بعد مئات القصائد المسموعة والمغناة يوقّع ديوانه الأول «هلوسات 2020»

علي الخوار: عرفت طريقي إلى «المطبوع»

صورة

كشف الشاعر الإماراتي علي الخوار، عن دخوله ساحة الدواوين المطبوعة، لأول مرة بإصدار ديوانه الأول، الذي يجمع بانوراما من أشعاره غير المنشورة، أو المغناة من قبل، عبر ديوان أطلق عليه «هلوسات 2020».

نصيحة

بحس ساخر وتحت عنوان «نصيحة الشيف»، قدّم علي الخوار نصيحة إلى قارئ ديوانه الأول «هلوسات 2020»، بعدم الاكتفاء بقراءة واحدة، واللجوء حتماً إلى قراءة ثانية، قد لا تكون الأخيرة بالضرورة.

وقال: «أبيت إلا أن أكون صادقاً مع القارئ في ديواني المطبوع الأول، فكثير من محتوى الديوان مصبوغ بذاتيتي، وقد شبهت مدى اللبس الذي قد يقع جراء الانطباع الأول، والتأثر المباشر فقط بالمعنى، بتأثير (الكركم) على وجبة البرياني الشعبية، إذ يصبغ كل مكونات الوجبة بلون أحادي، في حين لا ينسحب ذلك على مذاق تلك المكونات بالضرورة. هي هلوسات تحتمل أكثر من طعم، وتحتاج من ثم إلى أكثر من قراءة».

مسموع ومكتوب

نفى علي الخوار، الملقب بشاعر الوطن، أن يجذبه فضاء الدواوين المكتوبة، ويشغله عما اشتهر به من قصائد مسموعة، يلقيها بصوته، فضلاً عن الجانب الغنائي في نتاجه، الذي جعله أحد أكثر الشعراء الذين تغنوا بالوطن في أعمال غنائية، لاقت انتشاراً واسعاً في الإذاعات والقنوات الفضائية المحلية.

وأضاف: «هذا المشروع الجديد بالاتجاه نحو المطبوع خرج بالأساس من رحم شركة الخوار للإنتاج الفني، لذلك لن ينافس المطبوع نظيره المسموع والمغنى، بل سيوازيه».


40 %

من محتوى «هلوسات 2020» شعر اجتماعي، والنسبة نفسها للشعر العاطفي، ويأخذ الوطني 10% من أعمال الديوان، ومثلها الديني والإنساني.

وقال الخوار لـ«الإمارات اليوم»: «لأول مرة أنتظر يوم السبت من بين أيام الأسبوع السبعة بهذا الشغف، وهو اليوم الذي سيشهد توقيعي الديوان في معرض أبوظبي للكتاب، لأخوض خطوة طالما تم تأجيلها في مسيرتي لمصلحة المسموع والمغنى».

وأضاف الخوار، الذي لم تخف حماسته في نبرته: «عرفت طريقي إلى المطبوع، ومهما كانت ردة الفعل تجاه (هلوسات 2020) فلا أعتقد أن عزيمتي ستفتر تجاه مواصلة السير في هذا الاتجاه».

وكشف الخوار لـ«الإمارات اليوم» عن إعداده ديواناً مطبوعاً جديداً لتوقيعه بالتزامن مع الدورة المقبلة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، مضيفاً: «سيكون الديوان المقبل وطنياً، لاسيما أنني مشغول الآن بالفعل بمواصلة الإعداد لقصائد مرتبطة بالذكرى الـ46 لليوم الوطني».

وتابع: «معرضا الكتب الرئيسان في الإمارات، وأعني بهما أبوظبي والشارقة للكتاب، مظلة عالمية تبقى الأنسب لأن تشكل حالة فرح حقيقية في الاحتفاء بكل نتاج فكري وثقافي وأدبي، لذلك أشرف بأن يكون توقيع الديوانين بين هذا المعرض وذاك».

وحول اسم ديوان «هلوسات» ومحتواه، قال الخوار: «قصدت تماماً ما أعنيه بـ(هلوسات)، فأنا أخرج في هذا الديوان من غرض شعري إلى آخر، دون قيود، ودونما إشارة مسبقة، ومعظمها مقاطع تعبر عن حالات ومشاعر وانفعالات وتأملات، ربما يرى المتلقي للوهلة الأولى أنه لا رابط موضوعياً بينها، لكن القراءة الثانية للمحتوى حتماً ستكون الأصوب، وستجلي الكثير مما قد تستره القراءة المتعجلة».

واستطرد الشاعر الإماراتي: «بلغة الأرقام التي تعشقها الصحافة، فإن 40% من مضمون (هلوسات) شعر اجتماعي، والنسبة نفسها تقريباً عاطفي، ويأخذ الوطني ما مجموعه 10% من أعمال الديوان، وأيضاً مثلها الديني والإنساني».

وقال إن «معظم الشعراء يهلوسون، لكني الشاعر الأول الذي يعترف بهلوسته خطياً»، مشيراً إلى أنه اختار لديوانه هذا العنوان ليُخرج مصطلح «الهلوسة» من دائرة المصحات الطبية، وتعاطي الممنوعات إلى حيّز أكثر جمالاً وإنسانية، معتبراً أن كلاً منا يهلوس بطريقة أو بأخرى.

وفي ما يتعلق بأسلوبه في ديوانه الأول، أشار إلى أن معظم ما يضمه مقطوعات شعرية: «لمن يظن أن المقطوعة مجرد فضفضة عابرة، أقول إنه في كثير من الأحيان تبقى ولادتها وإتمامها أكثر صعوبة من القصيدة المطولة، نظراً للحاجة الماسة إلى التكثيف والاختزال»، منوهاً بأن المقطوعات ربما تكون أكثر مناسبة لروح العصر، وخيارات المتلقي الشاب.

واعتبر الخوار إصداره الأول أميل في حسه وطبيعته إلى صفة «التمرد»، مضيفاً أن «هلوسات 2020 ديوان متمرد على الدواوين الشعرية، ويتضمن أكثر من 200 مقطع شعري، أغلبها قصيرة مكثفة، ترافقها صور تعبيرية وعناوين مشاغبة، تحاكي في تركيبها الفني عنوان الديوان، إذ يُحلّق كل منها في اتجاهه الخاص، إلا أنها تشكل مجتمعة جوهر الفكرة المقصودة، وتتنوع مقاطع الديوان بين الغزلي والوطني والديني والاجتماعي الجاد والساخر».

وذكر الخوار أنه أهدى الديوان إلى ثلاثة أصدقاء يرى أنه لولا جهودهم لما رأى «هلوسات» النور، هم الشاعر علي السبعان الذي أسهم في جمع وتنقيح المادة الشعرية مع الشاعر، والمخرج علاء

فياض الذي وضع لمساته الإخراجية على الديوان، والناشر حسن الزعابي مؤسس الدار الإماراتية «مداد للنشر» التي تبنت الإصدار.

تويتر