النعيمي والنمر والكمالي قدموا شهادات لسِيَر ثلاثية

الرواية الإماراتية الشابة.. غياب الكبار أضرّ بالشباب

تطرق المنتدون عبر جلستين رئيستين إلى أهمية النقد ودوره الرئيس في تطور المشهد الروائي عموماً. الامارات اليوم

المشهد النقدي جوهري ورئيسٌ في تطور الإبداع الروائي عموماً، وما يرتبط منه بإبداعات الروائيين الشباب في الإمارات خصوصاً، هذا ما أكدته فعاليات اليوم الثاني لملتقى رواية الشباب في الإمارات، الذي تستضيفه مؤسسة العويس الثقافية، للعام الثاني على التوالي، في مقرها بدبي.

الهاشمي: معايير صارمة

طالب الأديب، إبراهيم الهاشمي، مختلف الجهات المعنية بطباعة ونشر الروايات، بالنهوض بمسؤولياتها في ما يتعلق بوضع معايير صارمة على ما تتم إجازته للطباعة، مشيراً إلى أن الكثير من الجهات الرسمية متورط في هذه الظاهرة، فضلاً عن العديد من دور النشر الخاصة ذائعة الصيت، وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «العقد الأخير هو الأكثر انتشاراً لهذه الظاهرة، التي يجب أن تتوقف، بحيث لا يصل إلى القارئ سوى العمل الروائي الجدير بالفعل بذلك».

وتطرق المنتدون، عبر جلستين رئيستين، إلى أهمية النقد ودوره الرئيس في تطور المشهد الروائي عموماً، في حين فرض غياب الكبار، أو شيوخ الرواية، على حد تعبير الناقد سامح كعوش، حضوره بمثابة إشكالية تفاقم أزمة الرواية الإماراتية، بدلاً من أن يمهد الطريق أو حتى يفسحه للجيل الشاب.

وقدمت الدكتورة أمينة ذيبان قراءة نقدية حول رواية «في فمي ماء» للروائية ميسون صقر، فيما قدم سامح كعوش قراءة لرواية «حارس الشمس» لإيمان يوسف، عبر ورقة بعنوان «شباب الرواية، لا رواية الشباب»، وهو المعنى الذي أثار تساؤلات بعض الروائيين على وسائل التواصل الاجتماعي، في دلالته على عنوان الملتقى.

وبالإضافة إلى الجانب الأكاديمي والتطبيقي لفعاليات اليوم الثالث عبر جلستيه، اللتين أدارهما كل من عبدالله السبب والهنوف محمد، فقد اختتمت الفعاليات بشهادات اقتربت من مفهوم سرد سيرة أدبية ثلاثية مختزلة، لثلاث أسماء حققت حضوراً مميزاً في فضاء الرواية الإماراتية، عبر تجارب متباينة، هم: عبدالله النعيمي وفتحية النمر وريم الكمالي.

وحرصت الدكتورة أمينة ذيبان على استخدام مصطلح «الكتاب/‏‏الرواية» في الحديث عن «في فمي لؤلؤة»، مشيرة إلى أن السرد في المشهد العام عند ميسون القاسمي في رواية «في فمي لؤلؤة» ينقسم إلى ثلاثة مراتب، هي العينة البكر، الوحدة الثنائية أو التماثل في تدفق الرواية، فضلاً عن قراءة ضفة الماء أو التطاول بين ندرة الماء وندرة الوهج المرافق، وهو ما يؤشر إلى تطور إيقاع الرواية.

وقسمت ذيبان الكتاب الرواية إلى مغاصات لؤلؤ عدة، وهي ما تعرف مكانياً قديماً بـ«الهيرات»، قبل أن تقدم تفصيلاً بمميزات «الهيرات» المختلفة، حسب الدلالة التراثية للمصطلح.

وأشارت ذيبان، في تحليل قراءة الخطاب الروائي في «في فمي لؤلؤة»، إلى أن السرد في الرواية قائم على منحنيات ثلاثة تنفرج وتضيق ضمن مسميات متعددة ومواقف أو رؤى فكرية ذات منهج مخالف أو متعارف لما يمكن أن نسميه رواية الشباب، أو الرواية المعاصرة في العالم أو الخليج العربي، لا نختلف في سؤال الهوية أو الهويات في مضمون النص.

وذهبت ذيبان إلى أن «ثمة ارتجالاً لمعرفة سكون الحكاية أو تطورها، ضمن نسق البحث عن الدانة أو اللؤلؤة واسطة العقد، وهي نوع من الآلي المنتشرة في عمق الخليج العربي، يبقى النص في متاهة البحث عن الحقيقة اللؤلؤة الأخرى، وفكرة السرد التي تتوزع بين ثلاثة أعراف كتابية»

وتابعت: «ليس في حرث الكاتبة ما يغري بتوريث المهن، أو شدة القدرة على الترويج لأسطورة عقود اللؤلؤ ولكن يقف السرد في زمرة الهجاء لمنحى البيع التعسفي والتشقق في ثمرة الغوص، فهي أو معظمها ليست للسوق المحلية رغم وجود بعض الأسواق المحلية».

وبداأ سامح كعوش قراءته بتساؤلين رئيسين مشيراً إلى أن رواية «حارس الشمس» التي فازت بجائزة الإمارات للرواية، وأبدعتها الكاتبة، إيمان اليوسف، عبر أحداث تدور تفاصيلها في مدينة الموصل العراقية، أعادته إلى عالم البحث النقدي في السرد وبنيته، لا بالجمالية التي اتخذها مذهباً نقدياً في قراءاته النقدية للشعر والنثر على حد سواء، بل بالبنيوية والتفكيكية.

وأشار كعوش إلى أن الرواية استفزته لطرح تساؤلين في مشهد السرد الإماراتي، هما: أولاً لماذا يغيب كبار الروائيين الإماراتيين وشيوخ الرواية عن المشهد الإبداعي، باستثناء علي أبوالريش؟ بالإضافة إلى تساؤل حول غياب التجريب الروائي الإماراتي الشاب، متسائلاً: هل نحن بصدد ظاهرة شباب رواية أم رواية شباب؟

تويتر