أكد أن «نحو فضاءات جديدة» يثري «فن أبوظبي»

عمر خليف: الإمارات من أكثر مناطق التفاعل الثقافي

صورة

عاماً بعد عام، يشهد معرض فن أبوظبي المزيد من الأفكار التي تمثل إضافة جديدة لهذا الحدث السنوي الذي تنظمه دائرة الثقافة والفنون في أبوظبي، ويمثل منصة فريدة لتبادل الثقافات، إذ يشتمل على العديد من المعارض الفنية الكبيرة التي تتوافد من مختلف أرجاء العالم لعرض أعمالها الفنية المميزة.

جزء من الحياة

علاقة عمر خليف بالفنون تمثل جزءاً رئيساً من حياته، بحسب وصفه: «يشكل الفن جزءاً كبيراً من حياتي، فأنا أتابع العشرات من المعارض أسبوعياً، كما أقوم بزيارات منتظمة إلى الفنانين المعاصرين، وكذلك المواقع الأرشيفية، وأسافر لحضور معارض البينالي، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، حتى أتمكن من الاستمرار في تجديد قاعدة معلوماتي، وكل ذلك بالتأكيد يتم استدعاؤه في الأعمال التي أقدمها».

47

صالة من 18 دولة حول العالم، تشارك هذا العام في فن أبوظبي، لتقدم أعمال فنانين مشهورين وناشئة.

ويشهد المعرض في دورته التاسعة، التي تقام في منارة السعديات، في الفترة من الثامن إلى 11 نوفمبر المقبل، إضافة قسم جديد بعنوان «نحو فضاءات جديدة»، يركّز المفاهيم الفنية الرسمية والاجتماعية والاقتصادية من خلال أعمال فنية من مختلف أنحاء العالم.

جسور تواصل

وكشف القيم الفني المشرف على قسم «نحو فضاءات جديدة»، الدكتور عمر خليف، لـ«الإمارات اليوم»، عن أن القسم يركّز على جذب الشخصيات التاريخية والناشئة الرئيسة من أنحاء العالم، إلى «فن أبوظبي» للمرة الأولى، وفي كثير من الحالات إلى دولة الإمارات التي تعد من أكثر مناطق التفاعل الثقافي، موضحاً أن الأعمال التي سيضمها القسم تسعى لاستكشاف المشاهد المفتوحة على الطبيعة والأرض، من منظور واسع.

وأضاف خليف «أردت من خلال إشرافي على هذا القسم أن أجمع عدداً من الفنانين الذين يقدمون سرداً روائياً يتضمن أجيالاً متعاقبة، وقد عمل العديد منهم معي قبل انضمامي إلى متحف شيكاغو للفن المعاصر، الذي يعد منارة للعمل مع فنانين عالميين، أما بقية المشاركين فقد تعرفت عليهم في الفترة الأخيرة. وتهدف فكرة هذا القسم إلى بناء جسور تواصل مع تلك الممارسات الفنية، وأتمنى أن تنال المعروضات إعجاب الجمهور بما تقدمه من تنوع فكري وفني».

وتطرق خليف، الذي يشغل منصب كبير القيمين الفنيين، ومدير المبادرات العالمية في متحف شيكاغو للفن المعاصر، إلى أبرز محتويات قسم «نحو فضاءات جديدة» الذي «يقدم مجموعة رائعة من الأعمال الفنية، من بينها منحوتة على شكل شجرة من أعمال جوسيب بينون، من صالة عرض ماريان جودمان جاليري، وكذلك عمل فني بتعاون مشترك بين الفنانَين، الباكستاني افتخار دادي والهندي ناليني مالاني، اللذين أبدعا قطعة فنية تجسد الفاصل بين الهند وباكستان، وهي من صالة عرض جافيري كونتيمبوراري، وأعتقد أنها أول قطعة فنية تقدم بتعاون حقيقي ومشترك بين فنان باكستاني وآخر هندي». وأشار إلى أن القسم يقدم لصالات العرض منصة دولية تتضمن أعمال فنانين من مختلف الأجيال، ومشروعات كبرى من صالات عريقة، وأخرى ناشئة، لاستعراض ما لديهم من إبداعات للجمهور من المنطقة للمرة الأولى «وهو ما يتفق مع استراتيجية (فن أبوظبي) الذي يتطلع هذا العام إلى أن يصبح أكثر عالمية، ليصبح منصة أكثر إثارة للاهتمام من أي وقت مضى للفن الحديث والمعاصر».

منصة مهمة

وتابع خليف: «ينمو (فن أبوظبي) بشكل كبير منصةً مهمةً لصالات العرض، كما يوفر فرصة مهمة للقاء جماهير جديدة، كما يمثل الحدث فرصة أمام الجمهور للاطلاع على أعمال وأفكار تفتح أفقاً جديداً أكثر رحابة أمامه، وتساعده على استلهام أفكار ومعانٍ وتصورات مختلفة، خصوصاً أن أبوظبي والإمارات من أكثر مناطق التفاعل الثقافي في الخليج». وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه «فن أبوظبي» في تبادل الثقافات وخلق حوار بين فنون العالم، قال: «يعد الفن جسراً يربط بين الثقافات، فهو الفضاء الأوسع الذي لديه القدرة والإمكانات لتغيير التصورات وكسر الحدود وتجاوز الخلافات السياسية، فمن خلال تبادل الثقافات نستطيع أن نرى بعضنا بعضاً كأشخاص، بدلاً من الدول أو الحدود»، لافتاً إلى أنه عمل في الفترة الأخيرة، من خلال منصبه في متحف شيكاغو للفن المعاصر مع مدير المتحف، لإطلاق مبادرة الرؤية العالمية، وهي منصة تواصل تشجيع التبادل الثقافي بين الثقافات خلال هذه الأوقات العصيبة.

تويتر