قلعة ضاية.. إرث عريق وشاهدة على بطــولات أهلها

القلعة تعدّ جزءاً من تاريخ المنطقة الخليجية بأسرها ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين. الإمارات اليوم

على قمة جبل مرتفع في إمارة رأس الخيمة تقع «قلعة ضاية»، التي تعد من أقدم المعالم التاريخية الأثرية في المنطقة، وعلى الأرض تحيط بها العديد من بساتين أشجار النخيل والحمضيات والفواكه، فتكسبها منظراً خلاباً جعل منها وجهة سياحية تجتذب العديد من الزائرين والسياح من داخل الدولة وخارجها.

زيارة قلعة ضاية ليست بالأمر العسير، كل ما هناك هو السير عبر الطريق الذي يمتد من منطقة النخيل التجارية مروراً بمدينة الرمس ثم إلى قرية ضاية الواقعة على الطريق الرئيس، وقبل تجاوزها ترشده لوحة إلى الانعطاف يميناً ليواصل السير عبر طريق فرعي أسفلتي يؤدي إلى موقع القلعة في غضون أقل من خمس دقائق.

وبالنسبة لمن يرغب في صعود الجبل لقضاء وقت بين مكونات القلعة ورؤية مشاهد طبيعية خلابة لا يواجه مشقة في ذلك، إذ وفرت الجهات المعنية بالآثار في رأس الخيمة طريقاً على شكل سلم أسمنتي متدرج يربط بين الأرض وقمة الجبل، ويساعد على الصعود في أقل فترة زمنية ومن غير جهد بدني متعب.

من المؤكد أن متعة الزيارة إلى قلعة ضاية لا تكتمل إلا بالتواجد بين مكوناتها التي تعبر بصدق عن أصالة الماضي البعيد، ويُشتم من مبانيها العريقة عبق مسيرة تاريخية موغلة في القدم، ولا يقتصر الأمرعلى ذلك بل تتيح القلعة من خلال موقعها الجبلي المتميز لزائريها الاستمتاع بمشاهدة مناظر خلابة سهلية وجبلية وبحرية.

ووفقاً لما يقول الدكتور أحمد راشد القيشي، أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعة الشارقة، وأحد أبناء منطقة ضاية، فإن القلعة تعد جزءاً من تاريخ المنطقة الخليجية بأسرها، ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين، وقد بنيت لتكون مركزاً دفاعياً في مواجهة الغزاة الإنجليز الذين تمكنوا بعد معارك شرسة من السيطرة عليها وتدميرها ونسف أبراجها في عام 1819 للميلاد.

وبعد إعادة بنائها واجهت قلعة ضاية عبر تاريخها المديد الكثير من العوامل التي تسببت في الإضرار بها غير أنها خضعت لبعض مشروعات الصيانة والترميم بالمواد نفسها التي استخدمت في بنائها قبل ذلك، حرصاً على عدم الإخلال بتصميمها التراثي القديم.

ويسكن منطقة ضاية التي يرمز اسمها إلى «بركة الماء» أبناء قبيلة القيشي، التي يحتفظ التاريخ لها بسجل عامر بالإنجازات الوطنية والدفاع ببسالة عن قلعة ضاية في وجه الغزاة.

وتتألف قلعة ضاية من غرفة صغيرة وبها مجموعة فتحات محفورة في جدرانها لزوم التهوية وبداخلها سلم لمراقبة الغزاة، وقد بنيت من المكونات ذاتها المتوافرة في البيئة المحلية، أي من الصخور الجبلية، بينما السقف من سعف النخيل وخشب الصندل، ويحيط بالجبل سور يمتاز بسطح مستوٍ ويتكون من الصخور والحصى، وفي داخله برجان من الطوب والطين، ولعل ما يسترعي الانتباه في وسط السور رؤية كميات من الصخور تدل بشكل واضح على وجود مبانٍ مكملة للأبراج.

تويتر