يوثّق من جديد تراث النهضة العمرانية

المهندس مخلوف يعاود الحكاية عن أبوظبي

صورة

من جديد؛ يعاود المهندس الدكتور عبدالرحمن مخلوف حكاية «رحلة العمر مع العمران»، وتوثيق تراث النهضة العمرانية لمدينة أبوظبي.. هذه المرة في مجلد كبير، يشتمل على «مخطط» المسيرة خلال الفترة من 1968 إلى 2014.

ويعتبر مخلوف أن التوثيق عملية حضارية، هدفها إضاءة مسيرة البلاد إلى المكانة المنشودة، بمصابيح أعمدتها علمية وعملية.

وعين المهندس مخلوف مديراً لتخطيط المدن في أبوظبي، إذ تولى مهمة تخطيط المدن بها، وإنشاء دائرة تخطيط المدن في مدينتي أبوظبي والعين.

يبدأ صاحب الكتاب الحكاية منذ لحظة قدومه إلى أبوظبي للمرة الأولى في عام 1968، تحديداً في أكتوبر، بينما المقابلة الأولى له مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد ذلك بشهر.

بعين وعقل مهندس، ولغة شاعر؛ يأتي التقرير الأول الذي أعده مخلوف بأبوظبي، وبمحبة حقيقية، يتحدث الوافد الجديد، عن البلاد التي وقع في حبها منذ النظرة الأولى، وهو في الطائرة، إذ تستشرف عينه المتفائلة المستقبل المزدهر: «من ضجيج الحياة الصاخبة في المدن الغاصة المزدحمة، يأتي الوافد إلى هذه الإمارة، فتهدأ على صفحة مياه الخليج الصافية أعصابه، ويرى من الجو أرض هذه البلاد، فيها سكينة تغمر النفس وتعمر الفؤاد، ويلمح فيما يرى والطائرة تنساب به إلى المدرج معالم العمل... دولة حديثة تبنى وحياة عامرة تصنع، فيغمر النفس إحساس بأن كل لحظة وكل مكان هما جزء من تاريخ يجري صنعه في سباق يطوي ما فات من سنين في حركة مطلقة واثقة نحو مستقبل مزدهر بإذن الله».

ويتطرّق مخلوف في التقرير ذاته إلى باني البلاد ومؤسسها، واصفاً الراحل بأنه: «يحمل في فؤاده تصميماً راسخاً على إنشاء دولة حديثة قوية كريمة تشارك أخواتها العربيات آمالاً وأهدافاً وتضم إليهم قوة هي ذخر بفضل الله، عندما يلتقي الجميع حول مستقبل مشرق بعون الله وتأييده».

يوثّق المهندس مخلوف في كتابه، الذي يقع في 771 صفحة، بالصور جانباً من مسيرة أبوظبي، من زمن الطرق غير المعبّدة، والمباني البسيطة، وكذلك المشروعات الطليعية الأولى. ويؤكد أن أبوظبي من المدن التي تم تطويرها طبقاً لتخطيط عمراني على أسس علمية سليمة.

ولا يختتم المهندس مخلوف الكتاب دون العودة إلى الجذور، وبيت العلم الذي نشأ، إذ كان «الجد والوالد من أعلام الأزهر، الشيخ محمد حسنين مخلوف عضو هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها عام 1911، والوالد الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية»، معتبراً البيت الذي فتح عينه فيه بمثابة «جامعة موسوعية شمولية». وحصل مخلوف على رسالة الدكتوراه من جامعة ميونيخ في ألمانيا، خلال الفترة من 1953 إلى 1957. كما يعدد الكتاب مساهمات الدكتور مخلوف في التخطيط بمصر، ومن بينها مدن العريش والعبور، وكذلك التخطيط للقاهرة الكبرى، وذلك خلال فترة الستينات.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/09/91050_EY_01-10-2016_p23.jpg
تويتر