محمد البادي يستدعي الحكايات المختزنة في «فرسان وعشاق»

في روايته «فرسان وعشاق»، الصادرة عن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، يستدعي الكاتب الإماراتي محمد البادي الحكايات المختزنة من عهد الطفولة، ليعيد إنتاجها من جديد وفق عناصر أدبية وتفاصيل واقعية من أجل استكمال الحبكة الدرامية ضمن إطار روائي محكم بلغة شاعرية.

تقع «فرسان وعشاق» في 18 فصلاً، يحشد فيها المؤلف تسجيلاً لبعض من الحكايات الشعبية التي كان يسمعها في زمن الطفولة من خالته البارعة في القص وهي تمثل بصوتها الأحداث والشخصيات، في أجواء تشكل مسرحاً حقيقياً ملهماً، على ضوء القمر والظلال والخيالات التي تتراءى على الأرض الصحراوية العارية، والنجوم التي تزين السماء الصافية في الليالي الصيفية، وصوت صراصير الليل في الجوار، ما كان يضفي نوعاً من الواقعية على قصص الهوام والمخلوقات الأسطورية. ولا يخفي المؤلف حنينه للماضي ولعهد الطفولة التي تشكلت فيها أولى الخيالات نتيجة تلك الحكايات المسائية.

لا تخلو الرواية من الفنتازيا التاريخية، إذ تدور الأحداث في البيئة المحلية في الماضي، وقبل عصر الاتحاد واكتشاف النفط حين كانت التجمعات السكانية متباعدة، القرى الصغيرة تكاد تكون نائية هنا وهناك، ومضارب البدو بين الجبال وفي الصحاري وبضعة محاضر في الواحات المتباعدة، أما المدن فلم يكن لها حضور في الرواية إلا عندما يتوجه البطل هو ورفاقه إلى مدينة السلام، التي تمثل مدينة الخير، وحيث يجد البطل فيها حبه الضائع، بعد أن فرقهما الزمن.

وقال محمد البادي إن «هناك دوماً حنيناً في النفس لتلك الليالي المقمرة في عهد مبكر من عمر الطفولة، حين كنا نتحلق حول الخالة العزيزة كل ليلة، لنصغي بكل جوارحنا الصغيرة لمغامرة جديدة من قصص الفرسان والعشاق، كان ذلك زادنا اليومي، بل كانت تلك الحكايات أهم من تناول العشاء، لم تفتنا ليلة واحدة من غير حكاية، لم نكن نخلد للنوم قبل أن نستمتع بتلك الحكايات، كأنها تهويدة ما قبل النوم».

يشار إلى أن محمد البادي كاتب وممثل إماراتي، قدم عدداً من الأعمال التلفزيونية الدرامية المحلية، كما شارك في عدد من الأعمال الدرامية الإذاعية والمسرح، وفي أعمال سينمائية محلية وعربية. ويشغل نائب رئيس مجلس إدارة مسرح العين وأمين الصندوق، وله إسهامات عدة في الحفاظ على الموروث وترسيخه في الأجيال الجديدة.

 

تويتر