ينطلق 8 نوفمبر الجاري حاملاً مبادرات جديدة

ديالا نسيبة: «فن أبوظبي» ليس مجرد معرض

كشفت مديرة «فن أبوظبي»، ديالا نسيبة، أن برنامج فن أبوظبي 2017، الذي يقام في الفترة من الثامن إلى11 نوفمبر الجاري، يطرح مجموعة من المبادرات الجديدة، مشيرة إلى أن المعرض يسعى عاماً بعد عام إلى توسيع نطاق جاذبيته الجماهيرية عبر فعاليات مبتكرة، وتحويله إلى منصة لاستكشاف الإبداع، وتسليط الضوء على المواهب الصاعدة من دولة الإمارات والمنطقة والعالم.

أعمال.. وجدل

قالت مديرة «فن أبوظبي»، ديالا نسيبة، إن المعرض يضم أعمالاً فنية مختلفة، ولكل عمل قدرته على اجتذاب مجموعة معينة من الجمهور، يجمعها اهتمام مماثل أو ذوق مشابه، لكن بعض الأعمال استطاعت إثراء الحوار والنقاشات، مثل العمل الذي قدمه الفنان الصيني، جو دكسين، عبر قسم «بوابة»، والذي يعتبر من الأكثر الأعمال تذكراً في الدورة الثامنة لعام 2016.

وأضافت أن هذا العمل التركيبي الضخم نجح في تحفيز تفاعل الكثير من الزوار مع العمل الفني، بدءاً من الأطفال وحتى كبار السن، وجامعي المقتنيات وحتى المراقبين، مشددة على أنه لم يكن المقصود من هذا العمل إثارة ضجة وعناوين إعلامية رنانة، بل تشجيع الحوار البناء وتحفيز الجمهور على التأمل. وكان العمل يتكون من مساحة واسعة من أرضية صالة العرض فرشت عليها ثمار «الموز»، خلال فترة المعرض، وأثار جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول مضمونه.


2009

العام الذي انطلقت فيه الدورة الاولى من «فن أبوظبي»


- «مشروع أجنحة» مبادرة تقدم فرصة مهمة للمصممين الإماراتيين الشباب.

- «فنون الشارع» يقدم أعمالاً ستُعرض على حافلات تجوب العاصمة طوال هذا الشهر.

وأوضحت أن من بين تلك المبادرات «آفاق: تكليف الفنانين»، التي ستعرض أعمال تكليف جديدة لمجموعة من الفنانين المعاصرين في مواقع عامة بأبوظبي والعين، و«بوابة: الخط» التي تقدم معرضاً، بإشراف القيّمة، مايا أليسون، يبرز العلاقة بين الفنانين الناشئين الإماراتيين ونظرائهم من حول العالم. كما تشهد الدورة الحالية إطلاق مبادرتَي «جائزة الجناح المعماري» و«الفن + التكنولوجيا»، كما يعود برنامج «فنون الشارع» بشكل مميز هذا العام، بقيادة مقيّمه فابريس بوستو، ليقدم أعمالاً ستُعرض على حافلات تجوب العاصمة طوال هذا الشهر.

كذلك يواصل برنامج «دروب الطوايا» مسيرته مع «فن أبوظبي» هذا العام، مع الفنان طارق أبوالفتوح، بعروض معاصرة تستكشف الضجيج الصوتي لإحدى المناطق الحضرية من مدينة أبوظبي.

منصة إبداعية

وأضافت نسيبة في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «يعتبر فن أبوظبي منذ إطلاقه عام 2009 حجر الزاوية بالنسبة لمهمة ورؤية دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الساعية إلى تأسيس نظام ثقافي متكامل ومستدام يضفي على العاصمة حيوية ونشاطاً إبداعياً».

وتابعت: «لتحقيق تلك الغاية يقدم برنامجاً حافلاً بالفعاليات، على عكس المعارض الأخرى، إذ يستضيف في كل عام كوكبة من المعارض الفنية الكبيرة الناشئة والعريقة التي تتوافد من مختلف أرجاء العالم لعرض ما لديها من أعمال مميزة، إلى جانب ما يشهده من عمليات بيع للأعمال المعروضة، والأعمال التركيبية التي ترضي أذواق أكثر من 20 ألف زائر من الجمهور الذي ينتظرها للاستمتاع بها والتفاعل معها، عبر الحوارات والاستعراضات الفنية في أنحاء مدينة أبوظبي، وبذلك يشكّل (فن أبوظبي) منصة إبداعية لجميع أفراد المجتمع للمشاركة فيها على مدار العام».

وذكرت ديالا نسيبة أن «فن أبوظبي لا يعتبر مجرد معرض فني؛ إذ استطاع أن يصل إلى مدينة أبوظبي وسكانها، وصنع حالة فنية تفاعلية مع الجميع من مختلف الجنسيات والأعمار»، مشيرة إلى أن «فن أبوظبي» يأتي تتويجاً لبرنامج سنوي حافل تقدمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي على مدار العام.

مشاركة إماراتية بارزة

وعن المشاركة الإماراتية في «فن أبوظبي»، أفادت ديالا بأن هناك أنشطة وفعاليات تشهد مشاركة إماراتية واسعة، من بينها «مشروع أجنحة»؛ وهو مبادرة سنوية فريدة من نوعها تقدم للمصممين الإماراتيين الشباب فرصة إعادة تصميم شعار جناح فن أبوظبي بأساليبهم المبتكرة، وبعدها يتم اختيار أربعة تصاميم متميزة رمزاً لمنصة «فن أبوظبي»، على أن تستخدم في منتجات تباع من خلال المتجر في منارة السعديات. وكانت مسابقة «مشروع أجنحة» قد أطلقت خلال فن أبوظبي عام 2010، وتم الإعلان عن 34 فائزاً منذ نسختها الأولى وحتى الآن. أيضاً هناك مسابقة «جائزة الجناح المعماري» التي تعد من بين أحدث المبادرات المجتمعية التحفيزية التي أطلقها «فن أبوظبي» هذا العام، وهي دعوة مفتوحة لجميع طلبة الجامعات والخريجين الجدد من جميع أرجاء الدولة إلى المشاركة فيه، لتطوير تصميم معماري لجناح معرض ومركز اجتماعي. وتهدف الجائزة إلى تعزيز وتطوير المهارات الإبداعية للمواهب في الدولة، وسيتم عرض التصميم الفائز خلال «فن أبوظبي». بينما تأتي مبادرة «الفن + التكنولوجيا» ضمن أحدث المبادرات، وهي برنامج تعاوني مع جامعة خليفة، يجمع الفنانين البارزين مع طلبة الجامعة، عبر ورش عمل تستكشف طرق صنع الفن من خلال استخدام التكنولوجيا.

معايير ومبيعات

وحول معايير اختيار صالات العرض المشاركة في «فن أبوظبي»، قالت ديالا نسيبة: «لدينا خطوط إرشادية دقيقة لاختيار صالات العرض حتى تتناسب مع نمط البوتيك الذي نتبعه، وعموماً يجب أن يكون عُمر صالة العرض على الأقل ثلاث سنوات، ولديها ما يكفي للمشاركة في إطار أفكار (فن أبوظبي)، أما الأقسام الأخرى من المعرض، كـ(بداية) و(المشاريع الفردية) فلديها معايير خاصة بها، ويتم اختيار صالات العرض الدولية بعناية فائقة، وذلك للخبرة القيّمة التي تقدمها، وتكمل صالات العرض بعضها بعضاً في ما يخص المحتوى، وتحافظ قائمة المشاركين على التوازن بين الصالات المشاركة من أوروبا وأميركا وآسيا والدول العربية، وبين الفنانين، وكذلك التوازن بين المدرستين الحديثة والمعاصرة».

وفي ما يخص قيمة المبيعات التي حققها «فن أبوظبي» العام الماضي، أوضحت: «نحن في (فن أبوظبي) لا نفصح عن حجم أو قيمة المبيعات، ومع ذلك أؤكد أنه منصة تجارية نشطة للغاية، إذ سجلنا مبيعات قوية العام الماضي، ويعتبر (فن أبوظبي) اليوم وجهة لها جمهورها الواسع، وجامعو المقتنيات جزء من هذا الجمهور الواسع، وكذلك جامعو المقتنيات الشباب أو الناشئون الذين ربما يمرون الآن بمرحلة البدايات، فنحن نعمل على إيجاد أجواء ترحيبية لتلك المجموعة، أما برنامج كبار الشخصيات من جامعي المقتنيات، فيعكس توجهنا نحو تنمية شريحة جامعي المقتنيات المحليين، عبر توفير جولات يقودها مرشدون فنيون، وتنظيم زيارات للاستوديو، وإقامة مناسبات حصرية، وكذلك فتح قنوات إلكترونية».

 

تويتر