افتتح الدورة الـ 36 لمعرض الشارقة للكتاب

سلطان: بنور الكلمة نجابه التيــار الظلامي

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن هناك أيادي خفية تنشر الأفكار الظلامية، التي تلعب بعقول أبنائنا، وتجعلها خاوية من العِلم والفكر والثقافة، وتهدّد إسلامنا ومعتقداتنا وثقافتنا وتراثنا، مضيفاً أن هذا الظلام الذي ينشرونه لا يواجه إلا بنور الكلمة الصادقة والعِلم النيّر.

4

إصدارات جديدة لصاحب السمو حاكم الشارقة، كشف عنها أمس، إذ تابع حاضرو حفل الافتتاح، فيلماً تسجيلياً حول الإصدارات الأربعة الجديدة: «إني أدين»، و«مساجلات شعرية»، و«سيرة مدينة - الجزء الثاني»، و«رحلة بالغة الأهمية»، التي تفضّل سموه بتوقيعها، وإهداء النسخ الأولى منها إلى كبار الضيوف.

مصر تبادلك حباً بحب

شكر الفائز بشخصية العام الثقافية، الدكتور محمد صابر عرب، خلال كلمة له بالحفل، صاحب السمو حاكم الشارقة، على محبته وكلماته المؤثرة ووفائه لمصر، مشيراً إلى أن مصر تبادله حباً بحب، وأن المصريين يُكنّون المحبة والتقدير لدولة الإمارات، على ما قدمته من مبادرات لدعم مصر وأهلها.

جولة بين الأجنحة

تجول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في أروقة المعرض مطلعاً على ما تعرضه دور النشر والجهات المشاركة.

وزار سموه جناح المملكة المتحدة، ضيف شرف المعرض لهذا العام، مطلعاً على ما يضمه من معروضات ومنشورات، أبرزها أقدم مخطوطة للقرآن الكريم، التي تعد واحدة من المقتنيات النادرة لجامعة برمنغهام البريطانية.وتلقى سموه خلال جولته العديد من الإهداءات والإصدارات، من كتب ومنشورات قدمها لسموه الكتّاب والأدباء ودور النشر المشاركة.

جوائز

كرّم صاحب السمو حاكم الشارقة، الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق، بدرع «شخصية العام الثقافية». وكرّم سموه الفائز بجائزة «ترجمان» في دورتها الأولى لعام 2017، التي استحقتها دار النشر الإسبانية بيربوم، عن نشرها ترجمة كتاب «ألف ليلة وليلة» بالإسبانية، وتسلّم درع الجائزة المدير العام للدار لويس رافائيل هرنانديث.

كما كرّم سموه الفائزين بجوائز «الشارقة للكتاب هذا العام»:

• أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع، نادية النجار، عن روايتها «ثلاثية الدال».

• أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات، د.ميثاء ماجد الشامسي، عن كتابها «سيميائية العلامة في المسرح الإماراتي المعاصر».

• فضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات، د.راشد أحمد المزروعي، عن كتابه «موسوعة الأمثال والأقوال الشعبية في الإمارات».

• أفضل كتاب عربي في مجال الرواية، عبدالله البصيص، عن رواية «طعم الذئب».

• أفضل كتاب أجنبي خيالي، لاوري كوبيتسل، عن روايتها «ذا إسكاترنج».

• أفضل كتاب أجنبي واقعي، الكُتَّاب صوفي لي راي، وراديكا بونشي، وديفيد بي.جونز عن كتابهم «جيم تشينجرز».

• أفضل دار نشر محلية، دار ملهمون، الإمارات.

• أفضل دار نشر عربية، دار المدى، العراق.

• أفضل دار نشر أجنبية، ماثروبومي برنتنج آند ببليشنج، من الهند.

393

ضيفاً، من 48 دولة، يحيون أكثر من 2600 فعالية، خلال المعرض على مدار 11 يوماً.

وأكد مكانة مصر التاريخية ودورها في حفظ أمان المنطقة، وكونها الحصن الحصين أمام تلك الأفكار الهدّامة، ومواجهتها لكل ما يضر عالمنا العربي.

جاء ذلك في كلمة سموه خلال حفل انطلاق الدورة الـ36 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أمس، في مركز إكسبو الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة، «ضيوفنا الكرام عشاق الكلمة الصادقة، عشاق الفكر النير، عشاق السلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي.. لم أكن قد رتبت أي شيء لأقوله، ولقد فوجئت بالطلب أن أصل إلى هذا المكان، ولكن لا أظن أنني لن أجد ما أقوله أمام من أحببت فيهم المواكبة والمبادرة للمشاركة في هذا النهج الذي ننهجه. في عالمنا المضطرب، عالمنا الذي ألغى كل شيء ينتمي للعقل، نجد أنفسنا أمام تيار ظلامي، يريد بنا أن نكون لا شيء».

أيادٍ خفية

وأضاف «المتتبع للأحداث التي تُنقل إلينا من كل بلدان العالم العربي، يجد أن هناك أيادي خفية تلعب بعقول بعض أبنائنا، الذين خوت عقولهم من الفكر والثقافة والعِلم، وبدت تهدد - قبل كل شيء - الإسلام، الذي ننتمي إليه، وإذا هو يظهرنا أمام العالم بأجمعه كأننا لسنا بشراً، والقصد تحطيم معتقداتنا، ولم يكتفوا بذلك؛ بل حطموا تراثنا، وحطموا ثقافتنا وعلمنا ومعرفتنا، والناس تظن أن مجابهة هذا التيار الظلامي تكون بالمدافع.. بالرشاش.. بالجيوش، وأقولها صراحة مجابهة الظلام تكون بالنور، والنور هو الكلمة الصادقة والعلم النير، والثقافة التي تستطيع أن تملأ العقول الخاوية التي تأكل كل الرذيلة، فما بالكم إذا أرادت أن تأكلنا نحن؟ لقد بدأت هذه الفئات تتراجع من بعد هذه الضربات المتلاحقة، والتي آخرها بالأمس، غمرتنا فرحة ما بعدها فرحة، نشارك إخواننا بمصر وأهلنا بفرحتهم بالانتقام لشهدائهم بالأمس، ونالت مصر ما نالت».

وتابع سموه: «فربما يتساءل البعض لماذا مصر؟ لو رجعنا للتاريخ كله، لوجدنا أن مصر هي الحصن الحصين، عندما اندفع المغول من الشرق نواحي المغرب، لم يكن أي بلد من البلدان يستطيع إيقافهم، إلا الصخرة القوية التي كانت على حدود مصر قبل أن يدنسوها، ومن ذلك الوقت أصبحت مصر هي الصمام لهذا الأمان الذي نشهده؛ فبادرت تلك الفئات الظلامية تضرب مصر من كل الجهات، من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب، وإخواننا في مصر، لا نقول إنهم يدافعون عن بلدهم، وإنما يدافعون عن بلداننا كلها». وقال «لذلك قدر الله لمصر رجلاً من أبنائها مؤمناً بانتمائه لذلك البلد، ولاحظناه منذ البداية، وقبل أن يكون مسؤولاً في مصر، كانت القرارات التي يتخذها كلها صائبة وسليمة، حتى في الأيام التي كانت تُحكم مصر بالتيارات الظلامية، كان هو الواقف بالمرصاد، ولم يُضع حبة من ترابها، ولذلك نحيي ذلك الرجل الذي منذ أن بدأ في تلك الأرض أصبح العطاء يأتي، والبلد يرتقي، ونأمل إن شاء الله أن تكون مصر في قمة الدنيا».

واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته قائلاً: «مرة أخرى أشكركم على تلبية دعوتنا، والمشاركة في الرحلة الطويلة مع الكتاب.. مع الكلمة.. مع الفكر.. كان فكراً مكتوباً أو مرسوماً أو ممثلاً، فالأفكار كلها تحترم العقل الذي يتعطش للمعرفة، شكراً يا أحبائي وأحباء المعرفة، وشكراً لهذه التظاهرة والسلام عليكم».

مشروع مشرق

وتنظم فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في الفترة ما بين 1-11 الجاري، تحت شعار «عالم في كتابي»، بمشاركة 1650 دار نشر، من 60 دولة، تعرض أكثر من 1.5 مليون عنوان، من الكتب الصادرة بمختلف اللغات العالمية.

من جهته، قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد العامري، في كلمته خلال حفل الافتتاح «تواصل الشارقة عاماً بعد آخر، كتابة رسالتها الثقافية بأحرف من نور العلم والمعرفة، رسالة سطّر فيها هذا المعرض النواة الرئيسة لمشروع ثقافي أشرق بنوره وألقه على البلاد والعباد، حتى توجت الشارقة عاصمة للثقافة العربية والإسلامية، ويتابع القاصي والداني كيف أشرقت رسالة الشارقة بنور محتواها على العالم، لتستحق لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019».

وأكد أنه «من خلال هذه الرسالة التي كتبتها الشارقة بصروح علمية، ومكتبات عامة، وهيئات ومؤسسات معرفية، نطل على العالم، ونقرأ أسطر الإمارة بأكثر من مليوني كتاب ووعاء معرفي في مكتبات الشارقة، وأكثر من 620 كتاباً تضمنت 14 مليون كلمة، تمت ترجمتها من وإلى اللغة العربية، ضمن (منحة الترجمة) التي يقدمها معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ العام 2011».

وأشار إلى أن مدينة الشارقة للنشر، التي افتتحها صاحب السمو حاكم الشارقة أخيراً، ستكون قبلة للناشرين، وباباً مشرّعاً أمام سوق الكتاب العالمي، لترفده في مراحلها المقبلة بأكثر من 500 مؤسسة عاملة في قطاع النشر من كل أنحاء العالم، وستعمل بقدرة طباعية تصل إلى مليون كتاب يومياً، كما سيتم توفير أكثر من 15 مليون عنوان، بمختلف لغات العالم، ضمن المؤسسات ودور النشر العاملة في المدينة.

تويتر