«المسرح العربي» يُسدل ستار دورته التاسعة اليوم

«الخلطة السحرية» المصرية.. تُسعد جمهور وهران

«الخلطة السحرية للسعادة».. دراما مصرية غلّفتها الكوميديا على خشبة «المسرح العربي». الإمارات اليوم

تصل الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، التي تستضيفها الجزائر، مساء اليوم، إلى محطتها الأخيرة بحفل الختام، وإعلان هوية العمل الفائز بجائزة أفضل عمل متكامل، وهو ما يخوله بشكل تلقائي، لانتزاع جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عمل مسرحي.

وبعد دورة هي الأطول مقارنة بدورات المهرجان السابقة، والأكثر زخماً في تنوع فعالياتها، تصبح الهيئة العربية للمسرح، قد تجاوزت بالفعل مرور عقد كامل على تأسيسها، الذي استبق إطلاق المهرجان بعام، بقرار من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

حسن رجب: «المسرح يجمعنا»

«لا شيء أكثر من المسرح يمكن أن يجمعنا»، هكذا يرى الفنان الإماراتي حسن رجب، الذي أشار إلى أن مهرجان المسرح العربي وطّد موقعه هذا العام، باعتباره المظلة الأكثر استيعاباً للفنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي.

وأضاف رجب، الذي يظهر في الكادر متوسطاً صديقيه الفنان الإماراتي علاء النعيمي «يمين»، والفنان القطري محمد عبدالرضا: «مرّ وقت طويل دون أن أقابلهما، والآن التقط معهما صورة ليس في الإمارات أو قطر، بل في الجزائر، لأن المسرح يجمعنا أينما كان».


برد.. وليست «موضة»

ردّ الفنان أحمد الجسمي على تعليق مداعب للأمين العام للهيئة العربية للمسرح، صديقه الفنان إسماعيل عبدالله، في كواليس المهرجان، معقباً على إعجابه بطلّته المتجددة بالجزائر: «هي دواعي البرد، ولست من هواة الموضة».

وبسبب أعماله المتنوعة في الدراما التلفزيونية، يعد الفنان أحمد الجسمي أحد أكثر الفنانين الإماراتيين الذين وجدوا اهتماماً خاصاً بإجراء مقابلات إعلامية، خصوصاً من قبل قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية جزائرية.

ورغم موجة الطقس البارد كان المسرح أكثر دفئاً في مدينة وهران الساحلية بالجزائر، الليلة قبل الماضية، عبر عرض مسرحية «الخلطة السحرية للسعادة»، على خشبة الشهيد عبدالقادر علولة، ضمن العروض المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، فيما استبقتها مسرحية «الخريف» العراقية ضمن العروض غير المشاركة في المسابقة.

ومع برودة الأجواء خرج جمهور مسرح «علولة» في «حالة دفء» بعد متابعة العرض المصري، الذي جاء محملاً بشهادة الفنان سامح الصريطي، الذي خاطب أسرة المسرحية قائلاً: «لو أتيح لكم عرض العمل خارج مصر، سيعرف الجمهور العربي بأن المسرح المصري قد عاد مرة أخرى».

«الخلطة السحرية للسعادة» من تأليف وإخراج شادي الدالي، وتمثيل محمد حفظي، وفاطمة محمد علي، وفهد إبراهيم، وأسماء أبواليزيد. وعلى عكس العرض التونسي المشارك في المسابقة الرسمية «ثورة دونكيشوت»، جاء العمل المصري، بعيداً عن الإسقاط على الواقع السياسي، بل سعى إلى طرح رؤى فلسفية عن سؤال يتم طرحه بصيغ مختلفة، على لسان الشخصية المحورية في العمل، كيف أحقق السعادة؟ وذلك من خلال رؤى شخصيات متباينة، تشترك جميعها في حالة العجز في الوصول إلى شعور السعادة.

وعبر سينوغرافيا بسيطة، منحت فضاء جيداً لحركة الممثلين، والتحامهم مع الفعل الدرامي، خصوصاً في ما يتعلق بالديكور، طرح العمل أسئلة، ولم يُعنَ بالإجابات عنها بشكل مباشر، فالسعادة ليست في المال، لمن يفتقده، وليست في الوصول الى وظيفة مرموقة للعاطل عن العمل، أو الظفر بالزوج الأنسب، لمن تخشى ألا تلحق بقطار الزواج، كما أنها شعور لن تحققه الكثير من العوامل الخارجية، لأن السعادة حسب الرؤية التي يقود اليها العمل شعور داخلي بالأساس، لن يكون إلا عبر قناعة ذاتية راسخة.

إشكالية القيم الاستهلاكية المتغيرة، هي أحد منغصات السعادة، التي يفاجئنا العمل في مشهده الأخير بأنها «حلم»، تماماً كما كل أحداثها التي تبين أنها محطات في تفاصيل حلم، لشخص قبل أن يستيقظ ويعود الى الواقع.

وحفلت «الخلطة السحرية للسعادة» بالاستعراضات الغنائية والراقصة، كما حفلت أيضاً بالكوميديا اللفظية، التي أثارت ضحك الجمهور، على الرغم من أن بعضاً منها بدا مقحماً، وساعياً الى استثمار خفة الظل، التي اشتهرت بها الخشبة المصرية خصوصاً، ولكن تعمّد الزج بها، جعل العمل يقترب في بعض مشاهده من صيغة المسرح التجاري.

تويتر