فعاليات مستحدثة وضيوف من أرجاء العالم يؤكدون دور دبي في دعم الثقافة والإبداع

«طيران الإمارات للآداب».. 10 ســنوات فريدة في «في حب الكلمات»

صورة

يحتفل مهرجان طيران الإمارات للآداب بالذكرى السنوية الـ10، بإصدار طبعة محدودة من كتاب تذكاري خاص بالمناسبة، التي تقام فعالياتها بين الأول وحتى 10 مارس المقبل.

بن خادم.. إلى بؤرة الضوء

على الرغم من توديعه أسرة «الإمارات للآداب»، نائب مدير مهرجان طيران الإمارات للآداب السابق، عاد إبراهيم بن خادم إلى منصة المهرجان، لكن بوصفه كاتباً هذه المرة، ليعيش في عامين متتاليين تجربتين مغايرتين.

وقال بن خادم، الذي يشارك في مناقشة كتابه «تعاليم المحبة»: «التجربتان رغم تباينهما ظاهرياً، فإنهما متطابقتان، لأن ضيوف المهرجان كانوا بالفعل دومأً بمثابة منتمين إلى أسرته الواسعة».

وأضاف: العنصر المختلف الوحيد قد يكون، هذا العام، في فرصة الوجود بدائرة الضوء، وهو عكس الدور التنظيمي الذي كنا نحرص دوماً على أن يبقى ضمن منطقة الظل، أو كواليس المهرجان.

رسالة في «عام زايد»

قال مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، عن تصادف الاحتفاء بالعقد التأسيسي الأول لمهرجان طيران الإمارات للآداب، مع عام زايد، الذي تعيش الإمارات في رحابه العطرة، إنه بمثابة رسالة دالة على أننا في زمن حصاد غرس زايد، في كل الميادين بما فيها الثقافة والفنون والآداب.

وأضاف، لـ«الإمارات اليوم»، أن «المهرجان أنجز الكثير من الأهداف، التي كانت قبل انطلاقته بمثابة طموحات صعبة، ورسخ حضوره على أجندة الفعاليات الثقافة الدولية، وأصبح بمثابة جسر حقيقي، ليس فقط للتعريف بالمنتج الثقافي المحلي تحت مظلة دولية، لكن كجسر وملتقى يقدم للعالم نموذجاً لتجانس وتعايش وتمازج ثقافات العالم المختلفة».

كتّاب عائدون

احتفالاً بالذكرى السنوية الـ10 للمهرجان، دعا المنظمون مجموعة من الأسماء، الذين سبقت لهم المشاركة في الدورات السابقة، من بينهم الكوميدي التلفزيوني البريطاني، وكاتب الأطفال ديفيد وليامز، ومؤلف سلسلة «وكالة البوليس السّري للسيدات رقم1»، ألكسندر ماكول سميث، والسياسي الهندي والدبلوماسي، شاشي ثارور، والكاتب أنتوني هورويتز مؤلف سلسلة أليكس رايدر، وعمر سيف غباش مؤلف «رسائل إلى شاب مسلم»، والكاتبة محبوبة الأطفال في بريطانيا، جاكلين ويلسون، والكاتب الفلسطيني، إبراهيم نصر الله، والإعلاميان كيت إيدي وجيني موراي.

84

صوتاً ملهماً من المبدعين في الكتاب الاحتفالي.

وقالت إيزابيل أبوالهول، الحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية، الرئيسة التنفيذية وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، مديرة المهرجان: «لقد تعزز دور المهرجان عاماً بعد عام، وتشكل لدى جميع المشاركين في دوراته المختلفة، من كتّاب، وزوار، ورعاة، وطلاب، ومتطوعين ولدى فريق عمل المهرجان ذكريات جميلة لا تُنسى».

جاء ذلك على هامش مؤتمر صحافي دعت إليه مؤسسة الإمارات للآداب، لكشف أبرز ملامح الدورة الجديدة للمهرجان. وأشارت بالهول إلى أن كتاب «في حب الكلمات» يتضمن 84 صوتاً ملهماً من الكتّاب والمبدعين والمفكرين والرسامين والشعراء، الذين شاركوا في مهرجان طيران الإمارات للآداب في مختلف دوراته. وأوضحت بالهول أن الكتاب التذكاري سيشتمل على مقتطفات من المقالات والقصائد والقصص القصيرة والرسوم المصورة، التي تحتفي بالكلمة، وهو المضمون الذي دفع لأن يكون عنوانه «في حب الكلمات».

وألقت بالهول بالضوء على بعض ما تم إنجازه، خلال السنوات العشر الأولى من المهرجان، الذي اعتبرته عقد التأسيس لمرتكزاته الرئيسة، مشيرة إلى أن برنامج التعليم حقق نجاحات مطردة منذ انطلاقته، بما في ذلك جائزة «تعليم» للشعر، ومسابقة دار جامعة أكسفورد للطباعة والنشر لكتابة القصة، وكأس شيفرون للقرّاء، ومسابقة بنك الإمارات دبي الوطني «الشعر للجميع».

وكشفت بالهول عن مبادرة جديدة في سياق الدورة المقبلة، هي البرنامج العالمي للطلاب، الذي يقام بالتعاون مع إدارة السياحة والتسويق التجاري في دبي؛ ويهدف البرنامج إلى توفير فعاليات متنوعة وملهمة، على مدار ثلاثة أيام، لطلاب الجامعات في العالم العربي، في مسعى لترسيخ مقومات تبادل الثقافات والأفكار ونشر المعرفة.

وأكد الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية، حرص «طيران الإمارات» على مواصلة رعاية مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته العاشرة، مشيداً بتنوع كوكبة الكتّاب والمؤلفين المشاركين هذا العام.

وقال الشيخ ماجد المعلا «استطعنا، من خلال هذا الحدث، أن نحقق التواصل بين محبي القراءة والآداب في دولة الإمارات، مع عدد كبير من مشاهير الكتّاب والمؤلفين من جميع أنحاء العالم، الذين تغطي أعمالهم مختلف الفئات العمرية والثقافية والأساليب والموضوعات. ونحن نفتخر بدعم هذا الحدث الثقافي الكبير منذ انطلاقته، ومساعدة الجمهور في التعرف إلى أعمال وأفكار أدبيّة، تشكّل ركيزة أساسية للمشهد الثقافي في دبي، كما أننا نتطلع إلى دعم المهرجان في دوراته المستقبلية».

جيل كامل

وقال مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، إن مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي تتجدد دورته اعتباراً من الأول من مارس المقبل، أسهم بشكل فاعل للغاية على مدار 10 سنوات متتالية، في تكوين جيل كامل من المثقفين والقراء الشغوفين بتلبية نهم المعرفة، وتذوق الآداب والفنون عموماً، عبر انفتاحه على مدارس أدبية مختلفة، واهتمامه بشتى صنوف المعرفة والآداب.

وأضاف النابودة، في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، أن «الاحتفاء بمرور 10 سنوات على تأسيس مهرجان طيران الإمارات للآداب، هو في جزء منه احتفاء بنجاح نموذج مثالي لتكامل الدور المؤسسي الرسمي، مع جهد نظيره في القطاع الخاص، وكذلك ذات النفع العام، من أجل توفير مقومات من شأنها تنشيط الفعل الثقافي، وتوفير بيئة جاذبة لترسيخ حضوره، باعتباره مقوماً حضارياً أصيلاً في دبي».

وأكد النابودة أن مواكبة الاحتفاء بعقد المهرجان الأول لعام زايد، تبقى دالة على أن «الزخم الثقافي الذي تشهده الإمارات عموماً، هو بمثابة غرس أصيل، يؤتي ثماره، بالتوازي مع الثمار العديدة الملموسة في كل القطاعات الأخرى».

وأضاف النابودة: «يلعب المهرجان دوراً مهماً في ترجمة مهمتنا، المتمثلة في تعزيز مكانة دبي كوجهة رائدة للتبادل الثقافي على المستويين الإقليمي والعالمي، كما يدعم (الاستراتيجية الوطنية للقراءة في الإمارات 2016-2026)، التي تهدف إلى نشر ثقافة القراءة عبر جميع فئات وشرائح المجتمع. من خلال إشراك المجتمع بأكمله، وإتاحة الفرص للجميع للاستمتاع بالكلمة المكتوبة، كما أن المهرجان ذاته يقربنا أيضاً نحو تحقيق (خطة دبي 2021)، لتكون دبي موطناً لأفراد سعداء ومبدعين وممكنين، يملؤهم الفخر بهويتهم الثقافية».

وكشفت بالهول، من جانبها، عن أن أيقونة الاحتفال بالعقد الأول للمهرجان، ستكون عبر «حب الكلمات»، وهو عنوان كتاب تذكاري خاص بمناسبة مرور أول عقود المهرجان، كما أنه عنوان أمسية شعرية تستضيفها أوبرا دبي أيضاً لنخبة من الشعراء الإماراتيين والعالميين.

فعاليات جديدة

كشف المهرجان عن بعض فعالياته المستحدثة، منها ما يتضمن متحدثين يشاركون لأول مرة، من بينهم كارلوس رويث ثافون، الكاتب الإسباني صاحب رواية «ظل الريح» الشهيرة، والكاتبة جين هوكينغ، التي تم تحويل مذكراتها «السفر إلى اللانهاية: حياتي مع ستيفن»، التي تتناول حياتها مع الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ، إلى فيلم بعنوان «نظرية كل شيء» حاز جائزة الأوسكار، إضافة إلى البارونة فلويلا بنيامين، الممثلة والمذيعة التلفزيونية ومؤلفة كتب الأطفال، والمؤلف العراقي الحائز العديد من الجوائز، مؤلف «حدائق الرئيس»، محسن الرملي، والكاتبين السوريين الشهيرين: خالد خليفة، ومها حسن.

ويبرز في دورة هذا العام، بصفة خاصة، التقاء نخبة من الشعراء الإماراتيين والبريطانيين على خشبة مسرح أوبرا دبي، في احتفالية «في حب الكلمات»، وهي تظاهرة تحتفي بالشعر، تقدم بالتعاون مع مع أوبرا دبي، ووزارة التسامح، والمجلس الثقافي البريطاني.

تويتر