تطرق إلى تحديات الترجمات الأدبية والعلمية ومهارات المترجم والاهتمام بلغة الإشارة

«دبي للترجمة» يختتم 72 ساعة في فنون «حوار الثقافات»

صورة

أسدل مؤتمر دبي للترجمة، مساء أول من أمس، الستار على فعاليات عشرات من الورش والندوات ومناسبات توقيع الكتب، على مدار 72 ساعة، تم توصيفها بأنها تعمقت في إرساء وتدعيم فنون «حوار الثقافات»، من خلال الاستغراق في قضايا وتحديات «الترجمة»، قبل أن يصل إلى جلسة توصياته الختامية مساء أمس، بالتأكيد على جوهرية الترجمة، باعتبارها الوسيلة الرئيسة للتبادل الثقافي والمعرفي والعلمي بين اللغات.

تحدي «المحلية»

قالت المخرجة نجوم الغانم، التي ذهبت بالعديد من الأفلام الوثائقية لمهرجانات متعددة في أوروبا وأميركا، إنها واجهت إشكالات متعددة في الوصول إلى ترجمة مرضية لها، في بعض الأعمال المغرقة في المحلية من حيث اللهجة.وتابعت «فرضت إشكاليات الترجمة نفسها، خصوصاً على أعمالي الأولى، وهو أمر يتبدى بشكل أكبر كلما حفل النص بالمفردات والمصطلحات التراثية».

وأكد حضور مؤتمر اللغة العربية، الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام متتالية، واستضافته جامعة «محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية» في دبي، بتنظيم من مؤسسة الإمارات للآداب، والمجلس التنفيذي لحكومة دبي، على أهمية الاهتمام بإتقان العناصر الفنية للترجمة، من خلال مهارات المترجم اللغوية والأدبية والمعارفية، على نحو يصب في صالح الوصول إلى ترجمة أمينة ومستوفاة لما يحمله النص الأصلي من محتوى معرفي.

وقالت المخرجة الإماراتية، نجوم الغانم، إن حظوظ اللهجات العامية عموماً، واللهجة الإماراتية خصوصاً، أكثر ندرة من حظوظ الفصحى للوصول إلى ترجمة أمينة، مشيرة إلى الصعوبات العديدة، التي واجهتها في بدايات ترجمة بعض أعمالها السينمائية إلى الإنجليزية، لاسيما في ما يتعلق ببعض المصطلحات العامية، التي بدت كأنها تستعصي على حلول المترجم.

واتفقت الكاتبة الإماراتية نورة النومان مع الروائية المصرية أهداف سويف، في أن المترجم الجيد يجب أن يكون مجيداً للكتابة بمفهومها الأدبي، حيث أشارت النومان إلى أن مشوارها مع الكتابة بدأ من حقل الترجمة وليس العكس، في حين أقرت سويف بأحقية المترجم الماهر في التدخل في النص الأدبي، دون أن يكون متعدياً على حقوق المؤلف.

في المقابل، اعتبر المترجم محمد حماد كل مترجم بمثابة جندي مجهول، إذا أحسن وأبدع في عمله، ويشار له بأنه سبب الخلل إذا لم يُوفق في خياراته، ومُنجِز غائب في حال توفيقه وإبداعه.

وبدأت فعاليات اليوم الأخير من المؤتمر بجلسة حول ترجمة «غوغل» الآلية، وغيرها من جهود برامج الترجمة الآلية المتوافرة عبر العديد من المواقع، على شبكة المعلومات الدولية، وكيف أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن الترجمة الفنية المتخصصة، وهي الجلسة التي تحدث فيها الباحثون: غانم السامرائي، محمد حماد، اليازية خليفة، وكريستينا حايك، في حين أقام الباحث مايكل كوبرسون ورشة عمل منفردة، بعنوان «تعليم الترجمة في الجامعة»، تطرق فيها إلى أبرز وسائل تطوير فنون الترجمة في المعاهد والجامعات. ومن ترجمة الآداب والنتاج الروائي والشعري، وأثر تمكن المترجم من خصوصية اللغة الأدبية، إلى تمكن المترجم من المصطلحات العلمية، تحدث ماجد التويجري وكوبرسون في جلسة أخرى حول «المخاطر والآثار المترتبة على الترجمة الطبية الضعيفة».

وحول الخيارات الفنية للمترجم، وضرورة تنويع ثقافاته ومهاراته، تحدث كل من محسن الموسوي وفراس الشاعر ونانسي روبرتس، وهي الجلسة التي تلتها أخرى دارت حول أهمية إتقان اللغة العربية، سواء على مستوى قواعد النحو والصرف، أو في ما يتعلق بجماليات اللغة، حيث أشار المتحدثون الرئيسون فيها: كلايف هولز، ليزلي ماكلوكلين، مايكل كوبرسون، إلى أن مستوى الإجادة للعربية يجب أن يرقى إلى مستوى الإتقان، وليس مجرد الإجادة.

ولم تغفل فعاليات اليوم الختامي لمؤتمر دبي للترجمة أهمية إتقان لغة الإشارة، ووجود مترجمين مؤهلين للتواصل مع ذوي الإعاقات السمعية، من خلال حلقة بحثية أدارها فراس الشاعر بعنوان «كيف يمكن الترجمة بذهن منفتح: خارج الصندوق». وحملت الورشتان الأخيرتان من المؤتمر موضوعين شيقين بالنسبة للمترجم المحترف، حيث تحدث صلاح عودة عن أثر قرارات المترجم في اختيار الأسلوب على الأسلوب الأدبي لعمل المترجم، في حين تطرقت مايا كسرواني إلى مستقبل الترجمة، ودعاوى أن برامج الترجمة مرشحة لأن تحل تدريجياً محل المترجمين الأكفاء.

تويتر