«تجاوزات العرض العراقي لن تتكرر»

إسماعيل عبدالله: «الفني» لا ينفصل عن «الأخلاقي»

صورة

أثلج الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله، قلوب عشاق ومتابعي «أبوالفنون» العربي، الذين قابلوا العرض العراقي «يا رب» بغضب شديد، نظراً لتضمنه تطاولاً مباشراً على المقدسات، وأكد لـ«الإمارات اليوم» في أول تصريح رسمي له بهذا الصدد، رفض الهيئة العربية للمسرح وتصديها لأي تجاوزات غير مقبولة تتضمنها العروض.

وقال عبدالله: «لا يمكن استيعاب مشاركة عمل يتضمن تجاوزات غير مقبولة، وتجاوزاً للخطوط الحمراء»، مؤكداً أن «الفني» لا ينفصل عن «الأخلاقي»، و«جماليات العروض ليست تكويناً مستقلاً عن سلامة وصحة المحتوى».

وأقرّ الأمين العام للهيئة بأن أخطاء جسيمة ارتكبتها بعض لجان اختيار العروض، سيتم تداركها، متعهداً بعدم تكرار سيناريو العمل العراقي، الذي حمل عنوان «يا رب» على خشبات دورات مهرجان المسرح العربي، وجاء مثقلاً بالتجاوزات على المقدسات.

المحطة الأخيرة

شهد مساء أول من أمس، عرض آخر الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي، وهي المسرحية الكويتية «القلعة»، تأليف عبد الأمير شمخي، وإخراج علي الحسيني، وتمثيل كل من أحمد السلمان وفيصل العمري، في حين سبقها عرض مصري على هامش العروض الرئيسة هو «طالزومبي.. والوصايا العشر».

وعبر رحلة جمعت ثنائي العرض الكويتي، وضع مخرج العمل الجمهور في أجواء تحيل إلى عذابات ضمير جنرال حرب سابق، يقوده مسيره إلى الانحراف بسيارته إلى جهة المقابر، ليستدعي حالات القتل والتدمير والإعدام الجماعي التي كان يمارسها، لتلاحقه هواجس وشخوص ضحاياه، قبل أن يلحق بمصيرهم نفسه، ضمن فعل درامي استعان بشكل لافت بجماليات السينوغرافيا، خصوصاً ما يتعلق بتوظيف الإضاءة.

وتعهد الأمين العام بمراجعة أداء لجنة الانتقاء المكلفة اختيار العروض المشاركة، في إطار استراتيجية واضحة هدفها «خدمة المسرح العربي وتطويره»، موضحاً أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل وجهود أكثر تكثيفاً «ولو أننا سنعتمد على تراكمات ما تم تجسيده في دورة الجزائر وما قبلها».

وأكد عبدالله استقلالية لجنة انتقاء العروض المسرحية، وتوفير هيئته مناخ الشفافية والنزاهة لها أثناء استقبالها طلبات المشاركين في المنافسة العربية، معتبراً أن كل عرض مشارك حصل على تأشيرة العبور من هيئة المُحكّمين المكونة من متخصصين في المجال.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي دعت إليه «الهيئة»، لاستعراض منجزات الدورة التاسعة.

وأثنى عبدالله بشكل خاص على الدعم الكبير الذي قدمته الجزائر للمسرح العربي باستضافتها هذه الدورة، مضيفاً «من يراهن على الجزائر لا يخسر أبداً».

وتابع: «جئنا إلى الجزائر، وحلمنا التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، فإذا بالجزائر تورطنا وتفرش لنا وروداً وتمنحنا خطوات لم نكن نحلم بها»، ما ساهم بشكل فعال في إنجاح الدورة التاسعة، لتصبح بالفعل نموذجاً نعتمده لضمان نجاحات الدورات المقبلة، مؤكداً أن نجاح هذه الفعالية سيُمكّن من تجديد رؤية الهيئة لتنظيم الدورات اللاحقة، بعد الأخذ بالملاحظات والمعاينات المسجلة خلال دورة، حملت اسم شهيد المسرح الجزائري «عزالدين مجوبي»، الذي اغتالته يد الإرهاب على بُعد أمتار قليلة من المسرح الذي أفنى فيه حياته وزخر بعطائه.

واعتبر عبدالله أن حالة الالتفاف الشعبي والجماهيري التي صادفتها العروض، تعد من أبرز نجاحات المهرجان، مضيفاً «هذا الالتفاف سيجعل من هذه الدورة، واحدة من الدورات التي حفرت لنفسها موقعاً لا يمحا من الذاكرة، وسجلات دورات المهرجان المشرفة».

وأكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أنه «بالأرقام والإحصاءات الدقيقة فنحن بصدد الدورة الأضخم».

ونفى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وجود أي اتجاه إقصائي أو إقصاء دول بعينها من المشاركة في المهرجان بعد تسجيل غياب بلدان عربية عن الفعالية في دوراتها المختلفة، وأضاف أنه تم الاحتكام إلى ترشيح الأعمال الفنية بموضوعية وشفافية، ولم يتم اعتماد الدول كمرجعية للمهرجان.

تويتر