Emarat Alyoum

"بويات" داخل أسوار المدارس والجامعات السعودية

التاريخ:: 18 مايو 2009
المصدر: د ب أ

برزت على السطح في الآونة الأخيرة بالسعودية ما بات يعرف بظاهرة "البويات" أو الفتيات المسترجلات واللواتي يطلقن على أنفسهن أسماء ذكورية، بالإضافة إلى تقليدهن للذكور في كل شيء سواء من ناحية الملبس أو أسلوب الكلام وطريقة المشي.

واستطلعت صحيفة "الوطن" السعودية آراء عدد من الفتيات اللواتي انغمسن بهذا السلوك، إلا أن إجاباتهن أظهرت أنهن مقتنعات بأفعالهن وأن وسطهن الخاص يجعل كل شيء مباحا ومسموحا. وقد أظهر التحقيق أن الفتاة التي تمارس سلوك الاسترجال تتمتع بشخصيتين متناقضتين واحدة تظهر بها أمام العلن وأخرى خفية تظهرها فقط بين أوساط فئة "البويات".

وقد أظهر التحقيق الذي نشرت الصحيفة نتائجه في عددها الصادر اليوم أن هيئة من يمارسن هذا الفعل ليست بهيئة الفتاة العادية الطبيعية، وإن كانت الملامح تشير إلى عكس ذلك. كما أنهن في الخفاء وفي مجتمعهن الخاص ووسط قريناتهن سواء داخل أسوار المدارس أو الكليات والجامعات أو حتى بالمجمعات التجارية يلاحظ عليهن ممارسة عاداتهن وبشكل واضح وظاهر للعيان.

وقد التقت الصحيفة ببعض "البويات" وقد أكدن أنهن لا يجدن في أفعالهن أي شيء غريب أو خاطئ. كما أشرن إلى أنهن تقمصن الخصائص الذكورية بشكل كبير، بحيث باتت أشكالهن وسلوكياتهن لا تتناسب مع خصائصهن الأنثوية. والأمر من ذلك - حسب أقوالهن - أنهن نجحن في إقناع بعض النسوة المتزوجات إلى الانخراط في مجموعاتهن والسير على خطاهن.

تقول رانيا، 22 عاما، والتي فضلت أن تطلق على نفسها اسم "ريان" إنها بدأت ومنذ الصغر تظهر معالم الرجولة في مشيتها وحديثها وتعاملاتها وسلوكياتها. وبررت ذلك بأنها كانت على الدوام تشاهد الخلافات الشديدة بين والديها اللذين انفصلا في النهاية. حيث كانت تشاهد والدتها وهي تتعرض لصنوف متنوعة من الأذى والعنف الجسدي من قبل والدها، مما جعلها على حد قولها تكره حقيقة كونها أنثى. وأنها فضلت تقمص السلوك الذكوري لكي تكون قوية وقادرة على صد الأذى عن نفسها.

أما سميرة، 19 عاما، وهي الأخرى فتاة تطلق على نفسها اسم "راكان" فقد بالغت في حديثها عن ذاتها وأصرت على سلامة موقفها. بل إنها طالبت بمنحها الحرية للتعبير عن مشاعرها وحقيقة ميولها. وقالت: "أشعر بالرضا والسعادة كما أنني أشعر بأنني رجل في كل شيء وليس أنثى، وأنا لا أرغب في مناداتي باسمي المتعارف عليه في المنزل فهو يشعرني بالضيق. وقد اشتهرت في المدرسة وبين قريناتي باسم راكان وهو الاسم الذي اختارته لي إحدى المعجبات بي في المدرسة".

كما التقت الصحيفة بما هو أغرب ، وهي فتاة، 25 عاماً، تتقمص دور زوج، حيث اتخذت لنفسها اسم "أيمن" بدلاً من اسمها الأصلي. تقول بثقة: "أريد من الجميع احترام خصوصيتي وغيرتي على من أحب، كما أنه يتوجب على من يقع عليها اختياري وإعجابي بها أن تنفذ طلباتي بدون جدال وأن تمتثل لرغباتي مهما كانت".

وعن كيفية ذلك تقول "إن اختياري للفتاة يعتمد على مدى قدرتها على إثارتي فهي بذلك تشعرني بأني رجل، وذلك بإعلانها عن تقبل شخصيتي الذكورية. وهذه الفتاة لا بدّ وأن تكون من النوع ضعيف الشخصية لأستطيع امتلاكها والسيطرة عليها".

أما نوف، 22 عاما، والتي اختارت لنفسها اسم "حامد" فهي لا تخفي في عباراتها الشعور بالخجل مما تصنع. وتقول: "أعرف خطورة ما أقوم به، فوالدتي تحاربني دوماً وتراقب تصرفاتي كما أنها أصبحت تشك في أفعالي وأجدها تفتش في محتويات حقيبتي وغرفتي، كما أنها لا تكتفي بذلك، بل أصرت على اصطحابي إلى طبيبة نفسية، والتي أوضحت بدورها لوالدتي بأنني أعاني من اضطرابات هرمونية مفرطة ساهمت في جعلي أقلد إخوتي الذكور كوني الوحيدة بينهم".

من ناحية اخرى تقول بشاير، 17 عاماً، : "لا أجد حرجا في علاقتي مع البويات إلا أن الأمر لا يتجاوز أكثر من تبادل للكلمات التي تشعرني بالأنوثة، وأنا لا أرغب بالتمادي في العلاقة أكثر من ذلك فأنا من عائلة محافظة ترفض مبدأ الصداقات والأصحاب وأي علاقة من أي نوع، وأنا أدرك المخاطر الكثيرة التي تترتب على مثل هذه العلاقات، كما أنني لا أرغب في خوض مغامرات تكلفني الكثير".

من جهتها أكدت فاطمة الهاجري وهي متخصصة في علم النفس بإدارة التربية والتعليم في منطقة مكة المكرمة انتشار الظاهرة في مدارس المنطقة. وقالت "إن الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ جداً داخل المدارس كالمشاجرات والخلوات وتم اتخاذ الإجراءات النظامية حيالها والمتمثلة في استدعاء أولياء أمورهن ومواجهتهم بما هو حاصل وتوعية الأم أيضاً".