أول المجالس الثقافية الرمضانية للمكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد

«الفن لدعم الخير».. الإبداع فـي خدمة المجتمع

ركز سعود القاسمي على الأعمال التي وثقت مراحل سياسية واقتصادية سواء التي قدمت خلال الحروب العالمية أو حتى في مراحل تاريخية مهمة في العالم العربي. تصوير : أحمد عرديتي

تحت عنوان «الفن لدعم الخير»، استضاف المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، المجلس الرمضاني السنوي الأول، وذلك أول من أمس في نادي دبي للسيدات. وقد تم اختيار قضية الفن والعمل الخيري لطرحها خلال المجلس الأول، حيث قدم الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، إطلالة عامة على الأعمال ودورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بتسليطه الضوء على الفنون خلال 100 عام.

مسؤولية اجتماعية

قال الشيخ سلطان سعود القاسمي، لـ«الإمارات اليوم» إن «هناك طريقتين للتبرع الفني، إذ من الممكن ان يقوم الفنان بتقديم عمله، أو يقوم مقتنٍ بإهداء أعمال تم شراؤها من سنين لبيعها في المزاد، فالمسؤولية الاجتماعية تقع على الطرفين. وحول الدور الذي تلعبه مؤسسة بارجيل في المجال الخيري، أكد أنهم خلال السنوات الماضية قدموا عشرات الأعمال لأهداف خيرية، كما أنهم قاموا باقتناء أعمال عن طريق المزادات الخيرية، إلى جانب تقديمه محاضرات هدفها دفع الناس لعمل الخير».


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/07/8ae6c6c554dc14260155a260a615260e.jpg

مداخلة

قدمت خلال اللقاء مجموعة من المداخلات، من بينها مداخلة الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية، حيث ألقى الضوء خلال المداخلة على أسعار الأعمال الفنية، متسائلاً إن كان المجتمع مهيئاً لمعرفة القيمة الحقيقية للفنانين والأعمال. كما تحدث عن الأسعار التي قد يبدو أنه مبالغ فيها عند البعض، مشيراً إلى الاختلاف بين أسعار الفنانين، وبين ما تباع به اللوحات في المزاد الخيري وخارجه، كما قُدمت مداخلات من فنانين حول من يبيع العمل الخيري، الفنان نفسه أو الجهات المختصة والمزادات.

وركز القاسمي خلال المحاضرة التي قدمها على الأعمال التي وثقت مراحل سياسية واقتصادية، سواء التي قدمت خلال الحروب العالمية، في أميركا وألمانيا، أو حتى في مراحل تاريخية مهمة في العالم العربي، مستعرضاً أعمال حامد عويس، التي بيعت في مزاد كريستيز في دبي، وكيف يطغو الهم السياسي على جمالية العمل. كما عرض لوحة «حصان» للفنان الإماراتي موسى الحليان، التي بيعت في مزاد خيري واختفت، مشيراً إلى انهم بحثوا عنها واقتنوها من جديد، وتم اختيارها لتمثيل الإمارات في البندقية، مشدداً على وجود لوحات مهمة لتاريخ البلد لا يمكن التخلي عنها. واستعرض بالأرقام مجموعة كبيرة من الأعمال التي حصدت أسعاراً خيالية وعالية جداً في المزادات الخيرية، مشيراً إلى أن مزاد «نور دبي» الذي أقيم منذ ما يزيد على السنة في الإمارات، حقق 14 مليون درهم. وشدد على أن المزاد الخيري يجب ان يجذب المقتنين الصحيحين، منوهاً بإمكانية بيع الفنان عمله وتقديمه الأموال إلى الجهة التي يريد التبرع لها.

وقال الشيخ سلطان سعود القاسمي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الفن يلعب دوراً مهماً في عمل الخير في الإمارات، ففي العام الماضي أقيم مزاد تم من خلاله بيع مجموعة من القطع الفنية بملايين الدراهم، وذهب ريعه لمساعدة المحتاجين حول العالم، وهناك كثير من الفنانين يقومون بمنح أعمالهم، كما يقوم المقتنون بالتحدي الإيجابي في ما بينهم من اجل رفع سعر العمل كي يذهب ريع البيع لهدف خيري». وشدد على ان المبادرات الخيرية ليست خجولة في الإمارات، متمنياً أن تزداد، ومؤكداً أن الشعب الإماراتي من أكثر الشعوب عطاءً في العالم. وأوضح طريقتين للتبرع الفني، اذ من الممكن ان يقوم الفنان بتقديم عمله، أو يقوم مقتنٍ بإهداء أعمال تم شراؤها من سنين لبيعها في المزاد، فالمسؤولية الاجتماعية تقع على الطرفين. وحول الدور الذي تلعبه مؤسسة بارجيل في المجال الخيري، أكد أنهم خلال السنوات الماضية قدموا عشرات الأعمال لأهداف خيرية، كما أنهم قاموا باقتناء أعمال عن طريق المزادات الخيرية، إلى جانب تقديمه محاضرات هدفها دفع الناس لعمل الخير. وأكدت مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منى بن كلي، أن هذا المجلس الذي ينطلق للمرة الأولى سيكون محطة سنوية تجمع المفكرين والنقاد والمهتمين بالفن، بحيث سيتم طرح موضوع محدد على صلة بمبادرات المكتب الثقافي. وشددت على أن اختيارهم لموضوع الفن والعمل الخيري، أتى لربط موضوع المجلس ببرنامج «صلة» الفني، الذي أقيم في أول رمضان، والذي يعتني بالأطفال الأيتام والقصّر، مشيرة إلى أنه في كل رمضان ستطرح ثيمة جديدة ومختلفة. واعتبرت بن كلي أن شهر رمضان هو شهر الخير، وبالتالي من الجميل معالجة العمل الخيري، مؤكدة أن مناقشة هذه القضايا والمبادرات، يأتي تأكيداً على دور سموها في دعم القضايا الإنسانية والفنية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/07/8ae6c6c554dc14260155a260a61f260f.jpg

«هذا المجلس سيكون محطة سنوية تجمع المفكرين والنقاد بحيث سيتم طرح موضوع محدد على صلة بمبادرات المكتب الثقافي».

منى بن كلي

وأكد مصمم الأثاث الإماراتي خالد الشعفار، أن المحاضرة شكلت نبذة جيدة حول مساهمة الفن في المجال الخيري، فهي تحمل الجانب التوعوي. واعتبر أن المزادات الخيرية تمنح الفنان فرصة اختيار العمل للمزاد، وكذلك القيمة المالية للعمل، مشدداً على أنه من الضروري أن تقوم الصالات والمزادات بتولي بيع الأعمال، لأن الفنان لا يملك العقلية التجارية، فأصحاب المزادات لديهم الخبرة والعلاقات، والمزاد الخيري هدفه الحصول على أكبر مبلغ مالي، وليس خطأ أن يرفع المزاد سعر العمل 10 أضعاف سعره الحقيقي، مع التمييز بين سعر السوق وسعر المزاد. ولفت الى أنه كفنان يحكم اختياره قطعة من أعماله لمزاد خيري عوامل عدة، ومنها أولاً القطع المتواردة في السوق، التي يكون عليها الكثير من الطلب، ولكن يقدمها بشكل فريد، أو أن تكون القطعة جديدة جداً، ولم تعرض في السابق، منوهاً بأهمية تقديم الفنان حكاية العمل، لأن هذا يرفع من قيمتها المعنوية ويزيد من سعرها. وأكد أنه لا يخاف من السعر في المزاد الخيري، لأنه يرتفع إلى أضعاف قيمتها وسعرها الحقيقي، ولكن كفنان يكون لديه فضول لمعرفة الجهة التي اقتنت العمل، فهذا له مردود على قيمة الفنان وتطوره المهني. من جهته، أكد مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، العمل الخيري متأصل في الإمارات قيادة وشعبا، والفن يعكس المجتمع من خلال القضايا التي تطرحها الأعمال الفنية، من خلال التطرق لقضايا قد يشح فيها التداول في المجتمع بينما فنيا يتم طرحها. وشدد على أن الدورة الكبرى تبقى على داعمي الفنون وإعطاء القيمة الحقيقية للأعمال المطروحة في المزاد، موضحاً أن الهيئات الثقافية يجب أن تلعب الدور الأبرز في التوعية ولتحقيق ذلك لابد من تغيير فكر كامل في المجتمع. وأشاد بالهموم التي طرحت في المجلس، مبيناً أن طرحها لا يأتي بالحل، فيجب أن تواكب هذه الهموم وتحل، متوقعاً التغيير الجذري خلال الفترة المقبلة. الفنان مطر بن لاحج، كان له وجهة نظر مغايرة حول البيع في المزادات، مؤكداً أن على الفنان أن يبيع عمله بنفسه ويتبرع بالمال، وقال، «المزاد الخيري لا يمنح العمل الفني قيمته الأساسية، كما ان من يتحكمون بالمزادات من الخارج، وتم تغييب العمل الفني الإماراتي بشكل كامل عن هذه المزادات، حيث إن الفنان الإماراتي لا يعرف أين هو في المزادات غير الخيرية، فلابد أولاً من بناء قيمة العمل الفني، ثم المزادات». وأضاف، ان الدوائر المتخصصة في هذا المجال هي التي توجد التوصيات وتتابعها كي توجد لها قيمة، فيجب عدم نسيان المؤسسات الحكومية، فالأمر بسيط ويحتاج فقط الى إدراج العمل الفني الحقيق والجاد ضمن هذه المزادات. ولفت إلى أن المجتمع العربي غير ناقد ومتخوف، ومرور الفنان بسهولة أوجد كثرة، وهذا يلغي القيمة، أما فيما لو تم إدراج الفنانين وفق معايير صارمة، فستوجد المنافسة في القيمة، لأن قيمة العمل الفني تصاعدية دائماً. وشدد على أن الفنان لا يدرك كيف يسوق لنفسه، ولكن عليه ألا يكون عشوائياً، مشدداً على أن من يسعى للمزاد الخيري بهدف الشهرة أو رفع سعر أعماله، يكون في بداية نهايته الفنية.

تويتر