عمل غنائي يقدمه 30 ممثلاً ويروي سيرة المناضل الجنوب إفريقي

مانديلا.. حياة الأسطورة على خشبة «دبي أوبرا»

صورة

على خشبة مسرح دبي أوبرا، يقدم عمل موسيقي غنائي يحمل عنوان «مانديلا تريلوجي» (ثلاثية مانديلا)، حياة المناضل الأسطورة ورئيس جنوب إفريقيا الراحل، نيلسون مانديلا.

العمل الذي انطلقت أول عروضه أمس، ويقدم عرضه الأخير غداً، يضم نحو 30 ممثلاً، ضمن مشهدين حول مراحل حياة السياسي والرئيس الأسطورة، ويشمل العرض الذي تصل مدته إلى ساعتين، ثلاثة تجسيدات مختلفة لحياة مانديلا من زوايا مختلفة، إذ يعمل على إعادة إحياء هذه المراحل من خلال أنماط مختلفة من الموسيقى، بما في ذلك الموسيقى التقليدية «شوسا كورالي»، وموسيقى الجاز، ورقص الجيف، من قاعات الموسيقى عام 1950، وأغاني النضال من الثمانينات، وموسيقى التحرير.

سينوغرافيا

يتميز العمل المسرحي، الذي يعرض على مدى ثلاثة أيام، بكونه يقدم في إطار ديكور بسيط جداً، فتعمد المخرج تسليط الضوء على الشخصية والأحداث، التي تتوالى بعيداً عن الجو المحيط لتقديم العمل. إضاءة خافتة تجعل التركيز على الشخصية الأساسية والثوار، إلى جانب بعض المقاعد البسيطة والسلالم، والصور الخاصة بالثورة. يسلط العمل الضوء على جوانب لافتة في حياته وشخصيته، لاسيما تعاطيه مع الأزمات الشخصية، ومنها المرحلة الأكثر مأساوية خلال سجنه لمدة 27 عاماً، لاسيما حين توفي ابنه في حادث سير ولم يتمكن من الذهاب إلى دفنه، وكذلك والدته.

وحول إحضار العمل إلى دبي، قال كاتب ومخرج العمل، ميشيل ويليام، لـ«الإمارات اليوم»: «أحضرنا العرض إلى دبي بعد أن اجتمعت بالرئيس التنفيذي لدبي أوبرا جاسبر هوب، إذ كانت لدي النية بتقديم العرض للجمهور في المنطقة، والذي أجده متعطشاً لعرض لم يسبق له أن شاهد مثله». وحول كتابته العمل، قال إن «فكرة الكتابة عن نيسلون مانديلا أتت على خلفية استضافة جنوب إفريقيا لكأس العالم، وكان حينها لابد من تقديم عمل ثقافي مهم إلى العالم، وأتت الفكرة بهدف عرض مسرحية تحكي قصة حياته»، ونوه بأن القيمة الخاصة بالعمل تنبع من النظر إلى ما قدمه مانديلا لجنوب إفريقيا، والذي قدم قيادة جديدة يمكن الاستلهام منها، لاسيما أنه يؤمن بأن المرء يجب ألا يخاف من الآخر، وأن يبحث عن مجتمع غير عنصري، وأن يسامح أعداءه، ورأى ويليام أن النضج هو الذي جعل مانديلا يقدم هذه الأفكار، فهو وصف نفسه مرة بالقول «أنا لست قديساً، وقد أخطئ». يمر العمل بمراحل حياته، فيبدأ من الطفولة مع المشهد الأول، ثم إلى الشباب، لينتقل بعدها إلى مرحلة الرجل المناضل والسياسي الذي سجن لمدة 27 عاماً، وكيف تحمل كل هذا الظلم. وقد استغرق ويليام ما يقارب العامين لكتابة العمل، بسبب ضرورة البحث في كل جوانب الشخصية، ووجود الكثير من التفاصيل في حياته الغنية، فكان لابد من اختيار ما يجب عرضه وما يجب تركه، موضحاً أنه في العمل الدرامي، لابد من البحث عن لحظات الصراع الحساسة في حياة الشخصية. ونوه بأن العمل قدم في مدن عديدة حول العالم، وبأن هناك لحظات مفصلية في حياته يتناولها في العمل، ومنها لحظة انتقاله من القرية إلى المدينة، وهو قرار مصيري، ثم في شبابه يتناول علاقته مع الثورة والقيادة، وكيفية إيجاد طريقة لتجنيب الشعب النتائج السلبية. وحول تعاون الفريق وترجمته للقصة، نوه مخرج العمل بكون الجميع يتعاون في الغناء والتمثيل، لإيمانهم بالقصة، فهي تعكس حكاية الناس في جنوب إفريقيا، وليس مانديلا فحسب، فيما كانت الصعوبة الأبرز في تحويل الشعر إلى أغنيات.

يقدم الممثل ماندلا مانديبيل، دور نيلسون مانديلا، في مرحلة النضج، ويعرض الكثير من المراحل الحساسة والمهمة في حياته. وعن دوره في العمل، قال «ألعب دوراً لشخصية أيقونة، وفي المرحلة الثالثة من حياته، وهذه المسرحية تعطي الناس معلومات عن محاولة هذه الشخصية بناء دولة جديدة في جنوب إفريقيا». ولفت إلى أن التحدي الأبرز في تقديم الشخصية هو أنه يقدمها في مرحلة الشباب، وبالتالي كان من الصعب عليه تقليد صوت مانديلا، فقد سعى إلى ذلك في بادئ الأمر، لكنه قرر بعد ذلك عدم تقليد الصوت، بل تقديم الشخصية بصوته الحقيقي، لصعوبة الأمر. ويبقى الأهم بالنسبة لمانديبيل تقديم شخصية مانديلا بطريقة متميزة، توصل لمن يشاهده جوانب مختلفة من حياته، وطريقة تعاطيه مع الأزمات التي مر بها في المراحل المختلفة. ونوه الممثل بأنه، بخلاف كامل أعضاء الفرقة، لا يرقص ولا يتحرك كثيراً خلال العمل، لأن الشخصية سياسية، ويتناول المرحلة الناضجة من حياته، ولهذا يقدمها بشكل أكثر اتزاناً.

الجانب الجديد الذي تعرضه المسرحية عن حياة مانديلا هو وجود عشيقة في حياته، تقدم دورها الممثلة كانديدا موسوما. وعن هذا الدور، قالت موسوما «دوللي هي امرأة في حياة مانديلا، فهو رجل، ولديه حياة خاصة، علماً بأن عائلته كانت أولوية». وأضافت «كانت عشيقته دوللي تحبه كثيراً، وأملت أن تتزوجه يوماً، لكنه لم يفعل ذلك». تظهر دوللي في المشهد الثاني في المسرحية، وذلك في النادي الذي تتولى إدارته، فهي ترتبط بمرحلة شبابه وقبل انتقاله إلى جوهانسبرغ ودراسة الحقوق. هذه المرحلة التي تقدمها الممثلة عبر غناء الجاز، تعبر عن انتقال في حياته، وتبين كم أحبته، وكم تحملت من أجله، لتكون نهاية العلاقة بكونه لا يمكنه الاستمرار معها. تؤكد موسوما أنه لابد من فهم الشخصية قبل البدء بتنفيذ أي عمل، علماً بأنه ليس ضرورياً أن تكون الشخصيات التي يقدمها الممثل متطابقة مع شخصيته الأصلية. ولفتت إلى أن هذا العرض ليس أصعب العروض التي قدمتها، فهي تقدم فيه ثلاث أغنيات منفردة، إلى جانب أغنية ثنائية، موضحة أن الصعوبات الأساسية هي أنها تقدم الدور مع بديل لها.

تويتر