أكّد أن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت له مساحة واسعة

محمد فياض: الخوف من الآخر وراء انتشار خطاب الكراهية

فياض: ينبغي عدم السماح للفكر الارتجالي بفرض إرادته. تصوير: إريك أرازاس

قال عميد الإعلام والعلاقات العامة بكلية الإمارات للتكنولوجيا، الدكتور محمد أحمد فياض، إن «سيطرة القطاع الخاص على الإعلام ساعدت على انتشار ثقافة الكراهية، من خلال ما يقدمه من محتوى فئوي يميل إلى العنصرية، كما ساعدت على أن يتخذ الخطاب الديني في المنطقة أبعاداً مختلفة، وصار من الصعب أن يكون هناك خطاب إعلامي يوحّد ولا يفرّق»، مشيراً إلى أن «هذه المشكلة تزداد في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ توفر هذه الوسائل مساحة كبيرة للكتابة وفق الأهواء من وراء ستار، دون الكشف عن شخصية المصدر، ما أدى إلى فوضى عارمة على الساحة».

وأضاف فياض، خلال المحاضرة التي نظمها مركز سلطان بن زايد في أبوظبي، مساء أول من أمس، تحت عنوان «خطاب الكراهية في الإعلام»، أن «المتغيرات المتسارعة في عالم الاتصال جعلت من الصعوبة بمكان الإيمان بفرضيات مطلقة وقابلة للتحقق بشكل دائم، فالتحديات كبيرة، والقيم المجتمعية مؤشراتها بين صعود وهبوط، الأمر الذي يجعل القائمين بمراقبة هندسة المجتمع وبنائه واكتشاف مكنوناته، في حراك دائم، وتنبه يقظ، لعدم السماح للفكر الارتجالي في فرض إرادته أمام قوة الحجة العلمية القائمة على أسس منهجية سليمة، ومن أجل الحفاظ على القيم، وتحصين المجتمعات من آفة خطاب الكراهية والتعصب».

أحكام

نموذج آمن

حول كيفية بناء نموذج لخطاب إعلامي آمن يحارب الكراهية وخطاباتها المقيتة، أوضح الدكتور محمد فياض، أن «الأمر ينبع أساساً من كيفية بناء مجتمع خالٍ من الكراهية، ويحقق مقتضيات الأمن الفكري في هذا العالم دون حاجة إلى البغضاء والغيرة والتنافس اللامشروع، من أجل أن يعيش الناس في بلدانهم وأوطانهم، وبين مجتمعاتهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية».

وأوضح فياض أن «ثقافة النظام الدولي الجديد فرضت ثقافة موحدة على العالم، تقودها الشركات المتعددة الجنسيات التي تسيطر على منظومة الصناعات الاتصالية، وهي بكل الأحوال تنفي الثقافات الأخرى، وتنشر الثقافة التي تخدم أهداف ومصالح هذه الشركات».

وعن صعوبة تحقيق الحيادية في العمل الإعلامي: قال فياض، إن «الكلمات والصور التي يستخدمها المراسلون والصحافيون في نقل الحدث تلعب دوراً أساسياً في مقاربة المتلقي للموضوع»، مؤكّداً أن «الكلمات المشحونة تثير الغرائز والعواطف، وتحمل نوعاً من الأحكام أو الانطباعات عن الحدث. كذلك صور الضحايا لا تعني فقط أن هناك ضحية يكترث الإعلام لها، بل إن المشهد يحمل كل الشحن النفسي العنفي الذي يثير الغرائز على تعددها، وبالتالي يدفع إلى التحريض».

وحول مفهوم خطاب الكراهية، قال فياض: «إن الخطاب المناوئ للآخر، الذي يعتمد على التهويل والتضخيم، يوحّد ويفرّق في الوقت نفسه، فيخلق (نحن) و(هم)، سواء أكان خطاباً عنصرياً أو عرقيا أو دينياً أو طائفياً أو فئوياً».

ورأى أن «من أسباب نشوء خطاب الكراهية، الصورة الخاطئة أو المنطبعة عن الآخر، والخوف من المنافسة، وتصور أن الآخر هو ضدك أو عدوك، وأساليب الثقافة العامة والتربية والتعليم، ومنها الكيفية التي نقرأ بها التاريخ، فكثير من الشعوب تبقى أسيرة لأحداث التاريخ، والإعلام، وغياب المعلومة، فضلاً عن الأحكام المسبقة والتزوير في كتابة التاريخ والأحداث».

وذكر عميد الإعلام والعلاقات العامة بكلية الإمارات للتكنولوجيا، أن «نظم الإعلام المنتشرة في بلدان العالم، وكذلك وسائل الإعلام، تضع عادة، مجموعة من اللوائح والقوانين والتشريعات التي تحاول العمل وفقها، وتطالب الإعلاميين، وكذلك الجمهور العام، بضرورة التمسك بهذه اللوائح وعدم مخالفتها، خصوصاً في ما يتعلق الأمر بخطاب العنف أو التحريض أو الكراهية أو التشهير، كما قدمت مواقع التواصل الاجتماعي تعريف خطاب الكراهية على مواقعها للحدّ من انتشاره ومنعه».

تويتر