أطلقتها «أبوظبي للسياحة والثقافة» في ذكرى رحيله الخامسة

5 مبادرات للاحتفاء بـ «أحمد راشد ثاني الذي لم يعبر»

في ذكرى رحيله الخامسة؛ أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن خمس مبادرات احتفاء بالشاعر والباحث والكاتب الراحل أحمد راشد ثاني، الذي رحل في 20 فبراير 2012، وذلك ضمن ملتقى إعلامي أقيم صباح أمس، تحت عنوان «أحمد راشد ثاني.. الذي لم يعبر»، في مركز أبوظبي الثقافي والمعرفي التابع لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة في أبوظبي، بمشاركة أفراد أسرته وعدد كبير من الشعراء والمثقفين الذين حرصوا على الحضور والمشاركة بكلمات وقصائد مهداة للراحل. كما تضمن الملتقى الذي يمثل افتتاحية لسلسلة المبادرات الخاصة بالراحل، عرض لقاء تلفزيوني نادر تم تسجيله مع الراحل قبل أكثر من 10 سنوات في ضيافة الإعلامية الدكتورة بروين حبيب، بالإضافة إلى معرض مصغر ضم بعضاً من مقتنياته ومكتبته وصور ضوئية عن مقالات قديمة له في الصحف المحلية.

وكشف الكاتب والإعلامي سعيد حمدان عن جانب من جهود إحياء إرث الأديب الراحل الأدبي؛ منها تشكيل «دار الكتب» التابعة للهيئة لجنةً من المتخصصين لجمع وتوثيق المنجز الأدبي للراحل، يرأسها الكاتب علي أبوالريش الذي تعذر حضوره الملتقى لمرضه، وضمت في عضويتها ممثلين عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والمؤسسات الثقافية التي نشرت مؤلفاته، وأفراداً من أسرته، وبعضاً من زملائه الذين عملوا معه، وتهدف اللجنة ومبادراتها إلى تسليط الضوء على المنجز الإبداعي للأديب الراحل، وجمع أعماله وإعادة إصدار بعضها ونشر ما لم ينشر منها، وأرشفة وثائقه الخاصة لعرضها على الجمهور، بما يليق بتجربته الأدبية وما قدم من أعمال تعد نماذج ملهمة للعديد من الأدباء والشعراء الإماراتيين والعرب، إضافة إلى كونها إبداعات فكرية تضاف إلى مكتبة الحضارة الإنسانية. بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي بأهمية إعادة إحياء الموروث الثقافي الإماراتي والمحافظة عليه، وتقديمه للأجيال الجديدة بصورة عصرية تشجّع على قراءته والتعرف إليه.

ومن المبادرات التي أسفرت عنها اجتماعات اللجنة أيضاً؛ بحسب ما أوضحه سعيد حمدان، إقامة جناح خاص بمؤلفات أحمد راشد ثاني المنشورة، والكتب التي تحدثت عنه، والكتب الجديدة التي ستطبع لأول مرة في معرض أبوظبي للكتاب المزمع إقامته خلال الفترة من 26 أبريل إلى 2 مايو المقبل، بالإضافة إلى تخصيص مساحة من الجناح لعرض مقتنياته الشخصية وكتبه الخاصة وصورٍ شخصية له ووثائق بخط يده. أما المبادرة الثالثة فتجسد جانباً آخر من إبداعات أحمد راشد ثاني، إذ سيتم إعداد مسرحية من وحي أشعار الراحل العامية، ويشرف على كتابة النص وتنفيذه مسرحياً الفنان والكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله، رئيس جمعية المسرحيين الإماراتية، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح، وهو الذي أخرج أول مسرحية لأحمد راشد ثاني خلال الدراسة الجامعية، وكانت بعنوان «الأرض بتتكلّم أوردو». وتتمثل المبادرة الرابعة في تنظيم ندوة وأمسية شعرية في نوفمبر 2017، وتتمحور حول مسيرة الشاعر الأدبية ومناقشة الجوانب المميزة لشعره، وسيتم إلقاء بعض قصائده الشعرية. في حين سيتم تنشيط المبادرة الخامسة على مدار عام 2017 لنشر مجموعة من مؤلفات أحمد راشد ثاني التي لم تر النور، وذلك ضمن إصدارات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، من بينها الجزء الرابع من «السرد الشفاهي»، ورواية من تأليفه بعنوان «بيت عوشانة»، وكتاب «بين المشافهة والكتابة»، وأعماله المسرحية الكاملة، بالإضافة إلى إصدار كتاب حول أحمد راشد ثاني.. الإنسان والكاتب والشاعر والمسرحي، يتضمن شهادات ممن عاصروه من الكتاب والشعراء والأصدقاء والأهل.

وشهد الملتقى الذي قدمته الشاعرة زينب عامر مشاركة عدد كبير من المثقفين بكلمات تأبينية للراحل؛ بدأها المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة عبدالله ماجد آل علي، أشار فيها إلى تنوع إبداع أحمد راشد ثاني رغم رحلته القصيرة بمقياس الزمن منذ ولاته في خورفكان عام 1962، وحتى وفاته عام 2012، ولكنها كانت مليئة بالإبداع الشعري والمسرحي والتراثي، ما جعل منه واحداً من أهم مبدعي الخليج العربي، مضيفاً: «وجدنا في دار الكتب أن من واجبنا العمل على جمع وإحياء هذا النتاج وتقديمه بشكل لائق ليكون منارة للأجيال المقبلة، ويأتي احتفالانا هذا في سياق رد الجميل لهذا المبدع»، معرباً عن أمله في ان تشهد الفترة المقبلة إطلاق سلسلة من المبادرات للاحتفاء بمبدعين آخرين من أدباء وشعراء وفنانين إماراتيين راحلين وأحياء.

وقال الكاتب والشاعر سامر أبوهواش، إن أحمد راشد ثاني لم يكن عابراً، وبعد رحيله لم يعبر، فمازال بيننا ومازال نصه حاضراً بيننا، كما قام بإلقاء نص تحية له.

كما استعادت الإعلامية بروين حبيب ذكريات اللقاء الذي جمعها به على الهواء مباشرة في برنامجها «صواري»، مشيرة إلى ما كان يتميز به من بساطة وتواضع، إلى جانب تميز أشعاره.

منذ عام 1981

تحدث الشاعر والباحث خالد البدور عن بداية معرفته بالراحل عام 1981 من خلال أمسية شعرية أقيمت في الشارقة، وشارك فيها وعمره لم يكن يتجاوز الـ20، وقدم فيها قصائد عامية بدت مختلفة عن السائد، ثم علاقتهما خلال الدراسة في جامعة الإمارات، حيث قام أحمد راشد بتشكيل فرقة مسرحية قدمت عدداً من المسرحيات، مشيراً إلى أن الراحل كان لديه هوس شديد بالشعر والكتابة والكتاب. كما قدم نصاً مهدى لروح الفقيد.

وهج الأسئلة

تحدثت الشاعرة ميرة القاسم التي كانت صديقة قريبة لأحمد راشد وأسرته، مشيرة إلى أنه لم يكن بالنسبة لها مجرد مبدع التقته في محيط حياتها، لكنه جسد ولايزال، فكرة الإنسان المحمل بوهج الأسئلة، وأضافت: «ها أنت ترفع قبعتك للموت سريعاً، تاركاً لنا حياة مريرة كالوردة، بنوارسها وجبالها ونخلها وبحرها، متجاوزاً التفاصيل والمكان، هكذا وهبتنا نورانية السرد وانفتاح المدى لبانوراما في فضاء الثقافة الشعبية والحكايا والشعر، تماماً كأنك فينا».

30 صندوقاً

 

أوضح الكاتب سعيد حمدان أن منهجية علم اللجنة اعتمدت على حصر جميع مؤلفات الراحل، والتواصل مع مختلف الجهات الثقافية التي كان الراحل يعمل بها، وجمع كل الوثائق والمخطوطات الخاصة به وتجهيز معظم مؤلفاته من أجل إعادة طباعتها ونشر الأعمال غير المنشورة، بالإضافة إلى البحث الميداني عن مقتنيات الشاعر وبعض من القصاصات المكتوبة بخط يده، وذلك في 30 صندوقاً كان الراحل قد خلفها في مكتبته.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر