فضائيات إماراتية «تصنع» مواهــــــب غنائية

اليازية محمد ومعضد الكعبي وجهان قدمتهما برامج المسابقات الغنائية. الإمارات اليوم

بعد خفوت نسبي، انحصرت فيه المنافسة بين جهتين خاصتين، هما شبكة قنوات «نجوم» التي يديرها المخرج الإماراتي سهيل العبدول وقناة «أغاني» التي يديرها الشاعر الإماراتي علي الخوار، اللذان قدّما سابقاً برنامجي «نجوم الخليج» و«نجم أغاني» على التوالي، تعود قناة دبي الفضائية إلى دخول المنافسة التي تخلّت عنها في السنوات الثلاث السابقة هذا العام، عبر معاودة إطلاق برنامج «نجم الخليج» الذي يبث هذه المرة من بيروت بأفكار جديدة، تراهن عليها إدارة القناة، لرفد الساحة الفنية بمطربين جدد.



سرّية شديدة تفرض داخل كواليس قنوات فضائية أخرى، ترى أن البرامج التفاعلية، وبشكل خاص ما يتعلق منها بصناعة المواهب الغنائية واستكشافها، هي الجاذب الأكبر للشريحة الأهم من الجمهور، وهو ما دفع قناة «أغاني» التي تبث من دبي إلى السعي إلى صناعة برنامج جديد، بعد توقّف استمر لثلاث سنوات على إطلاقها النسخة الأولى لبرنامج «نجم أغاني» الذي خرج عن نص البحث عن وجوه جديدة، لمصلحة تفعيل حضور مطربين صاعدين لم تتح لهم فرص كبرى مسبقاً لاستعراض مواهبهم.

وتحسبت شبكة نجوم أيضاً لعودة المنافسة الثلاثية بسلسلة من الإجراءات، في مقدمتها تحديد ميزانية قدرها مليون درهم للمتسابق الذي يتمكن من حصد لقب الدورة الجديدة، فضلاً عن ضمّ الفنانة الكويتية رباب إلى عضوية لجنة التحكيم التي علمت «الإمارات اليوم» بأن الفنان عبدالمنعم العامري مرشح لعضويتها، بديلاعن فايز السعيد، بالإضافة إلى الملحن اليمني عارف الجمن.

وعلى الرغم من ذلك، لن يغيب فايز السعيد الذي يجد مكاناً دائماً في لجان تحكيم هذه النوعية من السباقات عن المشهد هذا العام، حيث ينضم أول مرة إلى لجنة تحكيم برنامج «نجم الخليج»، مع الفنانة اللبنانية ديانا حداد، والفنان الكويتي عبدالله الرويشد، وهي ثلاثية تراهن قناة دبي الفضائية أن تكون مروّجة لحظوظ البرنامج الذي غاب لثلاثة أعوام متتالية، بعد أن فاز بلقب نسخته الأخيرة الإماراتي معضد الكعبي الذي أصبح في ما بعد اسماً حاضراً على الساحة الفنية، وكان مكتفياً بالروتين الوظيفي في واحدة من أهم المؤسسات الرسمية في الدولة.

بيئة إبداع
وقال مدير قناة دبي الفضائية، عبداللطيف القرقاوي، «إلى جانب الغايات المرتبطة بالرسالة الإعلامية، هناك مسؤوليات أخرى على قناة دبي الفضائية ببعدها الوطني والخليجي والعربي، أحدها من دون شك يتعلق بتوفير بيئة خصبة للإبداع . وكما كانت الدورة البرامجية الخاصة بشهر رمضان مناسبة جيدة للدفع بطاقات في مجال الدراما المحلية، وكذلك الخليجية والعربية، فإن الدورة البرامجية المقبلة ستشهد توفير فرص لأصوات شابة من مختلف أقطار الوطن العربي أن تعرف بإمكاناتها الفنية».

وفي ما يتعلق بعدم استفادة القناة من استيلاد الأصوات الشابة التي سبق أن قدمتها للجمهور، مثل معضد الكعبي الذي شارك بعد ذلك في إنجاح مسابقات جماهيرية على شاشات قنوات أخرى، قال القرقاوي «في هذه الحالة، نكون قد أدينا رسالتنا الإعلامية بنجاح، لأننا لا نهدف من توفير تلك المساحة للمبدع الشاب إلى استغلاله، بل الأخذ بيديه ووضع قدمه على أول الطريق الصحيح الذي من المؤكد أنه سيسلكه بسهولة، ما دام قد أحسن بالفعل الانطلاقة الأولى في (نجم الخليج)».

التزام سنوي
ووعد رئيس مجلس إدارة قنوات «نجوم» سهيل العبدول بجديد في دورة هذا العام التي ستنطلق مطلع نوفمبر، وقال لـ«الإمارات اليوم» «المسابقة السنوية لاستكشاف النجوم بالنسبة لنا التزام سنوي تجاه الأصوات الشابة، وليست مجرد برنامج تفاعلي عبر الرسائل النصية القصيرة. لذلك، فإن الشعار الذي اخترناه لدورة هذا العام هو (نجوم تصنع النجوم)، فكما جددنا ساحة الطرب الخليجية بأسماء كثيرة صعدت إلى خشبة المسرح، لتغني أول مرة أمام جمهور من خلال مسرح نجوم الخليج، مثل سلمان حميد، اليازية محمد، فيصل الجاسم، وبدر الريس».

وأكد الشاعر علي الخوار أن هذه النوعية من البرامج على شاشة قناة «أغاني» ستعود هذا العام، بعد أن توقفت العامين الماضيين، من خلال حلة جديدة وأفكار ستجعلها شديدة الاختلاف عما هو مطروح حالياً على الساحة. وأفاد بأن «البرنامج الجديد سوف يحتفي في المقام الأول بأصحاب المواهب الغنائية الحقيقية، من أجل توفير فرصة أولى لهم تعرف بهم الجمهور العربي»، مشيراً إلى أن تجربة «برنامج (نجم أغاني) الذي أطلقته القناة في بداية بثها تمثل رصيداً أولياً تبنى عليه البرامج التالية في هذا السياق».

 

التراث حاضر   
 
قال مدير قناة دبي الفضائية، عبداللطيف القرقاوي، إن المشهد الفلكلوري الخليجي والعربي سيكون الخلفية المتجددة لليالي «نجم الخليج»، في نسخته الثالثة التي ستنطلق قريبا. وأوضح أن البرنامج الجديد أُطلق ليكون واحداً من أهم برامج المنوعات والطرب العربية، بقامة لا تقل عن التي وصل إليها برنامج «تاراتاتا» في نسخته العربية.

وأفاد القرقاوي بأن البرنامج الجديد الذي سيقام في حضور لوحات تراثية، تم إبداعها بعناية شديدة، سيستضيف أهم الأسماء الخليجية، وأيضاً العربية التي خاضت تجربة الغناء باللهجة الخليجية. وقال « التعرف إلى مواهب صوتية حقيقية تفصح عن إمكاناتها بألوان خليجية، تبقى تجربة جديدة في مجال برامج استكشاف المواهب الصوتية تستحق المشاهدة»، مشيراً إلى أن كل هذا الزخم الفني أسهم في أن تُرجأ النسخة الجديدة من «تاراتاتا» إلى ما بعد الانتهاء من منافسات «نجم الخليج» الذي سيستمر 13 حلقة أسبوعية.


إلغاء «البيت الخليجي»


علمت «الإمارات اليوم» أن فعالية «البيت الخليجي» التي كانت تقيمها شبكة قنوات نجوم، مصاحبة لبرنامج «نجوم الخليج»، تم إلغاؤها هذا العام، لأسباب قالت مصادر إنها «فنية، تهدف إلى تجديد إطلالة البرنامج الذي سيستضيف بدلاً من ذلك المتسابقين في برنامج آخر، مصاحب داخل الأستوديو للتواصل مع المشاهدين».

وكانت فكرة «البيت الخليجي» الذي يستقبل الشباب والفتيات طوال فترة إقامة البرنامج صادفت رفضاً سابقاً رصدته «الإمارات اليوم» من متابعين للبرنامج، على الرغم من حرص القناة على الفصل بين الجنسين، ووجود شخصية فنية كبرى تلزم الوجود داخل البيت، من أجل توفير النصح والإرشاد للمشتركين، و«ضبط إيقاع الحياة اليومية فيه»، حسب تعبير إدارة القناة.

وأكدت «دبي الفضائية» أيضاً على لسان مديرها عبداللطيف القرقاوي عدم وجود أي نية لتوفير استضافات خاصة لمشتركين، بخلاف مقر إقامة كل منهم المؤقتة في الفندق الذي تم اعتماده لاستضافتهم في بيروت.

تويتر