الخـامـري.. فنـي مونتــاج يقــود «الصقارة»

«الصقارة» نقل إثارة بطولات «فزاع» بشكل مفصل على «دبي للسباقات». من المصدر

«فني مونتاج» في قناة دبي الرياضية هو المسمى الوظيفي الذي ارتضاه الإماراتي عصام الخامري من أجل الانضمام إلى أسرة قنوات مؤسسة دبي للإعلام، لتحدد بناء عليه مهام عمله، في الوقت الذي كان سقف طموحه المعني «لا حد له»، حسب الخامري الذي يعد برنامج «الجماهير» باكورة ظهوره، حيث كان مراسلاً يعرف من أين يحصل على السبق الخبري، ما أهّله لأن يكون مراسلاً أيضاً لنشرة الأخبار الرياضية، قبل أن ينتقل معداً لبرنامج «الصقارة» الذي استُحدث العام الماضي على قناة «دبي للسباقات»، في الوقت الذي رشحه مجهوده المضاعف لإنجاح البرنامج الذي تصدر قائمة الأعلى في نسب المشاهدة في القناة، ليكون رجل البرنامج الأول، من خلال انفراده بإعداده وتقديمه معاً، وحصوله على جائزه التميز الداخلي لمؤسسة دبي للإعلام ،2009 من دون أن يُقر الخامري تماماً بأنه لامس على الأقل سقف طموحه الافتراضي الذي يتسع ليشمل أيضاً إنتاج أفلام سينمائية، حصل أحدها، وهو «الغرفة الخامسة»، على إحدى الجوائز المهمة لمسابقة «أفلام من الإمارات» التي أُسدل الستار عنها في أبوظبي، أول من أمس.

وقال الخامري لـ«الإمارات اليوم» إن برنامج «الصقارة» الذي سينطلق مطلع الشهر المقبل سيتضمن أفكاراً وفقرات مختلفة تماماً عما سبق تقديمه في الدورة الأولى، ورفض الإقرار بأن البرنامج سيتضمن رحلات قنص خارجية تعايش فيها عدسة (الصقارة) تفاصيل شديدة الإثارة في بيئات قنص حقيقية، مفضلاً أن تكون «بعض فقرات البرنامج في ثوبه الجديد مُفاجأة للجمهور وقت عرضه».

نسخة جديدة

ويأتي «الصقارة» في نسخته الجديدة بين غياب إطلالة ناعمة، كانت بمثابة تحد لظروف القنص الخشنة، هي العراقية إيفان الزبيدي، والدفع بموهبة جديدة في مجال تقديم البرامج التلفزيونية، ليستأنف ريادته في مواكبة أحداث بطولات وفعاليات القنص، مثل بطولة الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان في الظفرة، وبطولات فزاع للصيد، بالإضافة إلى نقل خبرات مهمة من شخصيات تتمتع بخبرة ودراية كبيرتين في هذا المجال.

في هذا الإطار، يقول الخامري «بداياتي في الإعلام كانت مع قناة دبي الرياضية بوظيفة فني مونتاج، لكني حرصت على التعلم على جميع أجهزة الإنتاج التلفزيوني المتوافرة، والتحقت بدورات متخصصة في المونتاج، وبعد تسعة أشهر، بدأت بصقل موهبتي في التقديم التلفزيوني والتحقت بمركز الشارقة للتدريب، وحصلت على دوره المذيعين المبتدئين، أتبعتها بدوره في التقديم التلفزيوني الحواري في قناة الجزيرة القطرية، لأجد الطريق ممهدة لانتقالي إلى قسم التقديم التلفزيوني، ما رشحني أيضاً لدورات أخرى في التقديم في مركز التدريب الإعلامي في مؤسسة دبي للإعلام، ليتم اعتماد نقلي مراسلاً لبرنامج الجماهير، في الوقت الذي كنت أعد فيه برنامج الصقارة، وأراسل مركز أخبار دبي الرياضية، في خطوات شكلت بدايات طموحي الإعلامي».

وكان الخامري ضمن أسرة برنامج «الجماهير» التي حازت جائزة فريق العمل المتميز عام ،2008 وقد أسهم حصوله على جائزة التميز الداخلي لمؤسسة دبي للإعلام 2009 في ترشيحه لإنجاز فيلم وثائقي عن قناة «دبي للسباقات»، بمناسبة مرور عام على إطلاقها. وفي المقابل، يعتبر «الصقارة» وجمعه بين التقديم والإعداد في موسمه الجديد مفصلاً مهماً في حياته المهنية. ويقول «البرنامج يحمل في طياته معان بدوية وتراثية كثيرة، وعلينا المحافظة على هذا التراث بشتى الطرق المتاحة، واستثمار الدعم الكبير الذي تشهده هذه الرياضة».

طابع بدوي

وأوضح عصام الخامري أن برنامج الصقارة سيكون بحلة جديدة هذا العام، من حيث التقنية ومضمون الحلقات، فقد اعتمد مخرجه على الطابع البدوي في الموسيقى والجرافيكس. وكذلك من حيث المحتوى الذي عمد فيه إلى تقسيم البرنامج إلى أربعة مفاصل جوهرية، الأولى تعريفية عن المراكز الموجودة في الدولة التي تسهم في المحافظة على هذا التراث العريق، والثانية تعرّف المشاهدين بالصقور والمسميات القديمة ونوعية الصقور والفروق بينها إن كان «وحشاً» -حسب المصطلح المتداول في عالم القنص- أو مهجناً، وستكون هناك حلقات خاصة في تربية الصقور من أجل إيصالها إلى جاهزيتها القصوى للقنص.

وأفاد الخامري بأنه ستكون هناك متابعة تفصيلية للبطولات التي تقام في الدولة، مثل بطولات فزاع وغيرها. ورفض التطرق إلى المفصل الرابع في البرنامج، غير أن «الإمارات اليوم» علمت أنه يتعلق بمتابعة رحلات قنص تقوم بها شخصيات إماراتية شهيرة في هذا المجال خارج الدولة.

ولم يُخف الخامري حقيقة أن معلوماته عن القنص كانت متواضعة قبل إعداده البرنامج في موسمه الأول. وذكر أنه حصل على معلوماته الأولية عن طريق بحوث ذاتية، ولقاءات أجراها مع الضيوف قبل كل حلقة، لأنه كان يتعمد الذهاب إلى الضيف، قبل موعد الحلقة بيومين أو ثلاثة لمحاورته، والتوصل إلى معلومات مهمة تخدم الحلقة بشكل كبير.

وفي الجزء الثاني، بدأت معلوماته بالتزايد من كثرة المقابلات وقال «كل صقار يختلف عن الآخر، ومعلومات كل شخص في هذا المجال وخبرته تمثلان ثروة من المعلومات يجب عليّ ان أغتنمها لمصلحة البرنامج، بما في ذلك طرق التدريب، فلكل صقار تقاليده ووجهة نظر خاصة، فمنهم من يستخدم الطرق الحديثة، ومنهم من لا يقتنع بهذه الطرق».

بعد السحَر

وقت ما بعد السحَر وقبيل الفجر هو الوقت الأنسب لتصوير «الصقارة»، وتعد ساعات الصباح الأولى بعد انتصاف الليل الأكثر مثالية من الناحية العملية في إعداد المحتوى المعلوماتي للبرنامج، وساعات الدوام الرسمي ضرورية للتواصل مع مدير قناة دبي للسباقات، درويش محمد، وأسرة البرنامج، حسب معد البرنامج عصام الخامري الذي قال «يخشى الصقار على صقوره من حرارة الصيف، لذلك، يفضل معظمهم القيام بعمليات التدريب في ساعات الصباح الأولى، وقليل منهم من يُقرر تدريب الصقور قبيل المغرب، وهو أمر يحتم على كاميرا البرنامج أن تكون جاهزة في أوقات يندر أن تكون مغرية للقاءات إعلامية، بالنسبة للبرامج التقليدية».

ولا تتعلق الإشكالية الحقيقية التي تواجه الخامري بصعوبات الاستيقاظ مبكرا، على الرغم من استكمال الإعداد ليلاً، بل في عدم اكتراث صقارين كثيرين لنقل خبراتهم الحقيقية من خلال قناة فضائية. وقال « يفضل الصقارون أن يمنحوا كل أوقاتهم لتحسين مهارات القنص لدى صقورهم، ويعتبر كثيرون منهم خبراتهم أسراراً يجب أن يحافظ عليها من أجل ضمان تميزه، لاسيما أن اختيار مكان الصيد يعتمد كثيراً على مبدأ السرية، للتمويه على المنافسين الذين قد يفسدون رحلات قنصه في حال قصدهم الموقع نفسه». وتحدى أن يفصح صقار محترف عن مكانه المفضل في رحلات الشتاء المقبل بشكل دقيق، مضيفاً «سيقولون لك في حال الإلحاح في السؤال: باكستان، أو كازاخستان، أو السعودية، أو دولة إفريقية ما، من دون أن يسمي لك موقعه بشكل محدد».

تويتر