ثمنَّ ما يقدّمه المهرجان من تسهيلات ومنصات عرض

مُشارِكات في «الظفرة» يصنعن التراث بأيديهن

صورة

يتميز سوق الظفرة التراثي في مهرجان الظفرة بمحاله الجديدة المشيدة بشكل نظامي أنيق أبهر المشاركات في المهرجان، خصوصاً اللاتي يشاركن في المهرجان منذ انطلاقته، وكنّ شاهدات على مراحل تطوره عاماً بعد عام.

 

«نهج زايد» في جناح لجنة إدارة المهرجانات

يضفي جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي لمسة تراثية مميزة في الدورة العاشرة من مهرجان الظفرة، التي تتواصل لغاية 29 الجاري، حيث تشارك اللجنة ببرامجها وفعالياتها ليكون جناحها منصة تعريفية وتوثيقية للتراث الإماراتي الأصيل.

مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، عبدالله بطي القبيسي، أوضح أنّ «نهج زايد» يمثل العنوان الأبرز لجناح اللجنة، حيث يُبادر كل من يرغب من زوار مهرجان الظفرة بكتابة تعليق مُبسّط ووضعه على لوحة للشيخ زايد، يروي فيه باختصار كيف يرى تأثير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حياته ومجتمعه. وفي هذه المبادرة يقوم الجمهور بالنظر في داخلهم والتعبير عن نهج زايد بالنسبة إليهم في ثلاث كلمات، لتشكل في النهاية لوحة تعبر عن الولاء والانتماء لهذا الوطن ولقيادته الرشيدة.

كما تتصدّر الجناح مقولة للشيخ زايد «لابدّ من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة».

وثمنت المشاركات جهود اللجنة المنظمة وما تقدمه لهن من تسهيلات ومنصات عرض جيدة لمنتجاتهن اليدوية التي تهدف إلى إحياء التراث الإماراتي بكل مفرداته، خصوصاً تلك التي كانت تتميز بها المرأة الإماراتية في السابق، وما كانت تستعمله في بيتها من مأكل ومشرب ولباس وحلي وعطور ودخون، حيث تفوح من محال السوق الشعبي روائح الماضي المطيبة بالعطور والبخور، بالإضافة إلى روائح البهارات والأكلات الشعبية التي تقام لها مسابقة يومية، وكذلك المهن التراثية اليدوية التقليدية القديمة التي يحرص المهرجان على إحيائها.

وقالت ليلى القبيسي، من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية مسؤولة قرية الطفل والمسابقات التراثية النسائية بمهرجان الظفرة، إن المهرجان يشهد يومياً العديد من المسابقات التراثية للسيدات في تصنيع الدخون والعطور والثوب الإماراتي التراثي التقليدي القديم، وكذلك مسابقات في التلي وسف الخوص.

وأضافت أن هناك مسابقة للطبخ المباشر يومياً أمام الزوار تعمل خلالها المتسابقات على تحضير بعض الأكلات الشعبية الإماراتية، مثل الهريس والثريد والقرص المشواي، وسوف تستمر المسابقات التي بدأت من يوم 16 ديسمبر يومياً طوال فترة المهرجان الذي ينتهي في 29 الجاري.

وأشارت القبيسي إلى أن المسابقات التراثية يشارك فيها 10 سيدات يومياً كلهن يتنافسن للفوز بجوائز نقدية، وتركز المسابقة على نظافة المنتج وترتيبه وشكله النهائي الجذاب والطبخ الطيب.

ويشهد السوق الشعبي مشاركات متميزة للعشرات من السيدات الإماراتيات من الأسر المنتجة يعرضن ما صنعنه بأيديهن لزوار المهرجان.

وتشارك موزة مبارك حميد المنصوري في المهرجان منذ انطلاقته وحتى اليوم، لتعرض منتجاتها من العود والبخور والدهون وعطر الفراش وكل أنواع المخمريات والمسك والمطيبات، بالإضافة إلى المناديس التراثية الصغيرة المزينة بزخارف تراثية.

وتقول موزة المنصوري إنها تعمل على تحضير هذه المنتجات بنفسها في المنزل، حيث تعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاماً، ويقصد الزائرون جناحها كل عام في المهرجان لما تتميز به من خلطات جيدة للبخور المطيب بالعطر والمخمرية العربية بدهن العود والمسك والعود المطيب بأفضل الروائح.

وتؤكد أن مشاركتها في المهرجان كل عام لا تأتي بهدف البيع أو الربح المادي، بل لأجل التعريف ببعض العناصر التراثية التي تخص المرأة الإماراتية وتهتم بها منذ القدم، مشيرة إلى أنها تتساهل كثيراً مع زوار المهرجان في أسعار معروضاتها مقدمة أسعاراً خاصة، وفي بعض الأحيان لا تطلب إلا سعر الكلفة لمنتجاتها، إذ ما يهمها أكثر هو كسب عملاء جدد حتى ولو لم تتربح مادياً، إلا أنها لجودة منتجاتها متأكدة أن من يستعملها مرة لابد أن يسأل عنها في كل دورة من المهرجان.

وتشارك في جناح آخر بالسوق الشعبي في المهرجان كل من سلمى هلال المنصوري وسلمى علي المنصور اللتين تشاركان في المهرجان منذ انطلاقته وحتى اليوم، حيث تعرضان مجموعة متنوعة من الأعشاب التي كانت ومازالت تستخدمها السيدة الإماراتية في الطعام والشراب أو التداوي، مثل الكركم والزنجبيل والحبة السوداء والحلبة والبهارات وخلطة القهوة العربية، بالإضافة إلى خلطات أعشاب تفيد مرضى السكري والقولون والضغط وتنظم الكولسترول في الجسم وتخفف آلام الأمعاء، بجانب مجموعة من الدخون والعطور ولبان الدخون وغيرها.

وأشارتا إلى أن ما يميز الدورة الحالية من المهرجان هو الشكل الجديد الذي أصبح عليه السوق الشعبي بعدما تم بناء محاله بالطابوق بشكل نظامي، وجهزت بالإنارة وأماكن العرض المناسبة وأصبحت مساحاتها أكبر من ذي قبل، حيث كانت في بدايات دورات المهرجان من العريش ثم الخشب، حتى وصلت إلى شكلها الحالي الذي أسعد المشاركات وشجعهن على تزيين المحال المخصصة لهن بالكثير من المنتجات التراثية.

وتوافقهن الرأي طماعة جنازل مسلم العامري التي تشارك كذلك في المهرجان منذ بداياته وحتى اليوم، مشيدة بجهود اللجنة المنظمة في بناء محال السوق الشعبي بشكلها الجديد.

وتعرض طماعة العامري أنواعاً متعددة من التمور الإماراتية، مثل الخلاص والخنيزي واللولو وبومعان وغيرها، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من البهارات والقهوة العربية المخلوطة وغير المخلوطة.

وقالت إن أكبر فائدة من المشاركة في المهرجان هو لقاء السيدات الإماراتيات المنتجات اللاتي اعتادت رؤيتهن في دورات المهرجان السابقة، والتعرف الى عملاء جدد، مؤكدة أن الأهم من ذلك هو تذكير فتيات وبنات الجيل الجديد بالتراث الإماراتي، وكيف كانت تعيش جداتهن وأمهاتهن، وطقوسهن داخل البيت، وماذا كن يستخدمن في المأكل والمشرب والتطيب وتعطير البيت.

تويتر