بدء التصفيات النهائية لاختيار 3 طلبة يتنافسون على لقب «بطل التحدي»

القرقاوي: محمد بن راشد يــؤمـــن بأن قوة المعرفة والكتاب ستغير مستقبل الشباب العربي

تصوير:مصطفى قاسمي

اجتمعت أمس، اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي لمناقشة آليات استدامة المشروع وتطويره ليشارك فيه أكبر عدد من المدارس على امتداد خريطة العالم العربي، وكذلك الاطلاع على آخر المستجدات والتحضيرات للحفل الختامي الذي سيُقام على مسرح أوبرا دبي، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، غداً، لتتويج الطالب بطل التحدي، والمدرسة الفائزة المتميزة، والمشرف المتميز.

4

ملايين عربي تفاعلوا مع حملة التصويت للمدرسة المنافسة على جائزة المليون دولار.


المشروع الأنجح لتحفيز القراءة

تنافس خلال اليوم الأول من التصفيات النهائية، الطالب مصطفى اعبدادي من موريتانيا، والطالبة بشرى ميسوم من الجزائر، والطالبة ضحى محمود حسين من الأردن، والطالبة عفاف شريف من فلسطين، والطالبة رباب مبارك عبدالناظر من تونس، والطالبة عتيقة العدناني من المغرب، والطالبة آلاء جعفر البشير من السودان، والطالبة حفصة الظنحاني من الإمارات. وحول منافسات اليوم الأول، قال رئيس لجنة تحكيم التصفيات النهائية في «تحدي القراءة العربي»، علي سيف الشعالي: «تحدي القراءة العربي هو المشروع الأنجح لتحفيز القراءة ورفد المعرفة والإبداع لدى الأطفال والفتيان والشباب. الأجيال الصاعدة تحب التحدي والمنافسة وهذا يتجلى في انهماكها في منافسات رياضية وإلكترونية عديدة، وقد قبلوا الدعوة الكريمة لخوض غمار التجربة. وبهذه الجهود المتضافرة تتحقق رؤى التطوير والتنمية وتغيير الواقع نحو مستقبل مشرق».

وناقشت اللجنة جملة من الأفكار المقترحة التي تقدمت بها الدول العربية المشاركة في التحدي، بهدف تطوير انتشار التحدي عربياً ليضم أكبر عدد من المدارس والطلبة في العالم العربي، وليحقق الغاية المرجوة منه في تشجيع الطلاب العرب على القراءة، وتنمية الوعي بأهميتها وتعزيز دورها في تطوير الفكر والثقافة لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية.

استدامة القراءة

وناقشت اللجنة كذلك الآليات المقترحة لاستدامة المشروع خلال السنوات المقبلة، ووضعت مجموعة من الأهداف المستقبلية حتى تشكل القراءة ظاهرة مجتمعية شاملة في مختلف الدول بالعالم العربي، وتجذب أكبر عدد من الطلبة. كما اطلعت على سير التحضيرات للحفل الختامي الذي سيحضره ممثلون من 25 دولة عربية وأجنبية مشاركة في التحدي.

وجاء اجتماع اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي على هامش التصفيات النهائية التي انطلقت أمس، وتستمر اليوم في مدرسة البحث العلمي بدبي، حيث ستختار لجنة تحكيم خاصة ثلاثة طلبة من بين 16 طالباً وطالبة يتنافسون على اللقب النهائي لتحدي القراءة العربي أمام الجمهور في الحفل الختامي، بعدما تنافسوا مع أكثر من سبعة ملايين و400 ألف طالب وطالبة شاركوا في التحدي من 41 ألف مدرسة في 15 دولة عربية، ترشحت منها ست مدارس تتنافس في ما بينها للفوز بالمركز الأول في التحدي، وبمجموع جوائز مالية تبلغ ثلاثة ملايين دولار، وقد تفاعل أربعة ملايين عربي مع حملة التصويت للمدرسة الفائزة بجائزة المليون دولار. وقال الأمين العام لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية محمد بن عبدالله القرقاوي: «يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن قوة الكتاب والمعرفة والثقافة هي القوة الرئيسة التي يمكن أن تغير مستقبل الشباب العرب للأفضل.. والتغلب على التطرف الفكري يكون بملء عقول الطلاب بالأفكار المستنيرة والكتب المفيدة التي تشجع على تقبل الآخر والتسامح والانفتاح والحوار».

وأضاف: «محمد بن راشد يؤمن بأن قوة المعرفة والكتاب هي القوة التي ستغير مستقبل الشباب في الوطن العربي».

وفيما يرتبط بتحدي القراءة العربي، أشار القرقاوي إلى «لقد اجتمع أكثر من سبعة ملايين طالب وطالبة، وأكثر من 75 ألف مشرف ومنسق، و41 ألف مدير مدرسة، و1500 محكم حول تحدي القراءة، وتمكنوا من تحقيق رسالة التحدي وتوسيع آفاقها.

إن أرقام تحدي القراءة العربي تعكس التكامل بين مختلف الأطراف المعنية في التحدي: الطالب والمعلم والمدرسة والأسرة والمجتمع المحلي».

وذكر القرقاوي أن «تحدي القراءة العربي أثبت أن عشرات الآلاف من المتطوعين العرب يمكن أن يعملوا على مشروع واحد.. وتحدٍ واحد.. ويحققوا فيه نجاحاً مبهراً»، وأضاف: «هناك نماذج مشرقة ومشرفة من أبناء وبنات الوطن العربي موجودة في مدن وقرى وطننا العربي، ومن واجبنا تسليط الضوء على هذه النماذج الاستثنائية». واختتم قائلاً: «أنا متأكد أنه خلال الحفل سنشاهد جزءاً من هذه النماذج الملهمة، وهؤلاء هم النجوم الحقيقيون الذين نسعى لإبرازهم وإعطائهم حقهم في النجومية والأضواء».

وحضر اجتماع اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي، الأمين العام لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزيرة الدولة لشؤون التعليم العام جميلة بنت سالم المهيري، ووكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإنابة أحمد ساري المزروعي، ووكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة عفراء الصابري، والأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية سعيد العطر، والأمين العام لمشروع تحدي القراءة العربي نجلاء الشامسي، والمتحدث الرسمي باسم مجموعة «إم بي سي» مازن حايك.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام إن «نتائج الطلبة في الدورة الثانية لتحدي القراءة العربي تظهر تميزاً كبيراً ومنافسة عالية، وهو ما يدلل على أن هذا المشروع النهضوي التوعوي، الذي انطلق من الإمارات برؤية عربية، حقق الغاية المرجوة منه في ترسيخ القراءة نهجاً ومفهوماً لدى العديد من الطلبة، وعزز الوعي لديهم لإنشاء جيل قارئ مسؤول واعٍ يتطلع إلى المستقبل الذي نعول عليه جميعنا».

وأوضحت أن تعزيز التحدي لقدرات أبنائنا الطلبة القرائية وتوسيع مداركهم الثقافية سينعكس على قدراتهم الاستيعابية، كما سيؤثر إيجاباً في مستوى تحصيلهم العلمي لأن القراءة ليست حالة ثقافية أو معرفية فقط، بل تسهم في بناء القدرات التعليمية والأكاديمية، وتنمي من قدراتهم على الاستيعاب ورفع تحصيلهم العلمي، وهو ما سنشهده في مدارسنا وجامعاتنا على امتداد عالمنا العربي».

جيل المستقبل

من جانبها، اعتبرت وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أن «تحدي القراءة العربي هو إنجاز يصنع من جيل المستقبل جيلاً قادراً على الإنتاج الثقافي والمعرفي لما يتوافر لديه من مخزون قرائي ضخم، الأمر الذي سيثري من المشهد الثقافي في عالمنا العربي ويطوره ويحسن من مهارات المثقفين العرب المستقبليين».

وأضافت أن «هذه المبادرة، التي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، في تطوير مهارات أبنائنا الطلبة في القراءة للخروج بجيل مبدع متميز كانت ملهمة للعديد من المدارس في الوطن العربي حتى تحسن من مستوى طلبتها، وتقوم بالعديد من النشاطات التعليمية التربوية التي تحسن من مستوى القراءة لديهم، وهو الأمر الذي سيستفيد منه الطلبة بشكل مستدام ويعزز من مستواهم الثقافي والمعرفي».

وقال وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإنابة، إن «قراءة طلبة عالمنا العربي خلال الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي نحو 200 مليون كتاب من مختلف أقطار العالم العربي، والتقاء الطلبة الذين يمثلون 25 دولة عربية وأجنبية، يعززان هذا التلاقي العربي الضخم ويسهمان في تعزيز انفتاح طلبتنا على الآخر والتعرف إلى ثقافات مختلفة».

وقال الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم، إن «مشروع تحدي القراءة العربي كشف عن العديد من القصص الملهمة والمبدعة التي شكلت مصدر إلهام وفخر لنا بوجود نماذج من أبنائنا الطلبة على هذا القدر من الفكر والثقافة، وهو ما يزيد من عزيمتنا وإصرارنا على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أن يشارك كل طالب عربي في التحدي ليساعده في صقل شخصيته، وتحسين مستواه الثقافي والمعرفي والتعليمي».

وقال المتحدِّث الرسمي باسم «مجموعة إم بي سي» مـازن حـايك: «نحن كمؤسسة إعلامية رائدة فخورون بأن نكون شريكاً في هذا المشروع الثقافي والمعرفي الضخم، من الإمارات وعلى امتداد العالم العربي وصولاً إلى القارات الخمس. طبعاً، للإعلام مسؤولية كبرى في الإضاءة على مثل هذه المبادرات التي تشكّل أداة لتحفيز واستشراف مستقبل أبنائنا الطلبة واستدامة الثقافة والقراءة عربياً»، وأضاف حـايك: «إن الإعلام الهادف والمدرك لرسالته يشكّل مدماكاً أساسياً في بناء اقتصادات المعرفة، من خلال صقل مهارات جيل المستقبل، قلباً وقالباً، ومن أبرز تلك المبادرات اليوم، يأتي تحدّي القراءة العربي».

ويمثل مشروع تحدي القراءة العربي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في سبتمبر عام 2015، أكبر مشروع إقليمي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة، كما يشكل إضافة نوعية للجهود المرموقة لدولة الإمارات على صعيد خدمة محيطها العربي.

ويهدف المشروع، كمبادرة عربية انطلقت برؤية عربية ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إلى تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وضرورة الارتقاء به للوصول إلى موقع متقدم عالمياً، إلى جانب تعزيز الحس الوطني والقومي والشعور بالانتماء إلى أمة عربية واحدة، ونشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر نتيجة للثراء العقلي الذي تحققه القراءة، وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين القادرين على الابتكار في جميع المجالات، وتشجيع القراءة بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طوال العام الأكاديمي، وإحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع تحدي القراءة العربي إلى جميع الطلبة في مدارس الوطن العربي.

شكراً والدي محمد بن راشد

بشخصية الكبار وقفت بطلة «التحدي» في الإمارات حفصة الظنحاني، لتتحدث إلى وسائل الإعلام، مزهوة بميدالية ذهبية مستحقة. وقالت الظنحاني لـ«الإمارات اليوم»: «حالة من الشغف أصابت أبناء جيلي، بهذه المبادرة الرائعة، وباسمهم جميعاً أقول لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (شكراً والدي)».

وتطمح لأن تصبح طبيبة متخصصة في الأمراض النفسية، وتقول: «عوالمنا النفسية السعيدة هي مفتاح النجاح، والسعادة الحقيقية تبدأ من دواخلنا».

11 دولة غير عربية

تشارك في «تحدي القراءة العربي» في موسمه الثاني 11 دولة غير عربية، مقابل خمس دول فقط العام الماضي، على الرغم من أن المشاركة مقتصرة على تحدي قراءة كتب باللغة العربية.

وحضر في اليوم الأول للمنافسات الختامية أبطال تحدي القراءة في كل من نيوزيلندا، استراليا، فرنسا، الهند، حيث قال ممثل الأخيرة لـ«الإمارات اليوم»: «نظرياً قد لا أكون مرشحاً فوق العادة، فالمنافسة صعبة لأنني أعجمي ينافس عرباً بلسانهم، لكن عنوان المبادرة يملؤني بمشاعر التحدي».

شاعرة من فرنسا

لم يمضِ على تعلم سيرين زيجال العربية سوى خمس سنوات، لكنها الآن تنظم الشعر، وتستمتع بقراءة الكتب باللغة العربية، كي تصبح مستقبلاً بالفعل ممتلكة لأدوات الشعر على نحو احترافي.

الحديث مع سيرين، في تصريحها لـ«الإمارات اليوم» يتدخل فيه معلمها مصطفى صبري، ويضيف: «أراها أكثر إبداعاً في الارتجال المسرحي بالفصحى، فهي في مدرسة ومجتمع فرنسيين، إلا أن حب العربية تحول الى هاجس خاص يشدها لجذورها التونسية».

في فلسطين.. القراءة «تحدٍ»

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

ترى عفاف رائد، بطلة فلسطين في المسابقة أن فعل القراءة هو أعظم ما يمكن أن يتحدى به الفلسطيني واقع الاحتلال الآن، مضيفة: «نعيش واقعاً مريراً، يفرض علينا حاجة ماسة إلى نهضة فكرية، وهذا لن يتأتى سوى بمزيد من القراءة، التي هي مفتاح التنوير والثقافة».

وتابعت: «مشاركتي انتصار لإرادة شعب، لذلك فأنا أترقب (منصة الأربعاء) لأهدي بلدي وساماً رفيعاً، في حال فوز صعب، لكن إرادة وكفاح أبناء وطني علماني بأن: لا مستحيل».

تويتر