الشريف: الطوابع لوحات فنية مصغرة

طارق الشريف: الطوابع تحمل مضامين ثقافية وتاريخية. تصوير: إريك أرازاس

بعيداً عن اللوحات الفنية والأعمال التشكيلية، اختار طارق الشريف موضوعاً مختلفاً ليكون محور معرضه الأول الذي افتتح أول من أمس في فندق ميلينيوم أبوظبي ، والذي خصصه للطوابع البريدية، التي يرى الشريف انها ليست مجرد قطع ورقية صغيرة الحجم تلصق على الخطابات، ولكنها «لوحات فنية مصغرة، وذكريات جميلة كادت تختفي في ظل سطوة البريد الالكتروني، بل هي أيضا جزء من هوية الدولة التي تصدر عنها بما تتضمنه من معلومات وصور».

طوابع الإمارات

اقتصر المعرض الذي يستمر لمدة أربعة أيام، على مجموعة طوابع الإمارات التذكارية والاعتيادية منذ قيام الاتحاد ولغاية عام ،2007 وقال الشريف وهو عضو في جمعية هواة الطوابع في أبوظبي التي انشئت العام الجاري وتضم 500 عضو، ان «المعرض يضم أيضاً مجموعة الطوابع الكاملة لإمارة أبوظبي منذ عام 1964 وحتى عام ،1972 ومن بينها مجموعة طبعت باسم ابوظبي عام ،1970 ثم أعيدت طباعتها باسم الإمارات بعد قيام الاتحاد، إلى جانب مجموعة طوابع إمارة الشارقة كاملة، التي يعود معظمها الى ما قبل الاتحاد.

موضحاً «على الرغم من امتلاكي العديد من المجموعات من دول مختلفة؛ اخترت ان أركز في هذا المعرض على طوابع الإمارات التي أقيم فيها منذ سنوات، وان ألقي الضوء على أبرز المجموعات البريدية التي صدرت في الدولة، خصوصاً أن الطوابع الإماراتية تحمل صفات مميزة مثل موضوعاتها التي تميل في الغالب لإبراز تراث الدولة وهويتها الوطنية، كما تتميز بطباعتها الفاخرة».

طوابع وأسعار

وأوضح الشريف «تمثل مجموعة طوابع البطولة الخليجية الثانية للسباحة الطويلة، التي تعود إلى عام ،1975 ومجموعة الدفاع، والعيد الوطني التي صدرت عام ،1977 المجموعتان الأكثر قيمة في مجموعته، حيث تصل القيمة المادية للمجموعه الأولى إلى 700 جنية إسترليني، لأنها طبعت في لندن بمناسبة انطلاق البطولة، ولكن طباعة المجموعة انتهت عقب اختتام الحدث، ولذا تم سحبها من الأسواق ولم يتم تداولها، أما المجموعة الثانية فتبلغ قيمتها 350 جنيهاً إسترلينياً، ويرجع ارتفاع قيمتيها المادية والمعنوية إلى حدوث خطأ مطبعي فيها، حيث كتب التاريخ الهجري عليها بطريقة خاطئة. لافتاً إلى ان هناك عوامل عدة تتدخل في تحديد سعر الطابع أو مجموعة الطوابع من أهمها الندرة والعرض والطلب، ووفقاً لهذه العوامل يمكن ان يتجاوز سعر بعض المجموعات البريدية آلاف الدولارات.»

تأريخ وتراث

وأضاف «لا تقتصر أهمية الطوابع البريدية على وظيفتها المعتادة؛ ولكنها وسيلة من الوسائل المهمة للتأريخ وحفظ التراث والتعبير عن ثقافات الدول والمجتمعات، فهي تحكي تاريخ كل دولة في صورة جماليـة مبهرة، ومن خلالها يمكن أن نتعرف إلى أبرز الأحـداث التي مرت بكـل دولة وأهم الشخصيات في تاريخها، والمناسـبات الرئيسة التي تعتز بها هذه الـدولة».

وأكد الشريف أن «الطوابع تلعب دوراً ثقافياً إلى جانب دورها التأريخي حيث تحرص كل دولة على أن تضمن طوابعها بعض الملامح من ثقافتها وتراثها مثل الملابس، والحلي التراثية، وأشهر معالمها السياحية، إضافة الى الطيور والحيوانات والكائنات البحرية والبرية التي توجد فيها وترتبط بتراثها، وبذلك يحمل الطابع البريدي ملامح مهمة من هوية الدولة».

هواية مبكرة

وأشار الشريف الذي بدأ هواية جمع الطوابع في عمر 15 عاماً، إلى أن للطوابع مواصفات تحدد تصميمها، من بينها الأسنان الرفيعة التي تحيط بالطابع، التي تختلف من بلد إلى آخر، وبالنسبة لجامعي الطوابع يجب أن يكون الطابع كاملاً ومحتفظا بمواصفاته كافة ليكون قيماً، وغالباً ما تكون الطوابع المستعملة أكثر قيمة من التي لم تستخدم. مبيناً أنه للعناية بهذا النوع من المقتنيات يتطلب حفظها في أوراق خاصة بطريقة معينة بعيداً عن الرطوبة ودرجات الحرارة المرتفعة.

وعن مصادر حصول الهواة على الطوابع التي يقتنونها؛ أوضح ان هناك مصادر عدة مثل الشراء من الهواة أنفسهم أو التبادل في ما بينهم، ومن مكاتب البريد، ومن مواقع الانترنت. مشيراً إلى أهمية التأكد من ان الطوابع حقيقية عبر أجهزة مختصة وأشخاص لديهم الخبرة، فالطوابع الحقيقية تحمل علامة مائية، بينما تفتقد المزيفة هذه العلامة كما تختلف أسنان الطوابع المزيفة عن الحقيقية، مضيفاً «غالباً لا يتم التزوير إلا للمجموعات النادرة والشهيرة مثل مجموعة طوابع قناة السويس المصرية، التي طبعت بمناسبة افتتاح قناة السويس في عصر الخديوي اسماعيل، وهي من المجموعات النادرة التي أعتز بامتلاكها ضمن مجموعات الطوابع المصرية التي امتلكها بالكامل تقريباً، وهناك مجموعة نادرة أيضا يصل سعرها إلى 3000 دولار، طبعت بمناسبة المعسكر الكشفي الذي أقيم في مدينة ابوقير الساحلية في مصر، ولم تطرح للبيع بل وزعت على رؤساء الوفود المشاركة في المعسكر، وهو سبب ندرتها.

تراجع

قال طارق الشريف إن هواية جمع الطوابع تعاني من تراجع ملحوظ خاصة عند الجيل الجديد الذي لم يتعامل مع الرسالة الورقية، وبالتالي لم يحتك بصورة مباشرة مع الطابع، ولذلك لم تعد هناك علاقة بين الأجيال الجديدة وبين الطوابع البريدية، هذه القطيعة كما أوضح الشريف سترفع قيمة الطوابع بشكل ملحوظ، وهو امر ايجابي نوعاً ما للهواة الذين يمتلكون مجموعات نادرة منها.

تويتر