Emarat Alyoum

سلطان القاسمي: نواجه الموجات الظلامية والمتطرفة بالتأسيس والتربية الصحـيحة منذ الصغر

التاريخ:: 13 أكتوبر 2017
المصدر: فرانكفورت - الإمارات اليوم
سلطان القاسمي: نواجه الموجات الظلامية والمتطرفة بالتأسيس والتربية الصحـيحة منذ الصغر

‏أشار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى أن هنالك الكثير من العوائق والصعوبات التي واجهت إمارة الشارقة في مشروعها الثقافي الرائد منذ بدايته إلى وقتنا الحالي، وحصولها على العديد من الإنجازات والألقاب الثقافية، إذ إن هذه العوائق شكلت حافزاً مهماً لتحديها والوصول للمستوى الثقافي المنشود.

حاكم الشارقة:

- لقب العاصمة العالمية للكتاب جاء تقديراً لاعتبارنا الكتاب أساساً للعملية المعرفية والعلمية والثقافية.

- الكثير من العوائق والصعوبات واجه الشارقة في مشروعها الثقافي الرائد.

- مبادرات الشارقة في الوطن العربي تعمل على إعادة الثقة ودعم المثقفين الذين انزووا لقلة الرعاية والاهتمام.


فنون أدائية

تطرّق صاحب السمو حاكم الشارقة خلال حديثه إلى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، موضحاً سموه أن الأداء هنا في التمثيل والرقص والاستعراض والغناء أو النشيد، والذي سيلاحظ خلال عرض افتتاح الأكاديمية الذي سيكون عملاً مسرحياً من تأليف سموه يتناول القرآن المبجل والنورالذي يلتف حوله الناس، ليمثل المرجعية الصحيحة التي بمجرد الابتعاد عنها ينجر الناس إلى ملهيات الحياة والانحدار والظلام، وتواكب الأعداء الذين لا يمكن مواجهتهم إلا بالرجوع إلى النور الحقيقي وهو القرآن الكريم.

وبيّن سموه أن الأكاديمية الفنية الأدائية ليست تجريدية، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي المتخصصة في الجانب الأدائي فقط، ووقع الاختيار على إحدى أكاديميات الفنون المتخصصة لإعداد المنهج العلمي، وذلك بعد دراسة عدد من الأكاديميات المشابهة.

وبيّن سموّه التطور الكبير الذي وصل إليه معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث بدأ بقلة وعي وإقبال حتى بلغ المستوى العالمي في وقتنا الحالي، موضحاً سموه الحرص على طرح العلوم والمعارف ضمن المعرض للجميع، حيث توفر الإصدارات والكتب الجديدة، بالإضافة إلى الدوريات التي قد تصل إلى عقود سابقة عدة، لكنها تضم علوماً معرفية وعلمية مفيدة.

مؤلفات

قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حول مؤلفاته المقبلة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، إنها ستتضمن أربعة إصدارات: أولها «مساجلات شعرية للشيخ سلطان بن صقر القاسمي»، والثاني كتاب «سيرة مدينة»، بعد إضافة عدد من الفصول ليصبح 17 فصلاً، أما الثالث فيحمل اسم «رحلة بالغة الأهمية»، ويتضمن مخطوطات مهمة تمس المنطقة، محققة باللغات البرتغالية والإنجليزية والعربية، أما الكتاب الرابع فهو «إني أدين»، الذي يضم تسع رسائل للملك، تثبت ما تعرض له المسلمون في الأندلس من معاملة سيئة.

جاء ذلك خلال لقاء سموه صباح أول من أمس، برؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام الوطنية في جناح هيئة الشارقة للكتاب، المشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.

وأشار سموه إلى أن كل نفس قد تكل أو تمل مع وجود التحديات والصعوبات والصدمات، خصوصاً في ما يتعلق بمشروع ثقافي كبير كالذي عملت ولازالت تعمل عليه الشارقة، ولكن استثمرت هذه العوائق لتكون دافعاً لتقديم المزيد من العطاء والجهد الثقافي البناء.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 جاء تقديراً لاهتمام الشارقة بالكتاب واعتباره أساساً للعملية المعرفية والعلمية والثقافية، فالرجاء أن يكون هذا الكتاب رسولاً للجميع ليس لدولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل للأمة العربية والإسلامية.

وتناول سموه خلال حديثه التركيز الذي أولاه في مشروعه الثقافي لتأسيس الأجيال على المعرفة الصحيحة والعلم النافع، موضحاً سموه أن أفضل ما يواجه به الموجات الظلامية والمتطرفة هو التأسيس والتربية الصحيحة منذ الصغر من خلال الاحتواء والطرق التربوية السليمة، والاستمرارية معه حتى يصل الى المرحلة الجامعية، وهذا التأسيس يجعل من الفرد متعلماً حتى لو ترك في موقفٍ ما يكون باستطاعته التفكير واتخاذ المناسب.

منذ الصغر

وأشار سموه إلى أن إمارة الشارقة بمؤسساتها تعمل مع الفرد منذ صغره من خلال الحضانات التي تضم المعلمات المؤهلات علمياً ومهنياً للعناية بالطفل والنظام المتبع المجهز وفق أفضل الطرق الصحية والتربوية، حتى في منع الرضاعة غير الطبيعية، ما يسهم في تقديم الرعاية الصحيحة لهذا الطفل، وتعمل مراكز الأطفال وناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة على رعاية النشء وتطوير مهاراته العلمية والمعرفية والابداعية والشخصية، مستدلاً سموه بالعديد من المواقف التي أثبتت الانعكاس الإيجابي على المنتسبين لهذه المؤسسات من خلال الثقة بالنفس والانطلاق في مختلف المجالات بتميز وإبداع. وأوضح سموه أن جميع هذه المؤسسات تمت إعادة النظر فيها للبدء من جديد بشكل متطور ومتقدم، وبالاستفادة من تجربتها خلال السنوات الماضية.

العروبة والإسلام

وحول جهود سموه الثقافية في مختلف أقطار الوطن العربي، أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن هذا العمل يمثل لسموه جهاداً واجتهاداً، فالنظر إلى الهجمة الكبيرة يجعله يشتد ضراوة للعمل، حاملاً جناحي العروبة والإسلام بعمل واضح وصريح لا يوجد به ما هو مخبأ، مشيراً سموه إلى أن الرجوع الى الإيمان الصحيح هو الحل لمواجهة ما يحدث، ما يسهم في استقرار النفس واقتناعها والقدرة على إنتاج المعرفة والفكر الصحيح.وبيّن سموه أهمية المشاركات الثقافية في مختلف المعارض الدولية التي تشكل أداة للتواصل مع الثقافات الأجنبية والتحاور معها، ونقل المخزون الثقافي والأدبي والعلمي الرائد للأمة العربية والإسلامية. وحول التأثير الإعلامي أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن هنالك مشكلة في الوسائل الإعلامية سواء الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعة، وذلك بدخول المال عليها، فهنالك من يستخدم الوسيلة الإعلامية كغاية للمال، فيعرض ما هو غير صالح من أجل كسب المشاهدة والحصول على إعلانات تجارية.

دعم المبدعين

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة ضرورة دعم وتطوير الأدباء والكتاب والرسامين وغيرهم من المختصين في المجالات الثقافية، للوصول بالانتاج الثقافي الى مستوى عالٍ كماً وكيفاً، والوصول إلى اللب المركزي للعمل الثقافي والمشاركة في صنع القرار، مشيراً سموه الى أن المبادرات الثقافية التي تقوم بها إمارة الشارقة في أقطار الوطن العربي تعمل على إعادة الثقة ودعم المثقفين الذين انزووا لقلة الرعاية والاهتمام والتقدير.

وأوضح سموه خلال حديثه أن أهم ظواهر الثقافة التي توجد في بعض الدول الأوروبية مكوناتها الثقافية من يصرف عليها ليست الحكومات وإنما الجهات ذات الربح التي تخصص من دخلها جزءاً للمؤسسات الثقافية، وهذا أمر مهم ولكن التبرع والدعم في المجتمع يحتاج الى توجيه.