معرض للفنان بهارات ثاكور في «دكتاك» بدبي

«تنفس الهدوء».. البدء بالبورتريه والانتهاء بالتجريد

صورة

بين لوحات البورتريه المخلصة تماماً للواقعية، واللوحات المجردة من الشكل، يوجد الفنان الهندي بهارات ثاكور حواراً يبدأ من صمت الوجوه وينتهي بصخب الطبيعة، في معرضه الذي أقيم أول من أمس في مسرح دبي الاجتماعي «دكتاك» في مول الإمارات، تحت عنوان «بين القمة والحوض.. تنفس الهدوء»، وافتتحه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المعرفة، فيما حضره مجموعة من نجمات وممثلات بوليوود، حيث تم الكشف عن بعض اللوحات المعروضة في المسرح وقبل الانتقال الى المعرض من قبل الشخصيات الحاضرة.

سيرة فنية

أقام الفنان بهارات ثاكور ثلاثة معارض فردية، قبل أن يقدم معرضه الأول في دبي. ويتميز الفنان الذي يعرض للمرة الأولى خارج الهند، بأعماله التي تحمل الكثير من الاختلاف الذي يصل حد التناقض، بالإضافة الى كونه بات يعرف برسوماته التي تحمل الكثير من الطاقة، والتي يعود سببها الى تدريسه اليوغا التي يمارسها باستمرار، ما يجعل علاقته باللون خاصة وكثيفة، ومميزة.

مشاهير

سبق الافتتاح الفعلي للمعرض الذي يضم 56 عملاً ويستمر حتى 26 يوليو، كلمات ألقيت خلال احتفال بسيط أقيم في مسرح «دكتاك» من قبل النجمات اللاتي تمت دعوتهن من بوليوود لحضور المعرض، وهن: سانجيتا بيجاني، شريا ساران، لورين غوتليب، سوارا بهاسكر، كريتي كاربندا. وقد قامت كل من النجمات بالكشف عن لوحة من لوحات المعرض خلال هذا اللقاء، ثم كان لكل منهن كلمة مختصرة عن أهمية الفن ودبي.

الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، تحدث في بداية الحدث عن أهمية الفن في خلق التبادل الثقافي والتواصل بين البلدان والناس، مشيراً الى أهمية التشجيع على هذا التواصل من خلال الفن، وذلك من أجل بناء الجسور التي تدمر الجدران التي تُبنى أحياناً بسبب جهل الناس ببعضهم بعضاً. ولفت الى أن الفن يتحدث كثيراً عن الناس وحياتهم وكيف يفكرون عوضاً عن الكتابة، ولاسيما أن الفنانين يعبرون عن أنفسهم من خلال رسم القضايا التي تهمهم، مشيداً بالعلاقة بين الإمارات والهند على جميع الأصعدة.

أما في المعرض فيبدأ الدكتور بهارات ثاكور بالرسم من البورتريه ثم ينقلنا الى التجريد، فيوجد جواً من السريالية المتجسدة في أعلى مستويات الواقعية، مقابل التجريد الذي يقدمه من العالم المحسوس وإنما بشكل صاخب.

الوجوه في اللوحات في قمة سكونها، فالهدوء الذي هي فيه يحيل النظر الى الاختلاف الواضح في التجريد القوي الحركة واللون. يوجد الفنان حالة خاصة من التأمل، سواء تلك التي تعرضها الوجوه التي نحدق بها لمعرفة ما إذا كانت متعبة أو حزينة، أو حتى التجريد المكون من طبقات اختزلت الكثير من الحالات العاطفية والتفاعلات مع البيئة المحيطة حتى خرجت بهذا الإطار. يجيد الفنان بين النوعين من الفن القول بأن القواعد لعبته مع اللون، فهو قادر على الالتزام بها الى أبعد الحدود مع البورتريه الذي يغرقه في تفاصيل دقيقة ومرسومة بعناية، بينما في الجانب الآخر نجده يكسر كل القيود حين يترك ريشته تجرد الطبيعة والمشاهد وتأتي بالشمس والموت والأرض والحياة على أشكال جديدة.

اليوغا التي يمارسها ثاكور تبدو واضحة في ألوانه التي تحمل من الهدوء والسكينة، ولاسيما الوجوه التي يقدمها، فهو يستوحي من الطبيعة كل أعماله، حتى الوجوه التي يرسمها نلتمس منها الانصهار في الطبيعة، وفي عملية مرور الوقت. القوة والحركة التي نجدها في الأعمال هي الإيقاع الحقيقي للوحات، حيث يمكن من خلالها استكشاف المعنى الحقيقي للتناغم. بينما يبقى للعناوين التي يختارها للوحاته حكاية أخرى، فهو يختار العنوان الذي يجعلك أمام قصة متكاملة في العمل الفني، ولربما هذا يعود الى الشعر الذي تمرس في كتابته، فنجد اللوحة قصيدة ملونة، تزداد سواداً حين يكون عنوانها «الموت»، بينما تصبح مفعمة بالحياة مع «موزاييك الأرض». لكن في المقابل نجده يختار ألوانه دون أن يكترث الى وجوده في مكانه، فيجرد الشمس بالأبيض والأسود، ويلون «البحر» بالأحمر، ليجعل لنفسه قصة خاصة مع اللون. الفنان ثاكور قال لـ«الإمارات اليوم»، «هناك فجوة بين الرسم الواقعي والتجريدي، فحين يرسم الفنان الواقعي يصبح قريباً جداً من الشيء الذي يرسمه، بينما مع التجريد تكون المسافة بعيدة، فالرسم الواقعي هو نقطة البدء للرسام الجيد، ولا يمكن للفنان أن يكون مميزاً في التجريد ما لم يبدأ منه». وأضاف ثاكور: «الأساسيات الأولى في الرسم ضرورية، وبعدها يمكن للمخيلة أن تعمل، وأنا أرسم يومياً، وأستطيع ان ارسم الوجه في دقائق، وهذا ما يمنح الرسام القدرة على رسم الطبقات في التجريد، والتعمق في اللوحة». ولفت الى أنه حين يعمل يطلق العنان لجنونه في العمل، لكنه لا يملك لوحة غير مخططة، فهو يضع عنوان اللوحة، ثم ينتقل بعدها الى اللون، أما التجريد فهو تجريد حقيقي للواقع، مشيراً إلى أنه يرسم الطبيعة دائماً، وذلك لأنه يرى أنه جزء من الطبيعة، حتى إنه حين يختار الوجوه التي يرسمها يختار الرجال الذين يطلقون اللحى الطويلة. وشدد على أن الحياة التي عاشها في الطبيعة، حيث نشأ من عمر أربع سنوات ولمدة 14 سنة في الكهوف والجبال، وتلقى بعدها تعليمه في سن الـ20 إلى أن وصل للدكتوراه، هي التي أثرت على أسلوبه في الرسم وفي تعاطيه مع اللون ومع الأشكال التي يقدمها.

تويتر