الاتحاد العام للأدباء العرب دعا إلى تعامل جاد من المثقف العربي

الصايغ: إعلان أبوظبي للحفاظ على التراث وثيقة للتاريخ

حبيب الصايغ من المصدر

رحّب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حبيب الصايغ، في بيان صدر أمس، بإعلان أبوظبي الخاص بالحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر.

وقال الصايغ إن «صدور هذا الإعلان العالمي الذي يسلط الضوء على الثقافة يشير إلى ضرورة تقديم الثقافة لتكون في الواجهة عند الحديث عن أي تنمية أو مشروع حضاري، انطلاقاً من التصاق هذا العنصر مباشرة بالقوة التي تغذيه وهي الإنسان، فلا تنمية ما لم تكن إنسانية، ولا مستقبل ما لم يكن الإنسان أداته من جهة، وهدفه من جهة أخرى». وتابع الصايغ «يؤكد الإعلان أيضاً أن العالم اليوم لم يعد جزراً منفصلة، وأن ارتدادات أي حدث في العالم تتجاوز نطاقه الجغرافي أو المحلي، لاسيما عندما يتصل الأمر بالتراث الثقافي الذي هو صنيع الإنسان، بغض النظر عن هويته أو جنسيته أو نقطة تموضعه، ما يعني أن ثقافات الشعوب ملك لجميع الشعوب، وما يوجه بالتالي إلى صوابية الرؤية التي انطلق منها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، في كلمته في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي، عندما حمّل جميع الحكومات والشعوب حول العالم المسؤولية في الحفاظ على التراث الثقافي الإنساني، لكونه إرثاً مشتركاً».

وقال الصايغ إن «إعلان أبوظبي يأتي بعد أن أدرك قادة العالم أن التهديدات التي يتعرض لها التراث الثقافي العالمي عموماً، وتراث المنطقة خصوصاً، أصبحت من الخطورة بحيث لم يعد صائباً تجاهلها، فكان لابد من التحرك سريعاً لوضع آليات عملية لمواجهتها، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة أن يكون الجهد جماعياً، وعلى أعلى المستويات، لذلك كان هذا المؤتمر القمة، بحضور عدد من قادة الدول، ومشاركة هيئات ومنظمات دولية معنية بالأمر». وشدد الصايغ على أن جزءاً مهماً من عملية المحافظة على التراث يكمن في التصدي للفكر التكفيري، الذي يستهدف الماضي قدر استهدافه المستقبل، مشيراً إلى أن تخريب هذا الفكر لتراث الأمة لا يقع فقط على العنصر المادي الذي شهدنا أمثلة صادمة له في أكثر من مكان، بل يتجاوزه إلى المعنوي والأخلاقي، وذلك عبر تشويهه وتغييبه لقيم التسامح والاعتدال والمحبة والحرية لمصلحة قيم الانغلاق والتعصب والكراهية والارتهان لمشيئات أدنى ما توصف به الجهل وضيق الأفق.

وأردف «هذا التحدي لا يكفي خوضه عبر المواجهة المباشرة مع هذا الفكر، إذ لابد من مبادرات إيجابية موازية ومتزامنة لبناء الإنسان وتحصينه بالثقافة والمعرفة والتربية الجمالية والأخلاقية، وتأطير ذلك بتشريعات وقوانين وبرامج عمل واضحة ومحددة». وتوجه الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالشكر والتقدير إلى قيادة دولة الإمارات لاحتضانها المؤتمر، مؤكداً أن إعلان أبوظبي وثيقة للتاريخ، وقال إن «الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تتطلع إلى تعامل جاد مع هذه الوثيقة من قبل المثقف العربي، وبما يتناسب مع أهمية محتواها، وحساسية النقاط التي تناولتها».

تويتر