افتتحهما أحمد القاسمي ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية

«الجناح المُزهِر» و«المسجد الطائر» دهشة المعمار في «أثر»

صورة

افتتح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، مساء أمس، في واجهة المجاز، واحداً من أكبر الأعمال الفنية المعروضة في مهرجان الفنون الإسلامية في دورته العشرين، والذي يحمل عنوان «الجناح المُزهِر» للفنانين أدن شان وستانلي سيو- هونغ كونغ.

وتفقّد القاسمي «الجناح المُزهِر»، حيث تجول في محيطه، واستمع إلى شروحات أدن شان وستانلي سيو حول العمل الذي اتخذ من القبة شكلاً فنياً مفرغاً، وفق أنماط الأرابيسك، مبدياً في الوقت نفسه إعجابه بالعمل الفني.

وبرز في التصميم السجاد التبريزي الأكثر تأثيراً على العمل من خلال تصميماته وجودة تقنياته، وبإجراء بحث معمّق لتطور أنماط السجاد، حدد الفنانان أنماط السجاد التي تحقق الغاية، وتم تفريغ السجادة المستطيلة على القبة، بنقش النمط على السطح المكوّر، ليبدو التصميم كخيمة إسلامية تسجل ثقافة وحياة المسلمين.

يشار الى أن كلاً من أدن شان وستانلي سيو، قد أسّسا شركة ديدريمرز للتصميم المعماري في هونغ كونغ، وهي تمتلك رؤية متفردة معاصرة، وحازت العديد من الجوائز الدولية، كما فازت بأول مسابقة دولية لها في عام تأسيسها. أدن شان حاصل على درجاته العلمية بالهندسة المعمارية من جامعتي ليفربول وإيست. وقد مُنح الجائزة الذهبية ضمن فريق بمسابقة لانترن ووندرلاند عام 2013. أما ستانلي سيو؛ فحاصل على درجة بكالوريوس في الهندسة المعمارية، كما حصل على جائزة المهندس المعماري الشاب 2013.

ثم انتقل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي ومديرو الإدارات ورؤساء الأقسام والموظفون والاعلاميون والفنانون إلى مسرح المجاز لافتتاح معرض «المسجد الطائر» للمعماريين تشوي وشاين، من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتميز العمل بالضخامة، وهو عبارة عن مسجد بتكويناته المعروفة من منارات وقباب ومحاريب مصنوعة من الخيوط الحريرية البيضاء، وفكرته تقوم على ارتفاعه عن سطح الأرض، وذلك بواسطة تثبيته على خيوط قوية الصنع تفصله عن سطح الأرض، وعلى صنعه من خيوط حريرية خفيفة بيضاء مشعة، فيمكن للأشخاص رؤيته من بعيد، ويوحي ارتفاعه عن الأرض بطيرانه في الفضاء، ولونه الأبيض المصنوع من الخيوط الحريرية القوية، تشع ليلاً وتتلألأ، فتتكون حوله هالة من النور من انعكاسات الأضواء المحيطة به، فيجمع بين معانٍ عميقة كالسمو والنور والإيمان.

ويهدف مشروع «المسجد الطائر» إلى خلق إحساس بالمكان من خلال مجموعة من الأشكال المخرمة، الهادئة والبسيطة التي تعالج موضوع الأثر، حيث تتناقض الأشكال المتوهجة بهدوء، والعائمة بغموض مع المناظر الطبيعية في المناطق الحضرية والسماء الليلية، ما يخلق شعوراً بالمفاجأة والتعجب، ويُسهم في إثراء ذكرى الزمان والمكان. كما أن العمل الفني يستجيب للرياح أو حتى للمسة المشاهد، كما يمكن لعناصره المعلقة التأرجح، في حين يدور ظله ببطء. غير أن الحركة الإيقاعية والمتكررة لكل عنصر منه لها تأثير زمني في المتلقي، وتُسهم في إرساء حالة من الشعرية الهادئة والصامتة للنحت. يتفاعل المسجد الطائر مع الضوء الطبيعي ليلاً ونهاراً. ويتمتع المتلقون الموجودون ضمن العمل برؤيتهم من خلال هذا المرشح البصري، والذين يبدون متوهجين بالنسبة لمنظور المتلقين ممن يحيطون بالعمل، والذين يشعرون بوهم التحليق الأثيري، ما يولد حالة مسرحية بين كل المتلقين وفضاءاتهم، ويبدو الداخل للعمل جزءاً منه ومن يبقى خارجاً يتراءى مؤطراً بالنسبة لمن في الداخل.

«المعماريان تشوي وشاين» هو مُحترَف تصميم حاصل على جوائز دولية، أُنشئ من قبل جين تشوي وتوماس شاين. عُرضتْ أعمالهما في متاحف وصالات عرض عالمية، ودُعي الفنانان إلى مهرجان مدينة الثقافة الأوروبية 2014 في مرسيليا، وإلى المشاركة في أسبوع تصميم ميلانو 2016 ومهرجان أمستردام للضوء. تحمل جين تشوي درجتي الماجستير في الفنون الجميلة والهندسة المعمارية. كما يحمل توماس شاين درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة «ييل»، وهما يتشاركان براءات اختراع في أعمال عدة.

وحضر الافتتاح المنسق العام للمهرجان ومدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، محمد القصير، ومدير إدارة شؤون الموظفين في الدائرة، عبدالله المناعي، بالإضافة إلى فنانين مشاركين، وعدد كبير من متابعي المهرجان.

تويتر