المر: الأيام الثقافية فرصة لتجديد ساحات الفنون وتقديم تجارب جديدة للجمهور

ليلة ثقافية عمانية في ندوة الثقافة والعلوم

صورة

قال الأديب محمد المر، إن الأيام والأسابيع الثقافية والفنية التي باتت تنتشر في كثير من المؤسسات والقطاعات المهتمة بالفنون والثقافة، تسهم بشكل إيجابي في تجديد ساحات الفنون، وتقدم لمتذوقيها تجارب جديدة، سواء كانت في نطاق ثقافات متداخلة ومتشابهة، أو في ما يتعلق بالثقافات المغايرة.

وتابع المر في حديث لـ«الإمارات اليوم»: «توفر تلك المناسبات استضافة أعمال قد يصعب لدى الجمهور الوصول إليها في أماكنها ومواقعها التقليدية، كما أنها تستحضر في الغالب مدارس واتجاهات مختلفة يستفيد منها حتى أصحاب الأجناس الإبداعية المختلفة».

مظلة لكل الفنون

قال رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، إن ندوة الثقافة والعلوم تبقى بمثابة مظلة جامعة لكل الفنون، وتحرص على أن تكون حلقة وصل رئيسة بين الجمهور والمبدعين، بما في ذلك استضافة الليالي الثقافية القادم مبدعوها من دول شقيقة وصديقة.

وقام السويدي يرافقه السفير العماني في الإمارات محمد عبدالله الكتبي، بتكريم المشاركين في الليلة العمانية، قبل أن تجمع الجميع صورة تذكارية للذكرى، تمنى المصور العماني أنس الذيب أن يكون ملتقطها، لكنه لم يتنازل أيضاً عن حقه في أن يكون جزءاً منها، عبر أمسية شهدت تجاوباً كبيراً على صعيد التفاعل من الحضور مع محتواها الفني.

وأبدى المر إعجابه بالنماذج الفنية التي تم انتخابها للجمهور في «ليلة عمانية» استضافتها، مساء أول من أمس، ندوة الثقافة والعلوم بدبي، تضمنت أعمالاً تشكيلية وفوتوغرافية وشعراً وموسيقى.

وأشاد المر بالمصوّر الشاب أنس الذيب، الذي حصل على العديد من الجوائز العالمية والمحلية على الرغم من حداثة التجربة.

وافتتح المر بداية معرض التشكيل الذي ضم 12 عملاً من أعمال الفنانة ريا المسكري، عكست في مجملها طابعاً تجريبياً من خلال تركيزها على ثيمة الوجوه، مطلقة لألوانها العنان لسبر مشاعر متبدلة، فيما حرصت المسكري على أن تكون الخصوصية العمانية حاضرة في معظم اللوحات، خصوصاً من خلال الأزياء والحلي العمانية التقليدية، فيما جاءت معظم اللوحات متوسطة الحجم معتمدة على الأكريليك والقماش والألوان الزيتية.

وابتداء من عمل بعنوان «حكاية من بحر العرب» عرض المصور أنس الذيب أيضاً 12 عملا مختلفا، أحدها عمل تمكن من الفوز بمسابقة كأس العالم للتصوير للشباب، التي أقيمت في ألمانيا عام 2014، وفيها تمكن أنس من التقاط صورة نادرة لصيادين يمارسون مهنتهم في رحاب دوائر من الطيور تكاد تصطدم برؤوسهم بحثاً عما قد تتمكن من اصطياده من أسماك.

إضافة إلى ذلك مزج أنس بين خصوصية البيئة البحرية في سلطنة عمان، وواقع البيئة الصحراوية، فضلاً عن الأماكن البهية بالخضرة والأشجار الوارفة، خصوصاً في مدينة صلالة، دون أن يغفل في تجربته استعراض الوجوه، لكنه برر ذلك بكونه عمد لأن يكون مستهل المعرض واختتامه ترحيباً من خلال فتاة تظهر في خلفيتها خصوصية الأبواب العمانية ذات الأمكنة الأثيرة في التراث.

الانتقال إلى القاعة الرئيسة كان بمثابة تجربة مختلفة تماماً وموعد مع الشعر والموسيقى، لكن في أجواء عمانية خالصة، وبمجرد أن قامت الشاعرة الإماراتية الشابة شيخة المطيري بتقديم ضيوف منصة «الشعر»، تتابعت تجارب متباينة، صحبها جميعاً عود الفنان عبدالله العقيلي، الملقب بـ«عبادي عمان» ليتضافر الجميع في تقديم «صورة شعرية خليجية عربية بهيجة» على حد تعبير المطيري.

وجاءت البداية بتقديم مجموعة من القصائد للشاعر سالم السعدي تنتمي لفنون شعرية عمانية مختلفة، إذ سبقها الشاعر بتقديم نبذة مختصرة عن كل فن، منها «العبادي»، التي اختار منها قصيدة عمانية خاصة بالإمارات، كما توقف الشاعر أيضاً عند فن «الرزحة»، خصوصاً إحدى روائع الشاعر العماني المعروف عامر الشعيبي.

وكشف السعدي أنه قام بإنشاد بيتين لإحدى قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بطريقة لحن «الرسخة»، مضيفاً: «حينها تساءل الناس بالفعل عن مصدرها، لاسيما عندما اختلطت بلحن الرسخة العمانية».

كما قدم السعدي أيضاً فن «الميدان» الذي وصفه بـ«سيد الفنون» نظراً بعوبته واعتماد القفلة فيه على عنصر الجناس التام، واحتوائه على عناصر التحدي بين الشعراء.

وتناوب الشاعران طارش قطن وأصيلة المعمري على الحضور بإلقاء نخبة من تجربتيهما الشعرية، حيث بدأ قطن بقصيدة «دامت دبي»، قبل أن يعرج على العديد من قصائده المتنوعة بالتناوب مع المعمري التي بدأت بقصيدة «بدي أشرّد عك»، ثم «أنا نصف الكلام»، لكنها أعربت عن تشتتها بين الإلقاء والحرص على الانسجام مع أوتار العود المصاحب للالقاء الشعري.

وجاء ختام الأمسية بعزف ثنائي مبهر جمع «عبادي عمان» عبدالله العقيلي، وعازف الجيتار موسى عبدالرحمن، اللذين قدما العديد من المقطوعات المتتابعة حتى ختام الأمسية.

تويتر