاج إلى مهارات خاصة، ووجود أعداد كبيرة من الأشقاء الخليجيين الذين يأتون خصوصاً للمشاركة في البطولة يعني أن تلك التظاهرة التراثية تجاوزت الإقليمية، على نحو يسهم بشكل فعال في الحفاظ على أحد جوانب الموروث الإماراتي». واعتبر الريسي أن «الرماية» مرشحة لمزيد من الانتشار والشعبية، بفضل ما أسماه «الارتباط الحميد بالتراث»، وقال «القاعدة الجماهيرية للرماية تتشكل على نحو أفضل عندما يقرر أفراد ممارسة اللعبة وعدم الاكتفاء بمتابعة منافساتها، وهو ما تحقق بشكل عملي في ميدان الروية الذي يستضيف بطولة فزاع حالياً».

«البطولة أحيت جانباً أصيلاً من جوانب الموروث الإماراتي الأصيل، كان من الممكن ألا يكون هناك حاضر له، لولا مبادرة إطلاقها»، حسب رئيس الاتحاد الإماراتي للرماية اللواء أحمد ناصر الريسي الذي يرى أنها على الرغم من ارتباطها المباشر بفكرة الهوية والخصوصية التي تتفرد بها البيئة المحلية، إلا أن تنامي شعبية البطولة، وحرص أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين على متابعة أحداثها وخوض بعضهم مغامرة الاشتراك في أحداثها، يلقي بظلاله على رياضة الرماية من حيث مستوى انتشارها، وقال «لا يمكن أن نعزل الحضور الإعلامي والأهمية الشعبية لبطولة فزاع عن الإنجازات التي تحققها الرماية الإماراتية التي تستلهم أحد أهم جوانب تألقها عربياً من الرعاية التي تحظى بها بطولة فزاع للرماية، والتي ينظمها مكتب بطولات فزاع التراثية بدعم ورعاية مباشرين من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

وبطلقة افتتاحية للريسي، استبقت الانطلاقة المقررة لها أول من أمس بـ24 ساعة، وبحضور الشيخ أحمد بن حشر، بدأت منافسات البطولة التي شهدت عودة العمانيين للسيطرة على المراكز المتقدمة للبطولة كافة، بعد أن كانت إماراتية خالصة العام الماضي، وهو ما فسره لـ«الإمارات اليوم» رئيس اللجنة المنظمة للبطولة محمد عبيد المهيري بقوله: «تقارب العادات والتقاليد الموروثة بيننا وبين الأشقاء في سلطنة عمان كبير، والبندقية التراثية نفسها التي استخدمت في الماضي في الإمارات كانت تستخدم هناك أيضاً، لكن الفارق الجوهري أن العمانيين مازالوا يحتفظون بالبندقية التقليدية التي يطلق عليها «سكتون» في منازلهم، ولا مانع قانونياً هناك من اصطحابها معهم أينما وجدوا، وهو الأمر الذي يزيد في فرص تجويد مهارة الرمي، وانتشاره لدى قطاع كبير منهم.

وكشف المهيري عن أن الأرقام التي تحققت بالنسبة لبطولة الرجال، وهي الوحيدة التي حُسمت نتائجها حتى الآن، هي الأفضل في تاريخ البطولة، حيث تمكن الثلاثة الأوائل من إصابة 78 هدفاً من أصل ،80 ما جعل الحسم متعلقاً بدقة التصويب في منتصف الهدف، وهو معيار تعادل فيه أيضاً راميان، هما محمد سعد الحمر وسالم عبدالله الحمر، وقد حصل كل منهما على ثلاث نقاط متعلقة بدقة التصويب في منتصف الهدف تماماً، ليتم اللجوء بعدها إلى جولة لكسر التعادل، حسمها محمد الحمر لمصلحته، وجاء مواطنهما العماني خميس المقبالي ثالثاً.

وفيما يتعلق بمدى سيطرة المحترفين على مراكز الصدارة في البطولة التي مازالت منافساتها جارية لفئتي الناشئين والسيدات، قال المهيري إن صاحبي المركزين الأول والثاني بالفعل يمارسان الرماية في نادي ظفار العماني، مشيراً إلى أن الرماية، على الرغم من أنها مهارة موروثة لدى الخليجيين بصفة عامة، إلا أن حاجة ممارستها إلى ميادين خاصة بهدف الأمن والسلامة، كما هو متبع في الإمارات، جعلت انتشارها مرتبطاً إلى حد بعيد بالمحترفين والمنتمين إلى مجالي الشرطة والجيش، مؤكداً أن هناك هواة كثيرين تمكنوا أيضاً من تحقيق أرقام جيدة، من خلال اهتمامهم بعنصر التدريب المستمر.

واعتبر المدير التنفيذي لبطولات فزاع التراثية، عبدالله حمدان بن دلموك، أن منافسات البطولة كانت مفصلية في تحول «فزاع للرماية» إلى بطولة تراثية إماراتية شديدة الجذب للمنافسة، على الرغم من السيطرة العمانية التي اعتبرها طبيعية، محيلاً إلى تبادل الإماراتيين مع أشقائهم العمانيين مراكز الصدارة في البطولات السابقة. وقال «تأتي المشاركة الخليجية البارزة هذا العام متوائمة مع المجهودات التي بذلتها اللجنة المنظمة بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي راعي بطولات فزاع، لجذب المشاركات الخارجية، بهدف مزيد من التعريف ببعض جوانب الموروث المحلي، وهو أمر يتجلى بشكل واضح في مختلف بطولات فزاع». مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة استبقت الموعد المقرر لإطلاق البطولة بيوم كامل، من أجل استيعاب أعداد الراغبين في المشاركة التي شملت أيضاً عدداً من أبناء الجاليات الأجنبية، وبشكل خاص، الجاليتين البريطانية والباكستانية.

ولفت بن دلموك إلى زيادة أعداد الجمهور المتابع للبطولة من أرض الحدث، معتبراً ذلك ثمرة أيضاً للجهد التنظيمي لبطولة الرماية هذا العام، ما تؤكده حقيقة أن إدارة البطولة لم تتلق أي شكاوى أو اعتراضات على النتائج حتى الآن.