Emarat Alyoum

كتّاب يتحدثون عن عادات وطقوس الكتابة

التاريخ:: 10 نوفمبر 2017
المصدر: الشارقة - الإمارات اليوم
كتّاب يتحدثون عن عادات وطقوس الكتابة

خصّصت الدورة الـ36 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمركز إكسبو الشارقة، جلسة حوارية استضافها ملتقى الأدب، لمناقشة تأثير تقاليد وعادات المبدعين في مُنجزهم الأدبي والإبداعي.

شارك في الجلسة كل من الكاتبة والروائية الإماراتية فتحية النمر، والناقد الأكاديمي الدكتور محمد عبدالمطلب، والروائي والشاعر الإماراتي سلطان العميمي، وأدارها القاص الإماراتي محسن سليمان، بحثوا خلالها مدى إمكانية تحول عادات بعض المبدعين إلى ما يشبه الطقوس، التي تترسخ لديهم بالتكرار مع حركة الزمن، كما ناقشت مدى تأثير هذه الطقوس في منجزاتهم الإبداعية.

اضطراب

قال الكاتب سلطان العميمي «الإبداع عندي غير مرتبط أبداً بالطقوس، فهناك عدد كبير من الكتّاب الذين وصلوا إلى العالمية، في حين أنهم لم يؤمنوا بطقوس الكتابة، واستطاعوا تقديم أجمل وأروع الأعمال، والعكس صحيح، ومن وجهة نظري أرى أن هذه المسألة مرتبطة أكثر بالجانب النفسي لدى بعض الكتّاب، حيث هناك طقوس غريبة ذكرت في سير عدد من الكتاب، وإذا صحت معلوماتها فإنها لا تؤكد إلا على وجود اضطراب لدى الكاتب».

وبدأ الدكتور محمد عبدالمطلب حديثه بالإشارة إلى أن موضوع الجلسة قد يكون ملتبساً بعض الشيء، مؤكداً أن من المصادفات الجيدة أن تستضيف الجلسة روائية وشاعراً، لتلمُس بعض التقاليد والعادات عند الشعراء والروائيين، والتعرف إلى انعكاساتها على أعمالهم، مشيراً إلى حرصه في النقد على الفصل بين النص والمبدع.

وأضاف عبدالمطلب: «بالنظر إلى بعض القراءات في الشعر القديم، نجد تأثُر عدد كبير من الشعراء بما يُحيط بهم من أحداث، فمثلاً عندما كنت أقرأ لأمرئ القيس، ألاحظ أن معظم محبوباته اللاتي كُنّ يردن في نصوصه الشعرية يسبق اسمها كلمة (أم)، وكنت أتساءل لماذا ترتبط هذه الكلمة بمعظم نصوصه الغزلية، وعندما بحثت ونقبت في سيرته الذاتية، اكتشفت أنه كان قد فقد أمه منذ الخامسة من عمره، ويبدو أنه كان يبحث عن دفء وحنان الأم في أعماله، وأنا لا أجزم بتأثير مثل هذه الظواهر، لأنها قد تكون ذات ارتباط بجوانب نفسية أكثر من كونها مرتبطة بالتقاليد».

وأردف عبدالمطلب: «عند الحديث عن عادات وطقوس المبدعين، لابد من التأكيد على أننا في العالم العربي غير مسموح لنا بسرد سيرنا الذاتية الحقيقية، والمتاح هو السيرة الذاتية المنقحة، ومن جانبي لا يمكن أن أقرأ سيرةً ذاتية لكاتب من الكتاب وأبحث عنها في عمله، وفي هذا الصدد لدينا نماذج لمبدعين كثر، عندما كتبوا سيرهم الذاتية الحقيقية تعرضوا للمقاطعة الاجتماعية حتى من أهلهم».

ومن جانبها، استعرضت فتحية النمر، موضوع الجلسة من منطلق تجربتها الشخصية، وقالت: «أرى أن مفهوم الطقوس المراد هنا، هو عبارة عن كمّ مُركب من العادات المرتبطة بعملية الكتابة، وعندي من العادات ما أقوم به قبل البدء في الكتابة، وأثناءها وبعدها، وفي العادة أبدأ بالتفكير أولاً فيما أود كتابته، وهنا لدي ثلاثة مصادر للأفكار، الأول هو الواقع الذي يتمثل في تجاربي الشخصية التي أتعامل معها بحساسية، فإذا شعرت بالخطورة أحاول الالتفاف حولها لأمارس نوعاً من التمويه، والمصدر الثاني هو تجارب الآخرين، والثالث هو الإلهام الذي كثيراً ما يأتيني وأنا على سجادة الصلاة».

وأضافت النمر: «بعد أعمالي الثلاثة الأولى اعتدت أن أضع لنفسي خريطة ذهنية، حيث أجلس في مكان معين في صالة منزلي، على طاولة مستديرة، وأضع عليها مجموعة من الأوراق والأقلام، وأقوم برسم دائرة كبيرة، وأكتب في داخلها عنوان العمل الذي يشكل أهمية كبيرة، وعادةً ما اعتمد أول عنوان يخطر ببالي، بعدها أفكر في الشخصيات الرئيسة، حيث لا تستهويني كل الشخصيات».

وأردفت النمر: «بعد ذلك أدخل مرحلة الكتابة التي عادة ما تكون في خلوة، حيث أجلس في مكتبي المطلي باللون الفاتح، فأنا لدي نوعان من الإضاءة، الصفراء، واستخدمها عندما أبحث عن فكرة أو أتأمل شيئاً، أما عندما تتوافر المعطيات فأشعل الضوء الأبيض، وأكتب من دون رقيب ذاتي، وأحرص بعد كتابة النص على مراجعته أكثر من أربع مرات، حتى يحدث لي شيء من الفتور، لأدفعه إلى التدقيق اللغوي، الذي أخذ بآرائه فقط في الجانب اللغوي، ومن ثم أدفع به للناشر، ولابد من أشير هنا إلى أنني أحب دائماً أن تكون بدايات أعمالي وأنا خارج البلاد، فمثلاً رواية (النافذة والحجاب) شرعت في كتابتها وأنا في لندن، وكذا الحال بالنسبة لرواية (مكتوب) التي كتبت مسودتها وأنا في أستراليا».