نفت أن تكون كائناً افتراضياً.. وأكّدت انتماءها إلى الواقع

بثينة العيسى: مهرجو «الاجتماعي» وراء «وهم الشهرة»

صورة

انتقدت الكاتبة الكويتية، بثينة العيسى، الخفة والسهولة التي يتعامل بها الكتاب والناشرون مع النشر، بحجة دعم الشباب، لكن الواقع أنه يقتله «هذه الخفة في النشر ترعبني». داعية إلى إعادة الاعتبار للكتابة. كما حذّرت الكتّاب من «وهم الشهرة» في ظل وجود من سمتهم «مهرجين متصدرين لوسائل التواصل الاجتماعي، يمتدحون دائماً»، أما المبدع الحقيقي فلا يرضى أبداً عن ما يكتب، ولا يشعر بأنه أنجز «بالنسبة لي، دائماً أفتقد قارئاً أريد أن اخترق الصفوف وأصل إليه».

جلد سميك

أوضحت صاحبة «خرائط التيه» أن علاقتها بالإنترنت بدأت مبكراً قبل أن تنشر أعمالها ورقياً، من خلال المنتديات الأدبية، التي شبهتها بورش الكتابة، فكل ما ينشر فيها عرضة للنقد والجلد، لذلك يجب على من ينشر في هذه المنتديات أن يدرّب نفسه على تحمل النقد، وأن يمتلك «جلداً سميكاً».

«خرائط التيه»

تطرقت الكاتبة بثينة العيسى إلى روايتها الأحدث «خرائط التيه»، مشيرة إلى أنها في كتاباتها الأولى كتبت عن شخصيات تشبهها، أما في «خرائط التيه» فانفصلت عن نفسها، وصارت الفكرة تجرها إليها بدلاً من أن تكون هي ككاتبة منشأ الفكرة، وأضافت: «أخذتني القصة إلى أماكن لم تخطر لي على بال، جغرافيا مترامية تطلبت الكثير من البحث، فكانت الكتابة في هذه التجربة كما اشتهيها، رحلة اكتشاف». وكشفت أنها أصيبت بالمرض خلال كتابتها أجزاء في روايتها «كثير من القسوة»، ولم تراجع الطبيب، لأنها كانت تعرف أن النص هو الذي أصابها بالمرض.

واعتبرت العيسى أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت بمثابة الرافعة لها ولكتاباتها، وقالت خلال الندوة التي أقيمت في «منبر ابن رشد» بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي إختتم فعالياته أمس، تحت عنوان «وسائل الإعلام الاجتماعي والترويج للكتاب»، وقدمتها الكاتبة مريم الساعدي: «لم أحصل على جوائز، ولم يَصنع لي اسماً إلا الإنترنت، وأزعم أن هناك كتّاباً حصلوا على جوائز، وكتب عنهم النقاد، لكن لم يصلوا إلى الشارع، لا أعتقد بجدوى الكتاب إذا لم يصل إلى الشارع، وبالنسبة لي أريد أن أصل إلى من لا يقرأ، وأن أكون مستفزة للقارئ حتى ينتهي من قراءة الرواية».

وأوضحت صاحبة «خرائط التيه» أن علاقتها بالإنترنت بدأت مبكراً قبل أن تنشر أعمالها ورقياً، من خلال المنتديات الأدبية، التي شبهتها بورش الكتابة، فكل ما ينشر فيها عرضة للنقد والجلد، لذلك يجب على من ينشر في هذه المنتديات أن يدرّب نفسه على تحمل النقد، وأن يمتلك «جلداً سميكاً»، فمعظم أعضاء هذه المنتديات كتّاب لديهم ذائقة نزقة، من الصعب إرضاؤهم. لافتة إلى أن هذا الأمر أكسبها القدرة على تقبل النقد، وإجراء تعديلات على نصها.

وأضافت: «ليس للنص لديّ أية قداسة إلا بالقدر الذي يحافظ على فنيته والشرط الجمالي به، فمن يرفض النقد هو اسم مكرس، وأنا لم أكن اسماً مكرساً، لكن كنت حشرة في عالم الأدب، وفي داخلي مازالت الحشرة موجودة».

وعن علاقتها بوسائل التواصل الاجتماعي، أشارت بثينة العيسى إلى أنها ليست كائناً افتراضياً، وتنتمي بشدة إلى العالم الحسي الواقعي، كما انتقدت الذين يقضون 24 ساعة على وسائل التواصل، دون أن يكون لديهم ما يستحق نقله إلى متابعيهم. مشيرة إلى أنها توجد على تلك المواقع ككاتبة، ومن يتبعها يفعل ذلك، لأنه مهتم بكتاباتها لا حياتها الشخصية، في المقابل هي لديها حياتها الشخصية، وأشياء أخرى تشغل وقتها، في مقدمتها القراءة والكتابة.

وأرجعت الكاتبة الشابة اتجاه الكتّاب للترويج لأعمالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن سوق النشر العربية غير ناضجة، فلا توجد نقابة للكتاب أو وكالات، وقلة قليلة من الكتاب هي القادرة على أن تعيش من مكسب الكتابة. وفي الوقت نفسه معظم حسابات دور النشر على مواقع التواصل يراوح عدد متابعيها بين خمسة و10 آلاف متابع، في المقابل هناك كتاب يزيد عدد متابعيهم على 100 ألف متابع، فلماذا لا يستخدمون حساباتهم الشخصية للترويج لأعمالهم؟.

تويتر