استعرضت دور سلامة بنت بطي وفاطمة بنت مبارك في نشأة ومسيرة زايد

«نساء رائدات» بصمات خالدة في تاريخ الإمارات

صورة

لعبت المرأة دورا مهما في مسيرة الإمارات منذ قديم الزمان؛ وعلى مر العصور كان لها مساهمات واضحة في المجتمع. وعرف تاريخ الإمارات في تاريخه نساء رائدات استطعن أن يضعن بصمتهن في المجتمع؛ وعلى رأسهن شخصيتان نسائيتان كان لهما تأثير كبير على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الداعم الأول للمرأة ومسيرتها، وهما المغفور لها الشيخة سلامة بنت بطي والدة الشيخ زايد، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينته ورفيقة دربه، حيث كان دورهما موضوع أولى جلسات الموسم الثاني من سلسلة «ملتقى متحف زايد الوطني» التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والتي عقدت مساء أول من أمس بعنوان «نساء رائدات: سلامة بنت بطي وفاطمة بنت مبارك»، ضمن برنامج الجلسات والحوارات وورش العمل الفنية والتعليمية الخاصة بمتحف زايد الوطني، والتي أقيمت في «مهرجان أم الإمارات» على كورنيش أبوظبي وأدارتها مديرة مشروع «متحف زايد الوطني» سلامة الشامسي.

دور فعال

تمحورت الجلسة الحوارية «نساء رائدات: سلامة بنت بطي وفاطمة بنت مبارك» حول شخصيتين من أهم الشخصيات النسائية الإماراتية، والأثر الكبير الذي تركته كليهما في مسيرة نشأة وتطور دولة الإمارات العربية المتحدة، وحياة الشيخ زايد، وهما: المغفور لها والدته الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي، وزوجته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، كما ركزت على الدعم الكبير من المغفور له الشيخ زايد، في تمكين المرأة الإماراتية في أخذ دور فعّال وأساسي في نهضة الإمارات.

رائدة تمكين المرأة

سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة تمكين المرأة أينما كانت وسعت دائما لجعل المرأة شريكا أساسيا في مسيرة التنمية، وأن تكون تلك المشاركة متأصلة وأصيلة وتحدث تغييرا إيجابيا في بنية المجتمع وقيمه. واستطاعت سموها في أن تحدث تحولا جوهريا في الدور التقليدي للمرأة مما أدى إلى رفع مشاركة المرأة في سوق العمل بما يزيد عن نسبة 53%، وارتفعت نسبة مشاركتها في مجلس الوزراء إلى 30% وفي المجلس الوطني إلى 23%. كما سعت سموها إلى إسعاد المجتمع من خلال بناء الأسرة السعيدة”.

قيادة رشيدة

المغفور لها الشيخة سلامة بنت بطي، تلك الشخصية العظيمة التي قادت أبناءها ليكونوا قيادة رشيدة لهذه الدولة العظيمة، حيث كانت تتفرد بما تتمتع به من حكمة وكياسة وسعة أفق ورؤية بعيدة الأمد، لم تقتصر على الجانب الاجتماعي فقط، وشملت الوضع السياسي ومختلف الجوانب، واهتمت كثيرا بتحضير أبنائها لقيادة أبوظبي. مع التركيز على غرس التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد العربية الأصيلة فيهم.

اشارت مريم الرومي الوزيرة السابقة للشؤون الاجتماعية، إلى أن صفحات التاريخ والحاضر تزخر بسير لنساء رائدات ومؤثرات حملن على عتقهن هم الإنسان والإنسانية وأعطين للوطن وقضاياه أولوية، ولم يدخرن جهدا لخدمة أهداف الوطن التنموية. وفي مقدمة هؤلاء النساء تأتي شخصية الشيخة سلامة بنت بطي والشيخة فاطمة بنت مبارك حيث شكلتا مع المغفور له الشيخ زايد ثالوثا من العطاء الذي لا ينضب.

«كان الشيخ زايد رجلا عظيما في خلقه، عظيما في حكمته ورؤيته، عظيما في عطائه وكرمه، وحنكته وقراراته وإحسانه وخيره. ولابد أن تكون من قامت بتربية مثل هذه الشخصية الإستثنائية، أم عظيمة زرعت فيه حب الخير والسعي في الخير وإليه». مشيرة إلى ما كانت تتسم به شخصية الشيخة سلامة من حكمة وحرض على تنشئة أولادها الأربعة على التضامن في كل الظروف، وان تطفيء كل بادرة للخلاف قد تظهر، وكان ثمرة جهودها استمرار ابنها الشيخ شخبوط في الحكم لمدة 40 عاما، والثمرة الأخرى وهي الأوفر انتقال الحكم إلى الشيخ زايد لما يقارب 40 عاما ايضا، وذلك في ظل فترة مليئة بالتحديات الجسام.

واستعرضت الرومي أبرز محاور الدور الذي قامت به الشيخة سلامة بنت بطي، حيث حرصت على غرس ثقافة العطاء والمبادرة في أبنائها، وزرع روح التفاؤل والإيجابية لديهم، وتعزيز مبدأ التضامن والتآزر لضمان الاستقرار والأمن، إلى جانب تقوية أركان الحكم بالنصح والإرشاد والتوجيه، هذه الأمور والصفات منحت شخصية ابنائها القدرة على تولي زمام الأمور بسهولة، والتفاؤل في مواجهة الصعاب وتحويل التحديات إلى دوافع للعمل والبناء، والإيمان المستمر بان الخير قادم. «هذه الصفات ظهرت بوضوح في موقف المغفور له الشيخ زايد، من تعمير وزراعة الصحراء، حيث استقدم خبراء الزراعة من كل أنحاء العالم فذهبوا إلى استحالة الزراعة لعدم صلاحية التربة للزراعة، ولكنه لم ييأس ونجح في تحقيق المستحيل وتحويل أبوظبي إلى واحة خضراء».

وانتقلت الرومي للحديث عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مشيرة إلى ان سموها هي الزوجة والأم والشريكة في تأسيس الدولة والداعمة لنهضة وازدهار الإمارات، حيث التقت رغبتها مع رغبة وطموح الشيخ زايد في النهوض بالمجتمع، وعملت معه وبدعمه على بناء دولة عصرية تعتبر نموذج غير مسبوق في التنمية المستدامة والتماسك الاجتماعي. لافتة إلى أن الشيخة فاطمة أثرت تأثيرا عميقا على المشهد التنموي في دولة الإمارات وأولت اهتماما خاصا بالفئات الكثر احتياجا كالمعاقين والأيتام والمسنين.

وأضافت: «سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة تمكين المرأة أينما كانت وسعت دائما لجعل المرأة شريكا أساسيا في مسيرة التنمية، وأن تكون تلك المشاركة متأصلة وأصيلة وتحدث تغييرا إيجابيا في بنية المجتمع وقيمه. واستطاعت سموها في أن تحدث تحولا جوهريا في الدور التقليدي للمرأة مما أدى إلى رفع مشاركة المرأة في سوق العمل بما يزيد عن نسبة 53%، وارتفعت نسبة مشاركتها في مجلس الوزراء إلى 30% وفي المجلس الوطني إلى 23%. كما سعت سموها إلى إسعاد المجتمع من خلال بناء الأسرة السعيدة».

وشاركت الدكتورة ميثاء الشامسي، وزيرة دولة ومستشارة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في الأمسية بمداخلة مسجلة عبر الفيديو، أكدت فيها أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ليست شخصية عادية، فهي شخصية استثنائية بكل المقاييس، وهي من قادت النهضة النسائية وعملت على الارتقاء بها، بدعم قادة الدولة. لافتة إلى دور الشيخة فاطمة في تحقيق مكانة مرموقة لأبنة الإمارات في كل المحافل، ومازالت مستمرة في العطاء والتميز الذي ينعكس على بنات الإمارات.

واشارت الشامسي إلى مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي ذكر فيها ان الشيخة فاطمة استطاعت أن تستلهم شخصيته والنموذج الذي يسعى لبنائه. موضحة أن الشيخة فاطمة بنت مبارك ركزت على محاور لبناء شخصية المرأة أهمها التعليم، فاطلقت في 1975 استراتيجية محو المية، وحرصت على متابعة تنفيذها، وعلمت على تذليل العقبات لتشجيع الآباء على ارسال بناتهم للمدارس. ومنذ انشاء مدرسة خولة بنت الأزور، شجعت سموها على التحاق الفتاة بالسلك العسكري. كما استعرضت الشامسي تطور مساهمة المرأة في مختلف المجالات في المجتمع بدفع ودعم من شمو الشيخة فاطمة مثل دخولها مجال العمل السياسي كوزيرة وعضوة في المجلس الوطني الاتحادي ثم رئيسة للمجلس، كذلك السلك الدبلوماسي فهناك 3 سفيرات في ثلاثة دول أجنبية، والعديد من الملحقيات والوظائف المختلفة في السلك الدبلوماسي.

وفي حديثها عن شخصية الأم؛ المغفور لها الشيخة سلامة بنت بطي، تلك الشخصية العظيمة التي قادت أبناءها ليكونوا قيادة رشيدة لهذه الدولة العظيمة، حيث كانت تتفرد بما تتمتع به من حكمة وكياسة وسعة أفق ورؤية بعيدة الأمد، لم تقتصر على الجانب الاجتماعي فقط، وشملت الوضع السياسي ومختلف الجوانب، واهتمت كثيرا بتحضير أبنائها لقيادة أبوظبي. مع التركيز على غرس التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد العربية الأصيلة فيهم، وفي مقدمتها الشجاعة والالتزام والكرم والعطاء والاحترام للقبيلة والمجتمع، إلى جانب الصبر والجلد في مواجهة الحياة وتحدياتها.

تويتر