الأمين العام أكد استقلالية لجنة اختيار العروض.. وصاحب «تحولات» يُعاتب أدواته

المسرح الإماراتي.. أبرز الغائبــين عن خشبات «وهران»

صورة

ما يقارب من 16 عرضاً من مختلف الدول العربية، استوعبها مهرجان المسرح العربي، ما بين عروض في المسابقة الرسمية، وأخرى على هامشه، بخلاف عروض أخرى، تضمنتها برامج مختلفة، لتصل جملة العروض المحتفى بها الى نحو 40 عرضاً مختلفاً، ليس من بينها عرض إماراتي.

إسماعيل عبدالله: لا وصاية على اختيار العروض

أكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، استقلالية قرارات اللجنة المسؤولة عن اختيار العروض ودقة عملها، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»: «لا توجد أي وصاية على قرارات لجنة الاختيار التي عملت بكامل الأريحية، واحترمنا بشكل مطلق في مجلس الأمناء خياراتها، دون أي تدخل».

وأضاف عبدالله: «ما دمنا في فضاء الفنون، خصوصاً أبوالفنون، وهو المسرح، فإننا يجب علينا أن نقبل تباين الآراء واختلافها، وهي ظاهرة صحية، وموجودة في كل المهرجانات العالمية وأعرقها».

في السياق ذاته وعد عبدالله بإدخال تعديلات جوهرية في عناصر وآلية عمل لجان الاختيار، على نحو يضمن تلافي بعض السلبيات التي وقعت في الدورة الأخيرة من مهرجان المسرح العربي.


توصية

فاجأت لجنة التحكيم في توصياتها الختامية بطلب وجود عرض إماراتي في كافة دورات المهرجان، حتى في حال استبعاد لجان الاختيار المختلفة له، لافتة الى أن الدولة الراعية الداعمة والمحتضنة لمهرجان المسرح العربي، وهي الإمارات، ممثلة في الدعم والرعاية التي يقدماها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، يجب أن تكون حاضرة بشكل دائم على خشباته.

هذه الحقيقة كانت بمثابة الصدمة، ليس للمسرحيين الإماراتيين الذين تابعوا فعاليات مهرجان المسرح العربي فقط، بل أيضاً في ما يتعلق بالمسرحيين العرب والخليجيين، الذين عكست دهشتهم، توصيات لجنة التحكيم لتطالب بشكل رسمي بوجود عرض أو عروض إماراتية، في مختلف دورات المهرجان.

واستبق حالة التساؤل عن سر غياب العرض الإماراتي تماماً، التي تحولت الى علامة استفهام حاضرة في كواليسه، المسرحيون الإماراتيون الذين لم يكونوا مطلعين على جدول عروض المهرجان، وفوجئوا بغياب العمل الفائز بجائزة أفضل عمل متكامل، والعديد من جوائز، مهرجان أيام الشارقة المسرحية «تحولات حالات الأحياء والأشياء» لمخرجه محمد العامري، فضلاً عن أي عروض إماراتية أخرى.

وقال الفنان حسن رجب لـ«الإمارات اليوم»: «لا نتدخل في اختصاصات لجنة اختيار العروض، ولكن هل جميع العروض الموجودة في المسابقة الرسمية، افضل من جميع العروض الإماراتية التي تم انتاجها عام 2016، بما فيها جميع أعمال مهرجان ايام الشارقة المسرحية؟».

وأضاف رجب: «حتى لو سلمنا بهذه الفرضية، فإن التواجد على هامش عروض المسابقة الرسمية، كان من الممكن أن يبقى خياراً، فالكثير من جمهور المهرجان، خصوصاً أشقاءنا وزملاءنا المسرحيين الخليجيين والعرب، تواقون لمتابعة عرض آتٍ من الإمارات، في ظل الاهتمام الرسمي والإعلامي الإماراتي المواكب للمهرجان».

الفنان إبراهيم سالم ايضاً رأى أن غياب العرض الإماراتي يتنافى مع حقيقة أنه مطلوب بشدة خليجياً وعربياً، مضيفاً: «ازدهار المسرح الإماراتي ليس بخافٍ على متابع، والكثير من الدول العربية والخليجية ترى في النشاط المسرحي الإماراتي قدوة تحتذى، لذلك جاء غياب العروض الإماراتية عن (المسرح العربي) بمثابة صدمة، وكان من الممكن اعتماد أحد العروض المتميزة للمشاركة على هامش المسابقة الرسمية، لاستدراك الأمر».

هذا أيضاً ما ذهب إليه الفنان أحمد الجسمي، الذي اقترح مناقشة أسباب غياب العرض الإماراتي بـ«هدوء»، ودون فرض سيناريوهات مسبقة، مؤكداً أن المشاركة الخارجية تبقى إحدى النوافذ المهمة لتطوير الأداء من جهة، والتعريف بالمستوى الفني الجيد الذي تتمتع به العروض الإماراتية عموماً من جهة أخرى.

وأضاف الجسمي: «شاهدنا عروضاً من دول عربية عدة، ما كنا لنتابع أعمالها لولا مظلة مهرجان (المسرح العربي)، وبالتأكيد نحن كفنانين إماراتيين كنا نتمنى أن يكون هناك عرض إماراتي قوي يبقى بمثابة الممثل الفني الحي على خشبات (وهران)، التي تابعها جمهور غفير طوال أيام المهرجان».

صاحب العرض الفائز بجائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان أيام الشارقة المسرحية محمد العامري أبدى تفهمه لاستبعاد عمله من المشاركة قائلاً لـ«الإمارات اليوم»: «أنظر بإيجابية لقرارات لجان الاختيار والتحكيم المختلفة، وحينما لا يصادفني توفيق، على النحو الذي لامسته باستبعاد (تحولات) أرى أن اللوم الوحيد الذي يجب أن يوجه هو لومي لنفسي لأنني لم أجتهد بالشكل المطلوب والكافي للإقناع بالعرض».

وأضاف: «عدم وجود عرض إماراتي خلال دورة المهرجان الحالية تأكيد على حقيقة النزاهة والشفافية التي يمارسها الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله، بعدم التدخل في قرارات لجنة الاختيار، وهذا مسلك يُحسب له بكل تأكيد».

وأضاف: «ربما كانت هناك أخطاء في أسلوب تسجيل النسخة المصورة للعرض، أو أن فكرته لم تصل الى لجنة الاختيار، فلست من هواة اثارة الضجيج باستبعاد عرضي، لأن ذلك لا يصب في صالح المهرجان الأهم والأكبر عربياً». وأشاد العامري بتأكيد اسماعيل عبدالله تعديل آلية اختيار العروض في الدورة المقبلة، وإدخال تعديلات جوهرية على عناصرها.

تويتر