على أنغام الأهازيج الشعبية والعروض الفلكلورية إقبال متميز منذ اليوم الأول

مهرجان الظفرة.. التراث محمولاً على ظهور الإبل

صورة

على أنغام الأهازيج الشعبية والعروض الفلكلورية الإماراتية التقليدية التي شهدها جمهور المهرجان طوال اليوم الأول، انطلقت فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان الظفرة الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، في منطقة الظفرة من إمارة أبوظبي، وتستمر فعالياته حتى 28 الجاري، ويهدف لإبراز الصورة الحقيقية لحياة الأجداد، من الجوانب كافة، وبشكل خاص من ناحية مزاينات الإبل التي كانت تشكل ركيزة الحياة قديماً.

أسفرت حضارتنا القديمة، وكذلك نهضتنا الحديثة عن إرث تراثي هائل متعدد ومتنوّع طبيعي بنيوي وحضاري تاريخي وعلمي وفني.

عبدالله القبيسي


- تعريف الجمهور الزائر بعاداتنا وتقاليدنا التراثية الأصيلة لنقلها للجيل القادم.

- فعالياتنا باتت عالماً تراثياً وتراث كل أمة هو رصيدها الدائم وحق لكل الأجيال.

وقال مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات، عبدالله بطي القبيسي «شهد اليوم الأول إقبالاً متميزاً يبشر بدورة ناجحة جديدة ستشهد استقطابنا للمزيد من الزوّار، وإيصال رسالتنا بالحفاظ على التراث الإماراتي. ونحن في اللجنة نؤمن أنّه علينا الاستفادة من هذا الزخم الذي تشهده الدولة حالياً في مجال حفظ التراث، وتعلم كيفية تحويله لقوة دافعة من أجل استدامة واستمرارية الجهود المبذولة لحفظ التراث غير المادي في الإمارات».

وتابع القبيسي «نسعى في كل فعالية إلى تعريف الجمهور الزائر بعاداتنا وتقاليدنا التراثية الأصيلة في مُساهمة منّا لنقلها للجيل القادم ومنعها من الاندثار، حتى باتت فعالياتنا عالماً تراثياً بأسلوب الحاضر، فتراث كل أمة هو رصيدها الدائم وحق لكل الأجيال، ولقد أسفرت حضارتنا القديمة وكذلك نهضتنا الحديثة عن إرث تراثي هائل متعدد ومتنوع طبيعي بنيوي وحضاري تاريخي وعلمي وفني».

شوط التحدي

وسط أجواء تراثية ومنافسة كبيرة بين المشاركين تنطلق يومياً المسابقات لينتظروا مساء لحظات التتويج، بعد اكتمال السباقات وحصولهم على الجوائز النقدية التي توزع عليهم في احتفالية شعبية تتوج هذا العرس الوطني، الذي فاخرت به منطقة الظفرة زوارها كانت فيها السيادة لفرسان الصحراء. واستحدثت اللجنة المنظمة للمهرجان شوطاً جديداً في مزاينة الإبل هو شوط التحدي للحقايق محليات ومجاهيم، على أن تكون الإبل المشاركة فيه من الإبل المتأهلة من الأشواط الفردية ومن أصحاب المراكز الثلاثة الأولى.

وأوضح محمد بن عاضد المهيري، أن المسابقة تقام لأول مرة ضمن مسابقات مزاينة الظفرة للإبل وهي المسابقة الرئيسة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة. وقد استطاعت حتى اليوم الأول من المهرجان جذب عشاق الأصالة والعراقة من مختلف دول العالم بعد أن تعدت سمعة المهرجان المحلية، ونجح في أن يحفر لنفسه مكانة على الخارطة العالمية.

المهيري أشار أيضاً إلى أنّ المسابقة الجديدة ستشتمل على فئة المحليات والمجاهيم، ورصدت لها اللجنة المنظمة جوائز قيمة للفائزين بالمراكز الأولى، بما يتيح فرصة أكبر لحصد المزيد من الجوائز، حيث وضعت اللجنة المنظمة مجموعة من الشروط للمشاركة في شوط التحدي أبرزها أن تكون الإبل المشاركة فيه سبق وشاركت في الأشواط الفردية، ونجحت في التأهل خلال تلك الأشواط، وحققت أحد المراكز الثلاثة الأولى.

وتابع المهيري «تسخر اللجنة المنظمة كل طاقاتها وخبراتها لحماية الهوية الإماراتية، وتعريف المجتمع الإماراتي بعراقة تاريخه وأصالة حضارته، فالتاريخ سند الحاضر وجسر العبور للمستقبل، ونؤكد أنّ المسابقات التي نستحدثها في كل دورة، إنّما تكمل بعضها بعضاً خدمة لجهود إحياء الموروث الأصيل لأبناء المنطقة، وبشكل خاص التمازج والتفاعل ما بين جميع فعاليات مهرجان الظفرة، الذي أصبح كرنفالاً معروفاً على مستوى العالم منذ انطلاقته الأولى في عام 2008».

لجنة طبية لمنع العبث في الإبل

مدير مزاينة الظفرة محمد عبدالله بن عاضد المهيري، كشف أن المهرجان سيشهد هذا العام استحداث لجنة طبية من الرقابة الغذائية بجانب أعضاء من لجنة التحكيم تكون مهامها توقيع الكشف الطبي على الإبل المشاركة، وذلك لمنع التجاوز الذي قد يكون حاصلاً للمعايير الصحية والطبية والسلوكيات الأخلاقية والنزاهة في الاشتراك بمسابقات الهجن، خصوصاً ضمن فعاليات المهرجان.

وتابع المهيري: «في ظل الإقبال الكبير على المشاركة في مسابقات المهرجان ومزاينة الإبل وغيرها، نحرص كلّ الحرص على ضمان سلامة ودقة النتائج، وذلك من خلال عمل التحاليل الطبية المختلفة للإبل المشكوك في وجود عبث فيها، وفي حالة التأكد من وجود التجاوز سيتم استبعاد تلك الإبل وتوقيع غرامات على المشارك الذي قام بتلك الأعمال، وسيكون ذلك مدعوماً بتقرير طبي معتمد من أطباء الرقابة الغذائية يوضح ماهية العبث ونوعه وموضعه في الناقة».

حظائر للإبل المرشحة

تستمر لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، الجهة المنظمة للمهرجان، في تحديث والعمل على تطوير البنية التحتية في المنطقة المستضيفة لفعاليات المهرجان في ضاحية مدينة زايد في الظفرة بإمارة أبوظبي، سعياً منها إلى تقديم أفضل الخدمات للمشاركين والزوار وجمهور المهرجان من محبي التراث وملاك الإبل وأصحاب الهجن، والصقارين وغيرهم من الفئات التي يجذب المهرجان حضورها الفاعل وإقبالها الكبير.

وأكد مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي عبيد خلفان المزروعي، أنّ المهرجان يشهد هذا العام لأول مرة إقامة حظائر للإبل المرشحة للفوز في فئة المجاهيم كمرحلة أولى، وذلك في إطار احترام حقوق المشاركين وأصحاب الإبل من الذين يلتزمون دور المهرجان في إبراز الوجه الحضاري والجمالي لهذه الفعاليات التراثية، والمزاينات التي هي في صلب الموروث الإماراتي والعربي في الجزيرة العربية.

وقال المزروعي: إنّ «تلك الحظائر مجهزة بكل التجهيزات التي تضمن راحة وسلامة الإبل المشاركة التي يسعى أصحابها جاهدين للفوز بنصيب من جوائز مزاينة الظفرة، في إطار التنافس الجاد لأجل الارتقاء بمستوى المزاينة وترسيخ مكانتها عالمياً في مشهد الاهتمام الدولي بالموروث الشعبي الذي يبرز عراقة وتاريخ الشعوب وماضي الدول المجيد».

تويتر