في ليلة بحرينية بمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

«جزيرة الجوري» تنادي: «يا أهل الديرة، يا خليج..»

صورة

تابع جمهور وعشاق المسرح الصحراوي ليلة أول من أمس، مسرحية «جزيرة الجوري»، البحرينية، ضمن عروض الدورة الثانية لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، والتي قدمتها فرقة «مسرح أوال»، من تأليف وإخراج عبدالله ملك، وتمثيل كل من عبدالله سويد، سامي رشدان، خليل المطوع، سودابة خليفة، شريفة طالب، خالد جناحي، بالإضافة إلى الفرقة الاستعراضية.

جزيرة الجوري مأخوذة أساساً عن نص «جويرة» للكاتب عقيل سوار، والمسرحية عموماً تتناول تيه وضياع الزوجين «حليمة ومنصور» إثر هبوب عاصفة رملية قوية، فمن خلف ربوة رملية عالية، تنطلق أصوات سيوف وغبار وإضاءات متنوعة، أجواء رعب وفوضى وعنف وخوف، فضاء بعيد عن الأمن والأمان والطمأنينة. حليمة ومنصور زوجان يهربان من شدة الخوف، وبعد هبوب عاصفة في الصحراء ووسط الغبار يتوه منصور عن حليمة، ثم يلتقيان، ويحاول منصور مساعدة زوجته الحامل بالبحث عن مستشفى. ووسط تلك الأحداث يخرج فارسان يطلبان الفزعة والنجدة من القبائل المجاورة «يا أهل الديرة، يا خليج، أهل جزيرة الجوري ينادوكم»، حيث العمل من خلال إسقاطاته يسلط الضوء على ضرورة التلاحم والاتحاد الخليجي، في مسرح في الهواء الطلق لا يخلو من تحديات لفريق العمل، لكنها تجربة مهمة في أجواء الصحراء، ويحمل العرض خصوصية المسرح الصحراوي من حيث الموضوع وطبيعة التعدد في الطرح.

تأتي عاصفة رملية أخرى ليتوه منصور عن حليمة، ويظهر بدويان يبحثان عنهما لنجدتهما بناء على طلب من رئيس القبيلة، ويلتقي البدويان الزوجة، وهي فاقدة الوعي تحت نخلة. وبعد حوار معها يعرفان أنها الزوجة المفقودة، لنرى بعد ذلك استعراض «الخليج الحر» يجسد وحدة وتعاون أهل الخليج في الدفاع عن أرضهم وهويتهم.

يمثل العمل الطموح والحلم المشترك باتحاد الخليج، وهو رسالة مباشرة تؤكد أهمية التلاحم والتكاتف والوحدة، كما أن الخطاب الذي تقدمه المسرحية هو إيقاظ الهمم من أجل الارتباط بالقضايا المصيرية، وصرخة للالتئام والاتحاد والتكاتف لمواجهة الإرهاب والتخريب.

المسامرة الفكرية

تلت العرض البحريني مسامرة فكرية طرحت سؤال «المسرح الصحراوي والفرجة، أي شكل وأي موضوع؟»، أدار الندوة وقدم لها الفنان الإماراتي مرعي الحليان الذي استهل حديثه مستعرضاً سلسلة من البرامج تنظمها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام، ليؤكد الطابع المتعدد لهذه البرامج وأهدافها، ومنها إشاعة الثقافة واستحداث فضاءات جديدة للفعل المسرحي.

من جانبه، أشار الباحث الجزائري أحمد شنيقي، إلى أن تجربة المسرح والصحراء هي بمثابة استكمال لما بذل في وقت سابق من طرف مسرحيين كبار، ممن دعوا إلى خصوصية عروبية لهذا الفن الوافد.

وبدوره، قال الباحث المسرحي والتشكيلي محمد يوسف، إن موقع المهرجان يداخل بين المشهد الطبيعي والأداء الفني الحي، مشيراً إلى أن هذه الصورة التي تمتزج فيها عناصر الطبيعة بمكونات العمل الفني الحداثي، كالأداء الاستعراضي والتشخيص والموسيقى، لها سحرها وتأثيرها في الجمهور، مبيناً التحديات الملهمة التي واجهتهم في إعداد عرض الافتتاح.

ولفت الباحث المصري جمال ياقوت، إلى أهمية إبراز الأبعاد البصرية المميزة لموقع المهرجان، وقال إن استخدام التقنية الحديثة في بناء مشاهد مسرحية ودرامية فوق رمل الصحراء ليس بالأمر السهل، فهو يستلزم جهداً خاصاً ووعياً جمالياً متقدماً.

من جهته، قال الباحث السوداني عثمان جمال الدين، إن مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي يذكرنا بالجهود المسرحية التي بذلت في ستينات القرن الماضي، ودعت إلى مسرحة الأشكال التعبيرية الشعبية العربية.

تويتر