أكدت لـ «الإمارات اليوم» سعي «دبي للثقافة» لتحويل المدينة إلى عاصمة عالمية للتصميم

لطيفة بنت محمد: التنوّع الثقافـي ثروة وطنية

صورة

أكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، أن الصناعات الإبداعية تعدّ رديفاً مهماً للحراك الذي تشهده الإمارة في تنفيذها «خطة دبي 2021»، مضيفة أن «دبي للثقافة» ملتزمة بترسيخ صناعة التصميم، والعمل على تحويل دبي إلى عاصمته الدولية.

لطيفة بنت محمد:

- «الصناعات الإبداعية تشكل رديفاً مهماً للحراك الذي تشهده الإمارة في تنفيذها (خطة دبي 2021)».

- «النمو في قطاع التصميم والصناعات الإبداعية بات رافداً للناتج المحلي الإجمالي، بحسب تقرير آفاق التصميم».

- « كما روح دبي نعشق التحدي، ودائماً ما نثبت للعالم ألا مكان للمستحيل في إمارتنا ودولتنا».

- «استطعنا خلال زمن قياسي تحقيق نقلة هائلة في النظرة إلى العاملين في قطاع التصميم».


«10X»

قالت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، عن المبادرات التي تضعها «دبي للثقافة» لضمان تحقيق «خطة دبي 2021»: «نعمل حالياً وبشكل مكثف على تنفيذ مبادرة دبي (10X)، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرامية إلى إحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي، ووضع خطط مستقبلية لدور الحكومة في خدمة المجتمعات وصناعة المستقبل. وفي هذا الصدد عقدنا مجموعة من جلسات الحوار وورش العمل بمشاركة فريق عمل من الهيئة والجهات الخارجية الناشطة في قطاع الثقافة والفنون والتراث، إذ تمت مناقشة سُبل جعل دبي عاصمة عالمية للثقافة والفنون والابتكار، وضمان تفوقها بواقع 10 سنوات على المدن الأخرى من خلال تبني مقاربات تقدمية في التفكير المؤسسي. كما أننا بصدد الانتهاء من استراتيجية هيئة دبي للثقافة والفنون الخمسية الجديدة».

وأعربت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، في حوار خاص مع «الإمارات اليوم» عن سعادتها بالمصممين الإماراتيين، الذين برز العديد منهم على الساحة الدولية، منوّهة بالدور الرائد الذي يضطلع به الشباب في كل الصعد بدولة الإمارات الفتية، واصفة التنوّع الثقافي الموجود على أرض الإمارات بالثروة.

وقالت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، عن دور أسبوع دبي للتصميم، الذي يحظى برعايتها، في المشهد الثقافي بدبي، إن «دبي للتصميم يشكل نواة صناعة التصميم في الإمارات، فعدا عن كونه الفعالية الأبرز محلياً وإقليمياً التي يجتمع حولها محترفو التصميم وصانعو توجهاته العالمية، فهو تظاهرة حيّة تتفاعل معها دبي بأسرها ليشارك المجتمع الإبداعي في برنامج الفعاليات الموجهة للجمهور والمتخصصين على مدار أسبوع كامل»، مضيفة أن «الصناعات الإبداعية تشكل رديفاً مهماً للحراك الذي تشهده الإمارة في تنفيذها (خطة دبي 2021)، التي أرساها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ يدخل التصميم في جوهر شتى الصناعات، فهو القطاع الذي يلتقي فيه الابتكار والإبداع والتكنولوجيا والوظيفية لأغراض مختلفة، سواءً لحل المشكلات القائمة، أو لبناء عناصر جمالية تدخل السرور والبهجة في بيئة ما».

وأوضحت سموّها أن «النمو في قطاع التصميم والصناعات الإبداعية بات رافداً للناتج المحلي الإجمالي، بحسب تقرير آفاق التصميم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2014 - 2019، الصادر عن مجلس دبي للتصميم والأزياء، إذ أورد أن القيمة السوقية لصناعة التصميم في المناطق، التي يغطيها التقرير، قد تجاوزت 100 مليار دولا في عام 2014».

استراتيجيات ودعم

وعن استراتيجية «أسبوع التصميم» للمرحلة المقبلة، لاسيما أنه يشهد حالة توسع سنة بعد الأخرى، قالت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد: «بالتأكيد إن نجاح الحدث في دوراته السابقة يحتّم علينا تقديم المزيد من الدعم لهذه المبادرة، التي أطلقها شريكنا الاستراتيجي (مجموعة آرت دبي)، إذ زخرت الدورة الأخيرة لـ(دبي للتصميم) بما يزيد على 200 فعالية عمّت أرجاء دبي. ونحن ملتزمون بالمضي قُدماً نحو ترسيخ صناعة التصميم، والعمل على تحويل دبي إلى عاصمته الدولية. لذا، يلزمنا الكثير من العمل والتخطيط المتواصل مع كل الجهات الحكومية والشركاء غير الحكوميين، الذين يشاركوننا رؤيتنا لمستقبل دبي ودولة الإمارات».

واعتبرت أن «التطوّر السريع الذي شهده قطاع التصميم عموماً، خلال السنوات الخمس المنصرمة، يفرض علينا جميعاً العديد من التحديات، ولكننا - كما روح دبي - نعشق التحدي، ودائماً ما نثبت للعالم ألا مكان للمستحيل في إمارتنا ودولتنا. وهنا، أطمح لأن يحتل المزيد من المصممين والمصممات الإماراتيين موقع الريادة في صناعة التصميم المحلية».

وأكدت سموّها أن هيئة دبي للثقافة والفنون تدعم التصميم في دولة الامارات، من خلال الأجندة الخاصة بها على مدار السنة، موضحة أن «هناك أوجهاً متعددة لدعم القطاع، منها على سبيل المثال، التفاعل المباشر مع المجتمع الإبداعي - دون استثناء - للنهوض بصناعة التصميم محلياً، كي تحتل المكانة التي تستحقها على الخارطة الدولية. قمنا ومنذ انطلاق أسبوع دبي للتصميم بدعمه على كل الصعد، وينطبق الأمر على جميع المبادرات المشابهة، منها داون تاون ديزاين وأيام التصميم دبي».

وتابعت سموّها: «أخيراً شرعنا بتوجيه من والدي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتطبيق مبادرة دبي (10X)، التي تسعى مع الجهات المعنية في حكومة دبي إلى تبني نماذج جديدة لحكومات المستقبل، عبر إحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي. وهذا مثال حي على كيفية توظيف التصميم والإبداع لابتكار حلول ومفاهيم ومشروعات جديدة لتطبق إمارة دبي اليوم ما ستطبقه المدن الأخرى بعد 10 سنوات. وطبعاً قد يُطرح السؤال: ما علاقة ذلك بالثقافة وقطاع التصميم؟ والإجابة أنها علاقة وثيقة ترتكز على تهيئة المحافل ذات الواجهات العالمية لتسليط الضوء على المواهب المحلية والإقليمية وتطويرها، إضافة إلى دعوة جميع العاملين في هذا القطاع إلى العمل معنا بهدف تغيير ملامح قطاع الثقافة والفنون والتراث جذرياً، وتطوير آلياته ووضعه في طليعة القطاعات على المستويين المحلي والدولي».

زمن قياسي

وحول تقييمها للمصممين الإماراتيين، أعربت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، عن فخرها لما آل إليه واقع المصممين الإماراتيين. وقالت: «استطعنا خلال زمن قياسي تحقيق نقلة هائلة في النظرة إلى العاملين في قطاع التصميم (من مصممين ومعماريين وحرفيين وصانعين)، كونهم فئة صغيرة تعمل بشكل متفرق ضمن بيئات قد لا تكون مثالية بالضرورة، إلى لعبهم دوراً محورياً في تنفيذ مشروعاتنا الواعدة واستشراف مستقبل الإمارة، واحتلالهم الصدارة في شتى المنجزات التي حققتها دبي لتفعيل دورهم وإشراكهم بشكل فاعل في عملية البناء المستمرة، مع إنشاء منطقة إبداعية خاصة بهم (حي دبي للتصميم)، وتأسيس مجلس دبي للتصميم والأزياء، وافتتاح مركز in5 الجديد، الذي يستهدف المصممين وروّاد الأعمال، وإنشاء سلطة دبي للمجتمعات الإبداعية المعنية بقيادة مسيرة النهوض بالقطاعات الإبداعية في الإمارة. وبدورهم، بات المصممون الإماراتيون لاعبين أقوياء على الساحة الإقليمية، وبرز العديد منهم في المحافل الدولية، وتسحتضرني هنا المصممة الجود لوتاه، التي بات عملها (لنا) جزءاً من المجموعة الدائمة لمقتنيات غاليري فيكتوريا الوطنية في أستراليا، وخالد الشعفار، ودوره الريادي في الدفع بعجلة التصميم في دبي قُدُماً مع مجموعة تصميم راس الخور، التي أطلقها إلى جانب كل من خلود ثاني - وهي أول إمارتية تحصل على شهادة الإدارة والتسويق في قطاع التصميم من معهد إسمود باريس - ونادين قانصو في قلب أقدم منطقة صناعية في دبي. كما أستذكر هنا المصممين، منهم زينب الهاشمي، وشمسة العبار.. وتطول القائمة فليعذرني جميع من لم أذكره».

الجيل الشاب

وأضافت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، عن حصة الجيل الشاب من فعاليات «دبي للثقافة» على مدار العام: «نحن دولة فتية، يضطلع الشباب فيها - بدعم وتوجيه من قيادتنا الحكيمة - بدور رائد على كل الصعد. وبنظرة سريعة إلى مختلف السياسات والاستراتيجيات الحكومية على الصعيدين الاتحادي أو المحلي، فسنرى مركزية موقع الشباب فيها (مستهدَفين أو منفذين لتلك السياسات). وعليه، يحتل الشباب موقع الصدارة في أجندتنا السنوية، حيث، وكما ذكرت مسبقاً أفردنا معرض (سكة) الفني، فيما تندرج رعايتنا لـ(معرض الخريجين العالمي)، في إطار سياستنا الواضحة لاستهداف جيل المبدعين الشباب، وكذلك الأمر بالنسبة لـ(برنامج الفنان المقيم)، و(مهرجان دبي لمسرح الشباب)، وغيرها من المبادرات والمشروعات».

مدينة سعيدة

وحول كيف تلعب الثقافة دوراً في جعل دبي مدينة سعيدة، وهل تتفاعل سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد، مع قطاعات أخرى لتحقيق هذه السعادة، أجابت سموّها بأن «تمكين المواطنين والمقيمين على حدّ سواء من الإسهام بشكل أكثر فاعلية في صنع الهوية الثقافية لدبي -هذه المدينة العالمية التي تعيش أكثر من 190 جنسية على أرضها - هو في صلب أهدافنا الاستراتيجية. فهذا التنوّع والغنى الثقافي الموجود على أرض الإمارات هو ثروة وطنية، يجعل منها وجهة عالمية قادرة على ترك بصمة والتأثير في محيطها والعالم. وركزت على الدوام عبر المنابر المختلفة على ضرورة إشراك جميع من يشاطرنا الطموح في المضي قدماً وبثقة نحو بناء دبي المستقبل».

وتابعت: «السعادة لابد أن تترتب من خلال ركائز للحياة الكريمة، التي تنبثق عنها محاور مادية ومعنوية، ولعل أفضل الوسائل لتحقيق ذلك هي الجمع بين كل من الثقافة والتعليم، والتكنولوجيا وقطاع الأعمال، والفن والإبداع، في عالم واحد نرسي فيه أسس مسيرة إبداعية مستدامة قائمة بذاتها، لتحفّز نزعة الإبداع والابتكار حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ من إيقاع الحياة اليومية. ولأن دبي ملتقى لثقافات العالم وشعوبه، فهي بفهمها وتفاعلها مع تلك الثقافات، من خلال هذه المحاور مجتمعة، إنما تسعى لإسعاد البشرية جمعاء، وليس فقط من يقيمون على أرض دولة الإمارات».

تويتر