أوائل الإمارات يؤكدون أن الفوز ضاعف شعورهم بالمسؤولية

«تحدي القراءة العربي».. رهان على جيل مثقف ومتسـامح

صورة

بعد أن تمكن أكثر من 200 طالب وطالبة من الإمارات من الوصول إلى التصفيات النهائية في «تحدي القراءة العربي»، أعلن أول من أمس عن الفائزين بالمراكز الأولى على مستوى الدولة، بينما تم أمس تكريم الفائزين بالمراكز الأولى في المناطق التعليمية المختلفة في الإمارات، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أقيم في كلية التقنية العليا، في مدينة دبي الأكاديمية. وأكد الفائزون الذين التقتهم «الإمارات اليوم» شعورهم بالمسؤولية بعد تحقيق هذا الفوز، وإصرارهم على المزيد من التحدي.

حضر الحفل الختامي وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، الذي قال إن «اهتمام القيادة الرشيدة بالقراءة تجسد في إطلاق حزمة من المبادرات النوعية، ومنها تخصيص عام 2016 عاماً للقراءة، إلى جانب وضع الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2026، وهذا يحمل دلالات عميقة بأن القراءة ونشر مفهومها وتشجيع أفراد المجتمع عليها تحتل مكانة رفيعة، وأهمية كبيرة في أجندة القيادة، إذ تنشرها كفكر ومنهجية بين مختلف أطياف المجتمع».

إنجاز معرفي

- 160 ألف طالب يشاركون في المسابقة على مستوى الدولة.

- 1656 مشرفاً نفذوا برنامج المشروع.

- 217 طالباً وصلوا إلى النهائيات الإقليمية.

- 828 مدرسة مشاركة على مستوى الدولة.


المشروع  في سطور

تم تفعيل مشروع تحدي القراءة العربي في 15 دولة عربية إلى جانب دولة الإمارات، وشمل كلاً من: المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، والأردن، ولبنان، وفلسطين، ومصر، والسودان، وتونس، والجزائر، والمملكة المغربية، وموريتانيا، وأشرف على تنفيذ المشروع في الدول العربية نحو 60 ألف مشرف من المعلمين والتربويين. وقد شارك في التحدي 3.5 ملايين طالب وطالبة، من بينهم 160 ألفاً من الإمارات من 828 مدرسة من الإمارات. وتم اختيار الأوائل من مجموعة من الدولة، وتستكمل الدول الأخرى تصفياتها إلى أن يتم اختيار فائز من كل الدول العربية.

وأشار مدير عام مجلس أبوظبي الوطني للتعليم، وعضو اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي، الدكتور علي راشد النعيمي، إلى أن الوصول إلى أكثر من 3.5 ملايين طالب عربي هو إنجاز معرفي وعلمي استراتيجي، كما أن مشروع تحدي القراءة العربي هو بعث عربي حضاري بقيادة استراتيجية من دولة الإمارات، تؤكد على المسؤولية التاريخية تجاه منطقتنا من خلال هذه المبادرة. وشدد النعيمي على أن مجلس أبوظبي للتعليم تبنى المشروع منذ البداية، وخصص له مشرفين ومنسقين، لأنهم جزء من حراك معرفي لإحياء روح العلم والثقافة والتسامح في الأجيال العربية الجديدة.

وتحدثت أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي، نجلاء سيف الشامسي، خلال الحفل. وقالت «وراء كل نشء ينمو قوياً في معرفته، ومتميزاً في تعلمه، ووراء كل مجتمع مثقف تعمل مكوناته ضمن شراكة واعية لتربية النشء، قائد محب، وحريص على مستقبل أمته، أمين على مقدراتها الحضارية، نقدم جميعنا له الشكر والامتنان، القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».

الأوائل

وأعلن عن الفائزين في المراكز الأوائل من كل منطقة تعليمية، وكذلك عن الأوائل على مستوى الدولة، وحققت المركز الأول، الطالبة فاطمة النعيمي، في الصف 12 بمدرسة أكاديمية رأس الخيمة الأميركية للبنات، وقالت لـ«لإمارات اليوم» إن «القراءة تعزز المعلومات، فهي تعزز الثقافة بشكل غير مباشر، فيصبح المرء قادراً على استرجاعها في وقت لاحق». وأضافت أن «الضغوط التي واجهتني خلال التحدي تكمن في كون المنهج الدراسي كبيراً، لكني تعلمت كيف أقرأ في الكثير من الأوقات، ومنها استراحة المدرسة، وفي السيارة في أثناء عودتي من المدرسة». واعتبرت أن هدفها من المشاركة كان التحدي، وتطوير قراءتها، ومناقشة الكتب مع ناس لم تعتد على مناقشة الكتب معهم. وتخطط النعيمي لدراسة الهندسة الميكانيكية والكيميائية، لافتة إلى أنها توازن بين القراءة والمعرفة الأكاديمية كون ما تأخذه من العربي هو الجزء الروحاني، كما أن نظرة المرء للحياة تتبدل مع القراءة، وكذلك احترامه للآخر، فيصبح أكثر تقبلاً وتسامحاً مع الناس. ووصفت القراءة بكونها تشكل المخرج من ضغوط الحياة، فهي بالنسبة لها عالم آخر منفصل. أما استعدادها للنهائيات، فلفتت إلى أنها ستحرص على قراءة المزيد عن الكتب التي قرأتها والكتّاب الذين قرأت لهم، كي تمثل الإمارات خير تمثيل، منوهة بأن فوزها أتى بسبب نوعية الكتب التي قرأتها، وبأنها قرأت الكثير من الكتب من مجالات تحبها كثيراً. وأشارت النعيمي إلى كونها تحب الادب والشعر، بينما كان تكريمها لحظة مهمة، أشعرتها بالمسؤولية. وشددت النعيمي على أن الجيل الجديد يقرأ، لكن ليس بالطريقة التقليدية التي اعتاد عليها الجيل القديم، فيما كانت رسالتها للطلاب أن يقرأوا ما يحبونه، كي يتمكنوا من المحافظة على حب القراءة، فهي ليس بالضرورة أن تكون عادة يومية، بل تحتاج الى مزاج جيد.

قائد الغد

وقالت الفائزة في المركز الثالث على مستوى الدولة، والاولى في منطقة أبوظبي التعليمية، لطيفة عتيق الشامسي، إن «الجميع كان يقول إن هناك فجوة في العالم العربي بقلة من يقرأون، وقد تمكن الطلاب من سد الفجوة خلال التحدي، وقارئ اليوم هو قائد الغد». أما ما مكنها من الفوز، فلفتت إلى أنها العزيمة التي وصفتها بكونها سلاح كل إنسان، منوهة إلى أنها تعلمت الكفاح من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء جاكم دبي، وتعلمت الصبر من التحدي. وحول الكتب التي قرأتها، أشارت الى كونها كانت تقرأ عن الشعر العباسي وتطوير الذات، وعلم «الباراسيكولوجي»، وكذلك الأدب. أما طموحها في الدراسة، فهو بعيد عن توجهها في القراءة، إذ تحب أن تدرس علوم الجريمة.

حب القراءة

الفائزة في المركز الرابع على مستوى الدولة، ليال ايهاب اسحق، وعمرها 12 سنة، لفتت إلى أنها قرأت كتباً في العديد من المجالات التي تستهويها، ومنها الروايات البوليسية، والكتب التاريخية، كما أنها قرأت كتباً في علم النفس، وفي القيادة والسياسة. ولفتت الى أن والدها ووالدتها ساعداها في اختيار الكتب التي تناسب عمرها، كما غرسا فيها حب القراءة، فكان لهم الدور الأكبر في تلقين حب القراءة. ولفتت إلى أنها لا تنكر جهود معلماتها اللواتي ساعدنها وشجعنها دائماً على القراءة، معتبرة فوزها أتى بفعل تحديها لنفسها، وتطلعها نحو المستقبل، وكذلك لأنها تعلم أنه يمكنها أن تكون أفضل.

حب الشعر

فاطمة فرج الأميري (تسع سنوات)، في الصف الرابع، والتي حققت المركز السادس على الدولة، قالت عن مشاركتها في التحدي إن «الكتب التي قرأتها كانت في التاريخ والدين، واخترت الكتب بنفسي ولا أرضى بأن يقدم لي أحد المساعدة». ولفتت إلى أن أختها الكبيرة هي التي شجعتها على التوغل في عالم الكتب والقراءة، كما أنها باتت بفعل الكثير من القراءة تكتب الشعر، وقد فازت في مسابقة الإلقاء في الشعر في مهرجان طيران الإمارات للآداب. ورأت أن ما جعلها تفوز هو التوفيق من الله، ثم تشجيع والدتها لها، وحبها للقراءة منذ الصغر، واصفة عالم القراءة بكونه بلا حدود، ولهذا تمضي أوقات فراغها في القراءة وكتابة الشعر.

قراءة للنفس

أناة ضرغام الصف الخامس، وعمرها 10 سنوات، احتلت المركز التاسع على الدولة، لفتت إلى أنها قرأت مجموعة من القصص التي غيرت في حياتها وساعدتها في دراستها، موضحة أنها بدأت تقرأ بسبب حبها لتأليف القصص والكتابة منذ عمر صغير. أما فوزها فقد ردته إلى كونها تقرأ منذ زمن، وليس في فترة المسابقة فقط، مبينة أنها تقرأ لنفسها وليس للفوز. واعتبرت ضرغام أن الفوز يزيد من إصرارها على المزيد من القراءة، كي تصبح كاتبة، فهي تعتمد على الكتب في بحثها، وفي كل ما تقوم به.

كتب متنوعة

آلاء رجب محمد (19 سنة)، في الصف 11 علمي، حققت المركز السابع على مستوى الدولة، ولفتت إلى أنها قرأت الكثير من الكتب في السياسة والاقتصاد والتاريخ والدين، والتي تهدف الى تنمية الذات. وأشارت إلى أنها وصلت إلى هذه المرحلة باجتهاد، ووضعت لنفسها الهدف وتمكنت منه، مشددة على أنها ستشارك في التحدي في العام المقابل، وستحرص على التغيير قليلاً في نوعية الكتب كي تتمكن من تحقيق مركز أفضل، منوهة بأن الفوز يعني المزيد من المسؤولية.

جوائز سخية

من كل منطقة تعليمية في دولة الإمارات، يحصل كل طالب فاز بالمركز الأول على جائزة بقيمة 10 آلاف دولار وشهادة تقدير، ويحصل مشرف المسابقة على جائزة مالية بقيمة 10 آلاف دولار. ويحصل الفائز بالمركز الأول في تحدي القراءة العربي على مستوى الدول العربية على 150 ألف دولار، مقسمة إلى 100 ألف دولار لتغطية تكاليف دراسته الجامعية، و50 ألف دولار مكافأة لأسرته. وتحصل أكثر المدارس مشاركة على مليون دولار مقسمة على النحو التالي: 100 ألف دولار للمشرف، و100 ألف دولار لمدير المدرسة، و800 ألف دولار للمدرسة. ويحصل الطالب الفائز بالمركز الأول من كل دولة مشاركة على 10 آلاف دولار، ويحصل المشرف على 10 آلاف ألف دولار، إضافة إلى العديد من الجوائز التكريمية والتشجيعية للطلاب والمشرفين المتميزين، تصل قيمتها إلى مليون دولار.

 

تويتر