9 عروض تأهلت للمنافسة في الجوائز.. و«غصة عبور» الإماراتية تتطلع للتويج

«المسرح العربي» يطوي دورته الـ10 اليوم ويستعد للقاهرة

صورة

تتجه أنظار عشاق ومتابعي المسرح العربي اليوم إلى منصة المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة التونسية، لإعلان نتيجة منافسات عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، التي اختير للمنافسة فيها تسعة عروض من بين 27 مسرحية تأهلت باعتبارها أفضل ما تم إنتاجه على جميع الخشبات العربية خلال عام 2017.

إسماعيل عبدالله: مرحلة مختلفة

وصف الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» لقاءه بالرئيس التونسي السبسي، بـ«التاريخي»، وأن الاهتمام بالمسرح عموماً ارتقى ليكون من أولويات صانع القرار الأول، ما يعني أن المعطى الثقافي أصبح في مصاف المعطى الاقتصادي والأمني والدبلوماسي وغيره.

واعتبر عبدالله أن المسرحي العربي الآن مقبل على مرحلة مختلفة من حيث آليات احتضانه تحت مظلة المؤسسات الرسمية العربية، بما في ذلك وزارات الثقافة العربية، مضيفاً: لمست هذا التوجه عبر لقاءاتي المختلفة مع وزراء الثقافة العرب، خصوصاً في الدول المستضيفة لدورات المهرجان المختلفة، وهو ما تكرسه أيضاً الدورة العاشرة في تونس.

وعاش جمهور المسرح العربي ست ليالٍ تضمنت فرصاً لمشاهدة مسرحيات ذات محتوى درامي وأساليب إخراجية، وتقنيات فنية متباينة، وأصبحت تونس المشغولة هذه الأيام بالاحتفال بذكرى ثورة الياسمين في محيط ساحة «الحبيب بورقيبة»، مشغولة أيضاً بكل هذا الزخم الفني الذي أثاره تواجد كل هذا الكم من العروض تحت مظلة واحدة، وعبر العديد من الخشبات التي لا تبعد جميعها عن المحيط المكاني ذاته.

وعلمت «الإمارات اليوم» أنه سيتم الكشف اليوم عن الوجهة التي تستضيف الدورة المقبلة للمهرجان، وهي العاصمة المصرية القاهرة.

وأكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الفنان إسماعيل عبدالله، أن استراتيجية المسرح العربي ومسيرة دوراته المختلفة سعت لغرس ثقافة المسرح انطلاقاً من المدارس، مضيفاً: «غياب وتهميش المسرح، وهو الفعل الذي أسهم فيه بعض السياسيين، جعلهم يجنون جماراً بدلاً من ثمار التنمية من خلال ترك مساحات خصبة للمروجين للأفكار الظلامية والمتطرفة».

ووصف عبدالله المحطة المقبلة في مسيرة دورات المهرجان بـ«الصفحة الجديدة»، مضيفاً: «اليوم ننجز دورة تمام العقد بكل هذا الزخم الذي شهدته 10 سنوات مرت بهية، سنستفيد بكل ما ضمته، وفق مكاشفة حقيقية، وتحليل علمي، عبر مؤتمر جامع يشارك به قامات مسرحية قادرة على التقييم المحايد الذي سنستفيد من توصياته، ومؤشراته بكامل اتجاهات رؤاها، لنتلافى الهنات والسلبيات، ونعظم الإيجابيات».

وتابع: «صفحتنا الجديدة التي تبدأ بالقاهرة ستبنى على ما تم إنجازه على أرض المسرح، لاسيما أن الطريق لم يكن معبداً، لكن الآن نستطيع أن نؤكد أن العقد الجديد، رغم تحدياته النوعية، فإننا مقبلون عليه بأدوات قادرة على التعاطي مع متغيراته».

وتابع عبدالله: «أحد حصاد دورات العقد الأول هو هذا الوعي الرسمي المتحقق، فالثقافة وفنونها، وعلى رأسها المسرح، أصبحت قوة سيادية، والسياسي علم وأيقن أنه أخطأ في حق المسرح، حينما قام بتهميشه عربياً، ليجني بذلك جمار قوى التخلف والظلامية، بدلاً من أن يجني حصاد الرفاه المجتمعي الذي ينشده».

وأكد عبدالله أن قناعة جميع المنتمين إلى أسرة الهيئة العربية للمسرح مبنية على قاعدة ذهبية أقرها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، حينما قال: «نحن كبشر زائلون.. ويبقى المسرح ما بقيت الحياة»، مضيفاً: «سموه رجل فعل في مقام المسرح، لذلك حينما قال ذلك في احتفالات اليونسكو بيوم المسرح العربي، قبل نحو 10 سنوات، جاء القرار السامي بتأسيس الهيئة العربية للمسرح بمقرها في الشارقة، عبر مكرمة سخية من سموه».

وتابع عبدالله: «رغم الكثير من العوائق التي كانت تحتم توقفه في بعض الدورات، فإن المهرجان استمر في ترسيخ موقعه مظلة لكل المسرحيين العرب، وفي كل دورة كنا نقوم بترسيخ رؤى جديدة، ونهج مختلف في التعاطي مع المسرح في دولة عربية مختلفة، ما يعني أننا تنظيمياً نبدأ في كل دورة من الخطوة ذاتها التي بدأنا بها في كل عام، وهو ما كان يمثل مجهوداً هائلاً، لكنه أسس بنية منضبطة للتعامل مع الشأن المسرحي في العديد من الدول التي جاءت بمثابة محطات متنوعة في مسيرة المهرجان».

وحول أبرز ملامح الدورة التي تلملم أوراق فعالياتها الثرية الآن في تونس، قال: تميزت الدورة الـ10 بأن عروضها تتجاوز فكرة الجمع بين عناصر الخبرة والشباب، وصولاً إلى استيعابها لإبداعات أكثر من جيل مسرحي.

وعاشت كواليس المهرجان مساء أول من أمس، حالة ترقب للعرض الإماراتي المشارك في المسابقة الرسمية، «غصة عبور»، من إخراج محمد العامري، حيث أنهت فرقة مسرح الشارقة الوطني بروفتها الأخيرة، وأتمت جميع استعدادات الديكور بعد أن تغلبت على بعض المشكلات الفنية التي نجمت عن الاضطرار إلى الاستغناء عن قطع الديكور الكبيرة، والاستعاضة عن ذلك بإعادة تصنيعها في تونس.

الجسمي: غصة عبور تستحق التتويج

قال الفنان أحمد الجسمي رئيس مسرح الشارقة الوطني، إن مسرحية «غصة عبور» الإماراتية لم تقصد مهرجان المسرح العربي لمجرد الاكتفاء بالتواجد في المسابقة الرسمية للمهرجان، بل جاءت من أجل تحقيق هدف الوصول الى منصة التتويج العربية للمرة الأولى.

وتابع: «رغم تعدد الاحتفاء بالمسرح الإماراتي في محافل مختلفة، فإن هذا الاحتفاء العربي الغائب عن (خزانتنا)، ذو تقدير مختلف، نظراً لكونه يؤهل مباشرة للحصول على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، التي تمنح للعمل الفائز بأفضل عمل عربي مشارك بالمسابقة الرسمية». وأثنى الجسمي على الجهد الذي بذله العامري، وكذلك جودة نص «غصة عبور» للكاتبة الكويتية تغريد الداوود، والسوية الفنية التي وصل اليها أداء الممثلين قبل العرض.

تويتر