كاتبة العمل والممثلة الرئيسة تجاوزتا انتقادات الدورة الماضية

«قلب يرى».. يفتح ستار منافسات «دبي لمسرح الشباب»

صورة

اختارت اللجنة المنظمة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، في دورته العاشرة، التي تنظم منافسات دورتها العاشرة هيئة دبي للثقافة والعلوم، أن تكون بداية العروض المتنافسة بمسرحية «قلب يرى»، لمسرح الفجيرة الوطني، وهو العرض الذي استضافه مسرح ندوة الثقافة والعلوم، مساء أول من أمس.

ياسر القرقاوي.. من الضيافة إلى الاستضافة

لا يمكن وصف الدخول إلى موقع، ظل بمثابة بيت أنت أحد مؤسسيه، بعد 10 سنوات، بصفتك «ضيفاً»، بعد أن كنت مُستضيفاً، سوى أنها لحظة خاصة جداً، تستحق التوقف عندها.

ياسر القرقاوي، الذي سلم رئاسة المهرجان لفاطمة الجلاف (بسبب توديعه العمل الرسمي في هيئة دبي للثقافة والشباب، وانتقاله للعمل في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مديراً لإدارة الفعاليات والمراكز الثقافية)، بعد أن ظل رئيساً للمهرجان على مدار دوراته الأخيرة، بعد أن أسهم في تأسيسه، ليصبح في هذه الدورة «ضيفاً»، قال لـ«الإمارات اليوم»: «من التلقائي أن أكون هنا اليوم، ففي هذا المكان وُلدت أحلام وطموحات شباب، ونظرة إلى تلك الثمار التي تحققت تؤكد أن الرهان على مواهب الشباب رابح».

وتابع: «حينما دخلت إلى موقع المهرجان ضيفاً لأول مرة شعرت بالفخر، فمهرجان دبي لمسرح الشباب، كما سائر منجزات (الهيئة)، هو نتيجة جهد جماعي، لذلك فإن الزميلة القديرة فاطمة الجلاف التي تعرف جيداً كواليس المهرجان، بحكم مشاركتها في صياغة إنجازات جميع دوراته، قادرة على السير بدفته في الطريق الصحيح».

اختيار الأديب محمد المر شخصية المهرجان المكرمة، هذا العام، بمثابة أيقونة نجاح وإعلاء لقيمة «رد الجميل»، بالنسبة للقرقاوي الذي أضاف: «المر يقف وراء الكثير من الإنجازات، وتجاوز العقبات التي تعرض لها المهرجان، بدءاً من قرار إطلاقه، مروراً بالإصرار على إقامته، في توقيتات عدة كان معرضاً فيها للتقليص والإلغاء، وليس انتهاء بتوجيه وإثراء وحفز هائل للطاقات، سواء بالنسبة للشباب أنفسهم، أو للقائمين على تنظيم المهرجان.


عرض اليوم

مسرحية «تجليات شمس» لمسرح الشارقة الوطني، إعداد مهند كريم وإخراج مهند كريم ونبيل المازمي.


أنا «عبير»

لم يتبين حضور الندوة التطبيقية ملامح الممثلة عبير الجسمي، وربطها بأداء دورها في المسرحية وهو «زوجة سالم»، واضطرت إلى الإشارة إلى أنها صاحبة هذا الدور الذي تفاوت فيه أداؤها بين زوجة تعيش أول أيام زواجها من حبيبها، إلى زوجة مكلومة تنتظر أن تضع حملها في غياب زوجها. وصب هذا التفاوت قطعاً في قدرة الممثلة على الإقناع.

ويمثل العرض استمراراً لحرص «الفجيرة الوطني» على المشاركة في عروض «دبي للشباب»، في حين شهد العمل مشاركة مجموعة كبيرة من الشباب، بعضهم يخوض تجارب التمثيل لأول مرة، لاسيما بالنسبة لممثلي «الجوقة» أو المجموعة التمثيلية، في حين يخوض مخرج العمل سعيد الهرش، أولى تجاربه الإخراجية على منصة «الشباب».

وإذا كان العرض يمثل تجربة أولى في هذا السياق للهرش، فإنه جاء بمثابة التحدي لشخصيتين، لم يلق عملهما الأخير قبولاً نقدياً في الدورة الماضية، هما كاتبة النص باسمة يونس، التي كانت في موقف المدافع دائماً، في ما يتعلق بعملها السابق الذي شاركت به في مهرجان الشباب وهو «مساء للموت»، في حين كان أداء الممثلة إلهام محمد موضع انتقاد شديد، في الدورة نفسها.

وعلى عكس ما روج البعض، لم يدفع النقد البناء، في تلك الدورة، المشاركين للتوقف أو الخوف من تكرار التجربة، بل جاءت كل منهما بتجربة جديدة، حملت بالنسبة ليونس آفاقاً رحبة ومختلفة وأكثر نضجاً، في حين أن إلهام محمد، التي تعد من الوجوه التي حظيت بفرص مسرحية وتلفزيونية عديدة رغم حداثة سنها، فرضت نفسها منذ اليوم الأول على ترشيحات أفضل دور أول نسائي، أمام لجنة التحكيم.

ويفتح عنوان المسرحية «قلب يرى» ذهنياً تأويلات كثيرة بالنسبة للمتلقي، وربما يكون المنحى الراجح هو أن يأخذنا العمل بعيداً في زاوية حالمة مغرقة في الرومانسية، وهذا ما يعضده المشهد الافتتاحي، حينما نجد حواراً غزلياً بين «سالم» وزوجته، في فضاء مفتوح تتقاطع فيه قطع قماش مدلاة من أعلى المسرح، كأنها غرف تيه، أو تقاطعات زمنية.

وعلى الرغم أن الإضاءة شكلت معوقاً واضحاً لتطور الحدث الدرامي، وتحولت في كثير من الأحيان إلى مجرد «إنارة»، بل ومزعجة في بعض تفاصيلها للجمهور، الذي كان يجد فجأة أحد كشافاتها مواجهاً بشكل مباشر له، إلا أن أداء الممثلين كان هو اللافت في العرض، خصوصاً إلهام محمد التي قامت بدور «أم سالم».

وما بين الزوجة التي كانت لاتزال في بدايات أيام زواجها الأولى، ومشاعر والدين يترقبان عودة ابنهما «سالم»، تكشف التفاصيل أن هنا «حكاية وطن»، وليست حكاية أم ملهوفة على ابنها الغائب، وترى بقلبها أنه لم يمت.

دور الأم الكفيفة المكلومة، القوية في الوقت نفسه، نجحت إلهام محمد في الإمساك بتلابيبه، في حين جاء أداء كل من عادل سبيت وخميس اليماحي في دوري «سالم» و«والده» متوازناً، وأيضاً أداء الزوجة الذي أدته عبير الجسمي، على الرغم من أن مظهر حملها وانتظار وليدها في غياب زوجها، لم يكن مقنعاً، وجاء تقليدياً، ووقع في أخطاء تفاصيل صغيرة، من حيث المظهر.

وسعى الهرش إلى التأكيد - من خلال أكثر من زاوية - على مشاعر قلب أم ترى أن ولدها سيعود، تارة من خلال مونولوج داخلي، وأخرى عبر حوارها مع الأب، لتظل حالة التأكيد على أن ولدها «حي ولم يمت»، حتى بعد أن عاد زميلاه من المهمة الوطنية القتالية، ليزفا نبأ استشهاده ببسالة، لتتفق قناعةً مع ما يحملانه، فهو حي لأن «الشهيد لا يموت».

واعتمد الهرش في بناء السينوغرافيا على مشهدية أفقية غير معيقة لمتابعة الجمهور، عبر مسرح خالٍ تقريباً من قطع الديكور، باستثناء قطع القماش المدلاة، التي سعى إلى توظيفها حسب متطلبات كل حالة نفسية، لكن الإضاءة شكلت عائقاً كبيراً حال دون التحام المشاهد مع الأحداث على الخشبة، في كثير من مفاصل تطور الفعل الدرامي.

تويتر