تناول تجربته الإبداعية في «جزيرة النور»

أمير تاج السر: الرواية «لوثة» يصاب بها البعض

أمير تاج السر والهنوف خلال الجلسة. من المصدر

رأى الروائي السوداني الدكتور أمير تاج السر، أن أفضل تعريف يمكن أن يقدمه للرواية من واقع عمله في المجال الطبي، هو أنها «جرثومة» أو «لوثة» يصاب بها بعض الأشخاص من دون الآخرين، مشيراً إلى أنه مع ازدياد أعداد الكتّاب والكتب أصبح البعض يتعمد الإصابة بهذه «اللوثة».

تجارب

قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، إن الهيئة حريصة على إقامة وتنظيم العديد من الفعاليات والبرامج الثقافية والفكرية والمعرفية كجزء من توجهها واستراتيجيتها، من أجل تزويد عشاق الكلمة المقروءة بالمعلومة الثرية والمعرفة، وتأمين فرصة النقاش، والاطلاع على تجارب بعض المثقفين والمفكرين والمبدعين.

وذكر صاحب روايات «إيبولا 76»، و«سيرة الوجع»، و«العطر الفرنسي»، و«صائد اليرقات»، أن الرواية هي تجربة شخصية أو قصة حياة، وقد تكون تجارب متنوعة في مجالات عدة، أو مجموعة من المواقف والقصص والحكايات تتراكم لدى هذا الشخص أو ذاك، فتتحول إلى رواية يريد كتابتها، والترويج والتسويق لها.

 

وأضاف تاج السر في جلسة نظمتها هيئة الشارقة للأديب السوداني للحديث عن مشواره الإبداعي، أول من أمس، في جزيرة النور بالشارقة: إن «هناك شخصيات قد تسمع منها قصصاً وحكايات وروايات شفهية جميلة وعميقة ومعبّرة، لكنها لا تنجح في كتابة رواية، وتبقى إبداعاتها ضمن ما يمكن تسميته الرواية الشفهية، لكن من الممكن الاعتماد عليها أو الاتكاء عليها والاستفادة منها».

وتساءل تاج السر خلال الجلسة التي قدمتها الشاعرة الهنوف محمد، وحضرها رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، وجمع من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالكتابة والرواية: لماذا نكتب عموماً، وكيف ولماذا نكتب الرواية خصوصاً، مشيراً إلى أهمية ومكانة الكتابة الإبداعية، بشكل عام، وكتابة الرواية بشكل خاص، فالرواية بالنسبة له هي الأساس في الكتابة، مضيفاً أن الكتابة الإبداعية في العالم الغربي أصبحت ضمن المناهج المدرسية والجامعية، وهي تتطلب تمتع المدرس بتجربة وخبرة جيدة، ليكون مؤهلاً لتدريس هذه المادة، ويقدم خبراته للآخرين.

وبين أننا في العالم العربي لم نصل بعد إلى ذلك، لكن لدينا فكرة ورش الكتابة الإبداعية، التي يتعلم فيها الشخص كيف يكتب، فتلك الورش تفيد الشخص في الحصول على أبجديات الكتابة الأساسية.

واعتبر الروائي السوداني الذي رشحت بعض أعماله للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، أن الكتابة الإبداعية لها دور كبير في توثيق حياة الشعوب، وهي أفضل من التاريخ، فالتاريخ مادة أكاديمية كتبت بأقلام جافة حقيقية، أما الكتابة الأدبية فيمكن أن تضاف لها خيالات تُجملها وتُحسنها، ولذلك تكون الكتابة الإبداعية أفضل من التاريخ. وأشار إلى أن الرواية هي مزيج من الواقع والخيال، أو هي الواقع مطعماً بالخيال، لافتاً إلى أن من بين عيوب الكتابة أن تكتب رواية واقعية لا تشد القارئ إلى الخيال.

وتابع تاج السر: «دوماً البدايات صعبة في كتابة الرواية، وكذلك النهايات، بمعنى أن هناك صعوبات تواجه الكاتب في بداية الرواية وفي نهاياتها، فجزء من شقاء الكاتب هو العثور على نهاية للرواية لا يتذمر منها القارئ». وذكر أنه عندما يتم الاتفاق بين مؤلف ومخرج من أجل تحويل الرواية إلى عمل درامي، فإنه لا يحق له الاعتراض على ملامح وتفاصيل العمل، الذي يكون فيه الفعل للمخرج وكاتب السيناريو. وأشاد بالرواية الخليجية التي أصبح لها موقع متميّز ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك.

 

 

 

 

 

 

تويتر