كتبها سلطان القاسمي واستهلت عروض مهرجان المسرح الصحراوي

«داعش والغبراء» تواكب الواقع العربي وتدعو إلى نبذ أشكال العنف والتعصب

صورة

بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، أول من أمس، في منطقة الكهيف الصحراوية بالشارقة، حيث عرضت مسرحية داعش والغبراء، من تأليف سموه، وإخراج محمد العامري.

صاحب السمو حاكم الشارقة: القبائل هي الخير والبركة في هذه الأرض

في لقاء لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مع فريق عمل مسرحية داعش والغبراء، بعد انتهاء العرض، قال سموه «إذا كانت هناك عزيمة وإيمان بالعمل المسرحي، فلن يكون هناك شيء يصعب على المخلصين في إنجاز العمل، فعندما مُنع الفلسطينيون من المسارح والتمثيل، قاموا يمثلون في الأسواق، وإذ بالصهاينة يلحقونهم، لكن كثرة الناس في السوق استطاعت أن تمنع عن الممثلين والممثلات الاعتداء الغاشم عليهم، وهذا معناه إصرار وإيمان بقضية». وأضاف سموه «نتمنى من كل مسلم أن يعمل على الإسلام الصحيح الذي أتى به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ويزيل من أفكاره كل تلك الخزعبلات، وكل ما أضيف على هذا الدين، والذين تاجروا به والذين تزعموا به». وتابع سموه «الآن وقد وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه لابد من صرخة، لابد من وقفة. نحن الآن نتكل على أناس كما كان في داحس والغبراء، وأظن أنه لن تكون لنا قائمة، ولن يبقى هذا الدين على هذه البسيطة، ما دام أبناء الإسلام هم الذين يقومون بذلك، لكن هذه دعوة من خلال هذه المسرحية البسيطة إلى كل مسلم ليعمل للمحافظة على دينه وعرضه وجنسه في هذه الدنيا. نأمل أن يكون هذا العمل تذكرة».

ولفت سموه إلى أن مسرح المجاز مهيأ لعرض مسرحية معركة الصمود، التي كانت ضد الإنجليز 1809م، وأن هذا العمل إهداء من سموه لفرقة مسرح الشارقة الوطني، تقديراً لأدائهم وجهودهم المميزة في مسرحية «داعش والغبراء»، ونأمل أن تكون التجربة القادمة على شاطئ البحر.

وتابع سموه «أعشق الصحراء، وأعشق أهلها ونباتها وكل شيء فيها، وأخاف على أبنائي في الصحراء، وأحيطهم بكل عناية، لأنني لا أريد أن نشوه هذه الصحراء الجميلة، نريد أن يحافظوا على عاداتهم وتقاليدهم وموروثهم، وقد خصصنا قناة خاصة تبرز مكنون هذه الأماكن».

وختم سموه «نتمنى أن يقام هذا المسرح كل عام، ونأمل من الجميع أن يعلم بأن الإمارات أصلها قبائل، وهذه القبائل هي التي وقفت وقاومت وحافظت على هذه الأرض، ولا نريد أن نلغي هذه القبائل، بل بالعكس، نمكنها ونرفع من شأنها، هي الخير والبركة في هذه الأرض».

الجمهور الذي افترش الأرض في ربوع صحراء منطقة الكهيف بالشارقة، كان مستمتعاً جداً بالعمل الملحمي، وبالمسرح الصحراوي المفتوح الذي كان سقفه السماء، وأفقه مفتوح على المدى، مع سينوغرافيا مبهرة. وعبّر كثيرون عن سعادتهم بمتابعة هذا العمل، فمنهم من جاء من أبوظبي، ومن الفجيرة، ومن دبي، والشارقة، وبقية مناطق ومدن الإمارات، وأمضوا ساعات ليلة الخميس هناك، تابعوا المسرحية، واستمعوا إلى المسامرة التي تلتها، وتفاعلوا مع الآراء والأفكار التي طرحت، كما أمضوا وقتاً مع الفعاليات الشعبية والتراثية التي تلت العمل والمسامرة، في أول ليلة من ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، الذي سيعرض في الليالي التالية المسرحيات الأربع المتبقية وهي: مسرحية جزيرة الجوري، من البحرين، تأليف وإخراج عبدالله ملك، ومسرحية تبراع لمليح، من موريتانيا، تأليف وإخراج التقي سعيد، ومسرحية صهيل فرس من الجزائر، تأليف وإخراج هارون كيلاني، ومسرحية كثبان، من الأردن، تأليف وإخراج فراس الريموني.

وقدّم مسرح الشارقة الوطني، بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام، الملحمة المسرحية داعش والغبراء، التي تمثل إضافة قيّمة لتاريخ المسرح الإماراتي، لتؤكد الدور الرائد لصاحب السمو حاكم الشارقة في دعم وإثراء حركة المسرح العربي، مادياً وفكرياً، ولتنضم إلى مجموعة أعمال سموه التي أضفت على المسرح شخصيته المميزة، وحضوره المتوهج القوي، محلياً وعربياً ودولياً في السنوات الماضية، مثل: الحجر الأسود، طورغوت، شمشون الجبار، النمرود، الإسكندر الأكبر، القضية، الواقع صورة طبق الأصل، عودة هولاكو.

بدأت مسرحية داعش والغبراء مع تلك الحكاية المعروفة في التاريخ (حرب داحس والغبراء)، التي وقعت قبل الإسلام بنحو 50 سنة، واستمرت نحو 40 سنة، في منطقة القصيم، حيث كانت قبيلة غطفان، بفرعيها عبس وذيبان هناك، كل واحدة منهما في مضاربها.

وهي واحدة من الأعمال المسرحية لسموه التي تقدم مقولة واضحة تؤشر إلى إسقاط على الواقع، وتمثل رسالة شجب لجميع أشكال العنف والتعصب، مهما كانت أسبابه ودوافعه.

العمل في إسقاطاته على الواقع يواكب الواقع العربي، وبالتالي فإن فكرة العودة إلى تلك الحرب جاءت ضمن هذا الشأن، وفي نهاية المسرحية يكون الانتصار للإسلام الصحيح، دين التسامح والسلام والمحبة، وتكون الهزيمة لتلك الأفكار المتطرفة والشريرة، وهي كما يقول سموه دوماً: العنف ليس من الإسلام، فهو دين رحمة ومحبة.

العمل جاء في بيئة مختلفة كلياً عمّا يعرفه جمهور المسرح، بالمعنى التقليدي أو السائد، فهو في فضاء مفتوح في الصحراء، وتضمن بعداً فنياً جديداً، جعل للعرض دلالاته، ورسخ إسقاطاته ضمن منهجية ورؤية إخراجية، اشتغل عليها المخرج باستخدام المساحة الصحراوية الكبيرة (ساحة العرض) المفتوحة في تحريك تلك المجاميع الكبيرة والجمال والخيول، وتوظيف الاستعراضات في تجسيد الصراع والمشاهد والاستخدام الذكي في توظيف تقنيات الإضاءة والموسيقى، وغيرها من التقنيات التي جعلت العرض رحلة بصرية تقرن الأمس باليوم، وسحب الزمن إلى الحاضر بلا إقحام أو مباشرة.

فريق العمل

المخرج: محمد العامري.

المخرجون المساعدون: الرشيد أحمد عيسى، حميد سمبيج، مهند كريم، نبيل المازمي، أحمد أبوعرادة.

تمثيل: أحمد الجسمي، (الراوي)، إبراهيم سالم، (المنادي).

أصوات الشخصيات الرئيسة:

الفنان عبدالله مسعود (حمل بن بدر).

الفنان علي جمال (الفارس).

الفنان رائد الدالاتي (قيس بن زهير).

الفنان أحمد أبوعرادة (حذيفة بن بدر).

الإشراف العام: أحمد الجسمي، أحمد بورحيمة.

أما المجاميع، فهم من طلبة جامعة الشارقة، والجامعة القاسمية، وجامعة عجمان، إضافة إلى مرشدات كشافة الشارقة، وجوالة مفوضية كشافة الشارقة، وناشئة مركز ناشئة واسط.

تويتر