عرض «الاحتضان» ضمن «التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات»

«الصُم يمكنهم الرقص» في مكان مفتوح بـ «دبي أوبرا»

صورة

بمزيج من رقص التانغو ولغة الإشارة، قدمت فرقة «داف مان دانسينغ»، التي تتكون من مؤدين أصمين، أول من أمس، عرضها في «برومينيد دبي أوبرا»، ليكون العرض الأول الذي يقدم خارج مسرح الأوبرا في الهواء الطلق.

الفن للجميع

بعد تقديم «الاحتضان»، قدمت فرقة مركز «الفن للجميع»، عرضاً يجمع بين الحركات التمثيلية والإيماء. وأكد مدير المركز محمد بكر طه، أن «المركز يقدم فنانين من أصحاب الهمم من مختلف أنواع الإعاقات، وتم التعاون بين الفرقة الإنجليزية، كون الرقص الذي تقدمه يشبه العروض المقدمة في المركز». وأضاف أن «فرقة (الفن للجميع) تؤدي عروضاً مشابهة في مهرجانات مختلفة في دولة الإمارات، لكن تعدّ هذه المشاركة الأولى لها في (دبي أوبرا)، وهي فرصة للمنتسبين للمركز للتعاون مع فنانين من الخارج لتطوير قدراتهم».

ونوه طه بأن «تواصل الفرقة مع الحركة والموسيقى، يكون من خلال الحركة والعد، إلى جانب الذبذبات».

من جهته، أكد العضو في فرقة الفن للجميع، عبدالسلام محمد زعرب (26 عاماً)، عبر لغة الإشارة، أنه «سعيد للتعاون مع فنانين من الخارج، لاسيما أنه يحب الإخراج والمسرح، وحلمه أن يصبح ممثلاً».

مات قيمة حول التحرك الجماعي، خصوصاً أن العروض التي يقدمونها في الفرقة تحمل سمة الجماعية».

تنطلق الموسيقى ذات الإيقاعات القوية، ويبدأ الراقصان في تأدية عرض «الاحتضان»، مستعينين بالذبذبات التي تصدرها الموسيقى على الأرض، إذ يتركان جسديهما يصغيان للموسيقى، لينطق بعدها الجسد بلغة الكون كله الممتلئة بالفرح والأمل وكذلك الحزن.

ألّف العرض الذي استضافته «دبي أوبرا» جزءاً من برنامج التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات لعام 2017، مؤسس الفرقة مارك سميث، بالتعاون مع الدكتور راي باتشلور، أستاذ تدريب رقص التانغو في مدرسة «الصم يمكنهم الرقص».

وتدور قصة العرض حول غريبين يلتقيان في مكان مفتوح، وبعد نزاعات يكتشفان أن الطريقة الوحيدة للتواصل بينهما، هي رقص التانغو ولغة الإشارة.

كل الحياة

من جهته، قال مؤسس الفرقة مارك سميث، إنه «بدأ بالرقص عندما كان في الخامسة من العمر، وتشجع حينما رأى والدته تأخذ شقيقته إلى مدرسة الباليه، وكان يراها ترقص بشكل جميل. وفي ذلك الوقت كان يستعين بجهاز يعلقه على قميصه، ليتمكن من الاستماع إلى الأصوات المحيطة به، وكان ينطق الكلمات بصعوبة، ولكنه بدأ يتعلم الرقص بعدها، حتى بات كل حياته»، على حد تعبيره.

يعبّر سميث عن نفسه، من خلال الرقص، ليعكس المشاعر والأفكار والأحاسيس، فهو يحب الموسيقى، ويسعى إلى التواصل مع الحياة، من خلال الإيقاعات التي يعتبرها لغة كونية تصل إلى كل الناس من كل البلدان. يحب سميث الموسيقى الإلكترونية، لأنها تحمل أصواتاً إيقاعية واضحة، تسهل عليه اتباعها في الرقص، في حين أن الموسيقى الكلاسيكية تعدّ من الفنون التي يصعب عليه التعاطي معها أو اتباعها.

وعن قدومه إلى دبيـ أكد سميث أنها «المرة الأولى التي يزور فيها المدينة»، معتبراً تقديم العروض عبر دول مختلفة حول العالم، يعزّز لديه الإحساس بكونه بات فناناً عالمياً.

من جهته، قال الراقص في الفرقة، أنطوني سنودين، إنه «بدأ بتعلم الرقص منذ سن الرابعة، إذ اكتشف موهبته بالرقص بالمصادفة، لأنه كان يمارس رياضات عدة، لاسيما الكاراتيه وكرة القدم، وبعد ذلك وجد أن شغفه الأساسي هو الرقص».

وعن ورشة العمل التي سيقدمها لمجموعة «شارقة مايم»، أشار سنودين إلى أنها «ستركز على سيرته الذاتية بالدرجة الأولى، ثم على طريقة استخدام الجسد في المجموعة مع لغة الإشارة». ونوه بأن »التعلم هو الذي يمنح المرء الثقة على المسرح، وبالتالي يصبح قادراً على الرقص والتعبير أمام الجمهور بانطلاق».

أشكال متنوّعة

من جانبها، قالت مديرة برنامج التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات، هنا هينديسين، إن «هدفنا تقديم هذا التعاون عبر أشكال متنوّعة من الثقافة، وهناك أكثر من 100 شريك، أسهموا في تقديم هذا التعاون بأفضل أشكاله».

وحول تقديم العرض الراقص في «دبي أوبرا»، ذكرت أن «التعاون الإبداعي يتضمن ثلاثة محاور، هي: اشراك المجتمع، والجيل الجديد، والتعليم، وبالتالي كان من الضروري إدراج الفئات المتعددة ضمن برامجنا، لاسيما أصحاب الهمم، فأردنا إحضار مثال متميز من المملكة المتحدة لجمهور الإمارات».

وأضافت هينديسين أن «فرقة الرقص ستقدم ورشة عمل تدريبية مع (شارقة مايم)، ليتم التعاون بينهما على فنون الرقص والحركة، إلى جانب التواصل، من خلال الموسيقيين الصغار».

ورأت أن تعاون البرنامج مع «دبي أوبرا»، لن يتوقف عند العرض الراقص، إذ سيقدم لاحقاً «هاري بوتر»، العرض الذي من المتوقع أن يجتذب إليه الكثير من الجماهير، نظراً لشعبيته الواسعة.

تويتر