إطلاق البرنامج التعليمي للمتحف.. وتوزيع «الحقيبة التعليمية»

«اللوفر أبوظبي» يلهم أجيـــــالاً جديدة

كشف رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، أمس، عن إطلاق برنامج التعليمي لمتحف اللوفر أبوظبي، والحقيبة التعليمية التي توزع على المدارس في إمارة أبوظبي ضمن البرنامج، والتي استغرق إعدادها سنوات عدة.

وأكد أن الجانب التعليمي يمثل ركيزة أساسية في الرؤية التي قام عليها المتحف، مضيفاً أن «تعليم الأجيال المقبلة وإلهامها من الأهداف الرئيسة لمتحف اللوفر أبوظبي، وسيكون بالتأكيد أحد أعظم إنجازاتنا»، وأشار المبارك إلى أن ثلثي موظفي «اللوفر أبوظبي» هم من الإماراتيين الذين يشغلون مختلف الوظائف، بما فيها أمناء المتاحف، والمتخصصون في المحافظة على التراث، والباحثون، وأخصائيو التعليم، وحتى أخصائيو الشؤون المالية والموارد البشرية.

400 حقيبة

كشفت نصرة البوعينين لـ«الإمارات اليوم» عن أن توزيع الحقيبة التعليمية لمتحف اللوفر أبوظبي بدأ أمس، إذ سلمت الدفعة الأولى من الحقائب لدائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وتتضمن هذه الدفعة 400 حقيبة بواقع 200 حقيبة باللغة العربية، و200 باللغة الإنجليزية، على أن توزع الحقائب على كل مدارس إمارة أبوظبي العامة والخاصة عن طريق دائرة التعليم والمعرفة، موضحة أن الدفعات التالية من الحقائب سيجري تسليمها للدائرة خلال الشهر الجاري.

جيل جديد

وذكر المبارك أن السنوات الـ10الماضية التي استغرقها إنشاء اللوفر أبوظبي، شهدت العديد من الفعاليات التعليمية والتدريبية التي تهدف إلى إيجاد جيل جديد من خبراء الإبداع والثقافة في دولة الإمارات، مضيفاً خلال المؤتمر الذي عقدته إدارة البرامج التعليمية، صباح أمس، في المتحف، بحضور عدد كبير من التربويين: «خلال السنوات الـ10 الماضية بدأنا نشهد بالفعل ميلاد جيل جديد من خبراء الإبداع والثقافة في دولة الإمارات، كما أحرزنا تغييراً حقيقياً في حياة المجتمع بالمنطقة، وقمنا باستثمارات ضخمة لتعزيز الموارد والبرامج التدريبية والدورات المتقدمة وبرامج التدريب الداخلي، وغيرها من البرامج، لفائدة الشباب في المنطقة، وهو ما انعكس في زيادة هائلة في عدد البرامج الجامعية وبرامج الدراسات العليا المتاحة في الجامعات الإماراتية في تخصصات علمية جديدة، مثل تاريخ الفن ودراسات المتاحف والتراث الثقافي».

وتابع رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «كما عملنا بالتعاون مع المدارس والمعلمين وإدارة التعليم والمعرفة، وعقدنا أكثر من 50 حلقة نقاشية، و80 ورشة عمل ضمت مشاركين من جميع التخصصات، والآن فإننا نتقدم خطوة أخرى نحو الإمام بإطلاق برنامجنا التعليمي، بما في ذلك حقيبتنا التعليمية التي استغرق إعدادها سنوات عدة».

وأوضح المبارك أن «اللوفر أبوظبي» يجسد روح التسامح والتنوع والانفتاح، التي تعد إحدى القيم الأساسية لدولة الإمارات «حيث أدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ البداية، أنه لا يمكن لأي دولة أن تحقق التقدم والنجاح بمعزل عن غيرها من دول العالم، فتحقيق التقدم والازدهار والتصدي لتحديات العصر الحديث، يستوجب بناء جسور التواصل مع جيراننا في جميع أنحاء العالم، مهما كانت درجة معرفتنا بثقافتهم المحلية، كما آمن الشيخ زايد أيضاً بأهمية الاستثمار في الثقافة».

16 قطعة

من جهتها، تحدثت متخصصة تطوير المحتوى بدائرة الثقافة والسياحة، نصرة البوعينين، عن «حقيبة موارد المعلم» التي يقدمها المتحف بهدف تعريف المعلمين بمجموعته الفنية، للربط بين الأعمال الفنية والموضوعات الأكاديمية التي تقدم في الفصل الدراسي، وتعريف الطلبة بالمتحف.

وأضافت أن الحقيبة تتضمن صوراً وملصقات لما يقرب من 16 قطعة من القطع الفنية المعروضة في المتحف، مع شرح لكل قطعة، وأوراق الأنشطة ودليل موارد المعلم وخريطة العالم.

وتطرقت البوعينين إلى متحف الأطفال في اللوفر أبوظبي، وهو متحف مخصص للأطفال والأسر لتوفير الفرصة لهم لاكتشاف الأعمال الفنية في المتحف، ومعرفة آليات فهم الرموز المرتبطة بالمتاحف وتاريخ الفنون والحضارات، واستعرضت كذلك الأنشطة التعليمية المختلفة التي يقدمها المتحف من ورش عمل وجولات إرشادية ومعارض مؤقتة، منها معرض «من لوفر لآخر» الذي يستضيفه «اللوفر أبوظبي» في 21 ديسمبر المقبل. من جانبها، قدمت رئيسة وحدة تطوير خدمة الجمهور في المتحف، هناء الموسوي، شرحاً عن كيفية إجراء الحجز المسبق للمشاركة في الفعاليات التعليمية بالمتحف، مثل ورش العمل والجولات الإرشادية، موضحة أن هذه الفعاليات مجانية منذ بداية افتتاح المتحف وحتى الغد، بينما سيتم تحصيل رسوم بداية من بعد غد، مشددة على ضرورة أن يتم الحجز قبل سبعة أيام من الموعد.

بناة العقول

قدم مدير متحف اللوفر أبوظبي، مانويل راباتيه، الشكر للحضور من المعلمين والعاملين في مجال التعليم والتدريب، مشدداً على أهمية الدور الذي يقومون به في بناء عقول وأفكار أجيال المستقبل. ونوه بما يتسم به البرنامج التعليمي للمتحف من تنوع وثراء، ليخاطب مختلف الفئات.

ملتقى الشرق والغرب

أشار محمد المبارك إلى أن «اللوفر أبوظبي» يمثل نوعاً جديداً من المتاحف، إذ كسر الحدود التقليدية بين الحضارات، وأعاد تفسيرها للعالم في القرن الـ21، مضيفاً: «كانت أبوظبي منذ قرون عدة ملتقى بين الشرق والغرب، والمكان الذي التقى فيه المسافرون من مختلف أنحاء العالم، واليوم نريد لمتحفنا الجديد أن يصبح منبراً للتبادلين الفكري والثقافي، لذا نظمنا مجموعتنا الفنية في قاعات العرض وفق المحطات الزمنية الحاسمة في تاريخ البشرية، مثل المستوطنات البشرية في العصور القديمة، وظهور الأديان العالمية، والتطورات العلمية التي أتاحت للمستكشفين السفر حول العالم واكتشاف حضارات جديدة، أو نشأة ما يعرف اليوم بالعالم الحديث، وتمثل هذه المحطات المهمة في التاريخ الإنساني تحديات عالمية وانتصارات للوجود البشري، حيث كانت مصدر إلهام للأعمال الفنية والإبداعية التي تكشف مدى تواصلنا عبر مختلف الحضارات على مر التاريخ، وفي عصرنا الراهن ما الذي يمكن أن يكون أكثر أهمية من إدراك أننا جميعاً نشترك في التاريخ نفسه».

تحليق منخفض يحتفي بالأيقونة الجديدة

حظي مئات الزوار، الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم لحضور الاحتفالات بالافتتاح الرسمي لمتحف اللوفر أبوظبي، بمشهد تحليق طائرة «الاتحاد للطيران» إيرباص A380 على نحو منخفض فوق رائعة المصمم العالمي جان نوفيل.

وحملت الطائرة التي اختيرت لتقديم الاستعراض، إلى جانب ألوان الطلاء التي تحملها باسم «معالم من أبوظبي»، الشعار الرسمي لمتحف اللوفر أبوظبي على محركاتها الأربعة، وذلك للترويج لافتتاح هذا الصرح.

والتقطت «الاتحاد للطيران» سلسلة من الصور أثناء التحليق المنخفض، وأُعدّ فيلم قصير من إخراج المخرج الإماراتي الصاعد، أحمد عبدالقادر، صُور من قمرة القيادة ومن داخل متحف اللوفر أبوظبي احتفالاً بالمناسبة التاريخية. كما حلقت حوامتان مجهزتان تجهيزاً خاصاً فوق العاصمة لالتقاط صور من الجو للطائرة أثناء تحليقها فوق المتحف، في منطقة السعديات الثقافية التابعة للعاصمة الإماراتية.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد للطيران»، بيتر بومغارتنر: «تتشرف (الاتحاد للطيران) بلعب دور حيوي في الافتتاح الرسمي لهذا الصرح المهم، وتخالجنا اليوم مشاعر الفخر والاعتزاز ذاتها التي خالجتنا أثناء التوقيع على اتفاقية الشراكة مع متحف اللوفر أبوظبي الشهر الماضي».

وأضاف: «يمكن لأبوظبي بكل فخر أن تأخذ مكانها بين أشهر الوجهات الثقافية في العالم، ونحن، بصفتنا الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، على أهبة الاستعداد لأداء دورنا المتمثل في نقل ملايين الضيوف إلى بلدنا لزيارة هذا المعلم الفني والحضاري». أبوظبي - الإمارات اليوم

تويتر