عقود من العطاء تصاحب مواهب على منصة تكريم الدورة الـ 23

أشعار العويس ترافق العود في تتويج أصحاب «جائزة الإبداع»

صورة

ليلة مؤثرة قضاها الفائزون بجائزة «العويس للإبداع» في دورتها الـ23، التي تُوجت بحفل توزيع الجوائز، مساء أول من أمس، في مسرح ندوة الثقافة والعلوم، اختلط فيها استدعاء مسيرة عطاء واكبت عقوداً بالنسبة لأصحاب التكريم الخاص، مع العديد من نماذج لنتاج إبداعات شابة، تخللتها أمسية موسيقية وشعرية، نهلت من معين المكتبة الشعرية الثرية التي خلّفها الراحل سلطان بن علي العويس، وأمتعت الحضور بعزف منفرد تارة، وجماعي تارة أخرى، لفرقة نغم الإمارات، والفنان علي عبيد الحفيتي.

مهمة وطنية

قال رئيس مجلس العويس الثقافي، علي بن حميد العويس، إن استمرار جائزة العويس للإبداع، منذ تأسيسها على يد الراحل الشاعر سلطان بن علي العويس، بمثابة مهمة وطنية، ترفد «الإبداع» الذي ترسخه رؤية وطنية ثاقبة، جعلته مقوماً أساسياً من مقومات نهضة الإمارات الحضارية.

وأبدى العويس إشادة كبيرة بنتاج «الجائزة»، وبصفة خصة زخم المنافسات على جوائزها المختلفة، معتبراً التكريم بمثابة لفتة لرد جميل مؤسسات وشخصيات قدمت نتاجاً يستحق التقدير، فأسهمت في تحقيق معنى «الإبداع» على تعدد وتنوع حقول «الجائزة».


منارة «الشارقة للكتاب»

وصف رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم «هيئة الشارقة للكتاب» بالمنارة الثقافية، التي يلهم تأثيرها آلاف المبدعين والمؤسسات المعنية بالثقافة والفكر والمعرفة، محلياً وعربياً وعالمياً.

وثمّن رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، اختيار «الهيئة» شخصية العام الثقافية لجائزة العويس للإبداع، مؤكداً على أن تنوع حقول الجائزة وتعدد اهتمامها يعد مؤشراً على حالة الثراء المعرفي عموماً الذي تعيشه الدولة.

وأكد العامري أن «الهيئة» تعكس، بنجاح مبادراتها المختلفة، التوجيهات السديدة لراعي الإبداع والثقافة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة.

ومصحوبين بأسرهم وشركاء دربهم، وأصدقائهم، قصد الفائزون بجوائز العويس للإبداع في فئاتها المختلفة، مسرح «الندوة»، التي استقبل بهوها أعمالهم المختلفة، ليجمع تحت سقف واحد ما بين التشكيل والنحت والخط وفن البوستر والتصوير، والتأليف المسرحي والشعري والقصصي والبحوث والنشر الإلكتروني، وإبداع الأفلام الوثائقية، والبرامج التلفزيونية، وغيرها، في مجالات ربما لا يربط بينها سوى مكونات «الإبداع» التي بحثت عنها اللجنة المنظمة للجائزة.

وأتيح للحضور مطالعة جميع الأعمال الفائزة، لتأخذهم جولة واحدة من خيال التشكيل والشعر والصورة إلى ملمس الأعمال النحتية، وجدية المؤلف العلمي والبحثي، وحضور الابتكار العلمي ممثلاً في نتاج موهبتين غضتين، أحدهما أفرزت موهبته العلمية «حقيبة سفر» ذكية، والآخر ابتكر جهازاً يخدم أمن المطارات.

وثمّن حضور الحفل التكريمي إنجازات 44 مكرماً، تقدمهم الجهة الفائزة بشخصية العام «هيئة الشارقة للكتاب»، التي تسلم جائزتها رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، حيث قام كل من رئيس ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، ورئيس مجلس العويس الثقافي علي العويس، وحميد العويس، والشاعر علي الشعالي رئيس لجنة الجوائز، بتكريم الفائزين بجوائزة الدورة 23 لـ«العويس للإبداع».

وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم» أشاد العامري بالمبادرة التكريمية، مؤكداً أنها «شأن جميع الإنجازات التي حققتها الهيئة، انعكاس وثمرة لفكر وتوجيهات راعي الثقافة والإبداع، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة».

وأكد العامري أن معرض الشارقة للكتاب هو بمثابة أيقونة إماراتية عربية، تنثر المعرفة والعلوم والآداب، في أجواء مثالية للإبداع ، سواء من حيث الإعداد للحدث، أو تنفيذه، فضلاً عن العديد من المبادرات الأخرى التي تتبناها «الهيئة».

وأبدى الكاتب ورئيس قسم الترجمة في جريدة «البيان»، كامل يوسف، الفائز بالجائزة الثقافية الخاصة أيضاً، تثمينه للفتة التكريمية، التي رآها في سياق تقدير أشمل، يلف مختلف جوائز «العويس»، بكل ما تشكله من تحفيز ودعم للحراك الثقافي عموماً.

وفي تعليقه أيضاً على فوزه بذات الجائزة، وهي الجائزة الثقافية الخاصة، التي ضمت إلى جانبه الدكتور راشد المزروعي مدير مركز زايد للدراسات والبحوث، قال الدكتور غسان الحسن، المستشار الثقافي بأكاديمية الشعر، إن التكريم حينما يأتي ببادرة من مؤسسة وجائزة عريقة، لاسيما حينما يطال مجال البحث الأدبي، يضحى متعدد المغازي، وبمثابة تحريض ضمني على مداومة العطاء، لاسيما حينما يأتي بعد عقود من المسيرة.

وكعادتها في الإلقاء الشعري، تميزت الشاعرة شيخة المطيري بإلقاء كوكبة مختارة من قصائد الراحل سلطان بن علي العويس، بصحبة عازف العود الفائز بأول جائزة يتم تخصيصها لحقل الموسيقى، وهي جائزة الإبداع للعزف على الآلات الوترية، علي عبيد الحفيتي، لتكون بمثابة إبحار جديد في الحفل باتجاه الإمتاع الشعري والموسيقي.

 

تويتر