عشرات الشباب والفتيات الإماراتيات يقدمون جهودهم حيثما ناداهم الوطن

شباب الفجيرة في «المهرجان».. متطوعون في «حب» الإمارة

صورة

على الرغم من أنه لايزال في دورته الأولى، إلا أن إقامة مهرجان الفجيرة للفنون تمكن من إبراز إحدى أهم ثروات الإمارة، وهم شبابها الذين يتصدرون المشهد التنظيمي والإداري باقتدار، من خلال العديد من الأعمال التطوعية المتنوعة، التي يتم إسنادها لهم من قبل اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، الذي يرأسه الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة.

وإذا كان نجاح أي مهرجان يعتمد، في جانب منه، على قدرته على نسج علاقة خاصة بينه وبين جمهوره وضيوفه، فإن الأمر يكون منوطاً هنا بلجنة العلاقات العامة، وهي اللجنة التي يرأسها خالد راشد الظنحاني، وتضم عشرات من الشباب والفتيات الإماراتيين يقدمون جهودهم، متى وُجد الحدث، وفي التوقيت والموقع الذي يتطلبه الأمر.

العمل التطوعي شرف

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/02/8ae6c6c5502ee51c01531e720b451bb1.jpg

حالة من التعاون والتكامل ينسجها شباب وفتيات إماراتيون يومياً، في شتى مواقع إقامة الفعاليات والوفود في مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، في دورته الأولى.

ولم تكن تلك الوجوه عابرة، أو مؤقتة، بالنسبة لضيوف المهرجان، الذين عبروا من جانبهم عن أنهم يشعرون بـ«شرف عظيم»، لوجودهم في موقع يعكس صورة الفجيرة.

وبين أميرة المسماري، التي اقتطعت 10 أيام من إجازتها السنوية، لتكون في المشهد التطوعي، وشيخة التي تجمع بين عملها الرسمي والتطوعي، ومريم الأسمر في أولى فرص تعرفها إلى الواقع العملي، اختلافات في التخصص الأكاديمي والمهني، وتوافق تام على أن «العمل التطوعي من أجل الوطن.. شرف».

وفي مدينة الفجيرة وحدها يوجد 45 متطوعاً ومتطوعة، في لجنة العلاقات العامة، وهي مجموعة يقيم تناغم العمل فيها المتطوع الإماراتي الشاب سعيد حبيب، الذي أصبح وجهاً مألوفاً لدى ضيوف المهرجان في الفجيرة، بسبب تنقله الدائم بين الفنادق الأربعة المستضيفة للوفود.

حبيب الذي يحافظ على دوامه رئيساً لقسم الإعلام والعلاقات العامة ببلدية الفجيرة، صباحاً، يقضي ما تبقى من يومه بعد الدوام، متابعاً لشؤون تطوعه، وهو هنا في هذا الموقع جاهز دائماً للتدخل إذا تطلب الأمر المساعدة في شؤون بعيدة عن نطاق تطوعه، فهو مترجم حاضر من الفرنسية إلى العربية، ومصور بارع برتبة فنان أيضاً.

طارق الهناني، ولقبه «الزميل الذي لا ينام» بين أقرانه، وأول سؤال يتبادر إلى أذهان الضيوف ليوجهوه له هو: «متى تنام؟»، فهو آخر المغادرين لموقعه في تنسيق شؤون الضيوف، بالمقر الرئيس لتجمع ضيوف المهرجان في فندق الملينيوم، وغالباً يكون قرب الثالثة صباحاً، وأول القادمين إلى المكتب ذاته، في الصباح كذلك.

وعلى الرغم من دراسته الإعلام، وحصوله على تقدير امتياز في السنة النهائية، إلا أن الهنائي لجأ إلى عالم الأعمال الخاصة، من خلال شركة عقارات ونقليات، لكنه هنا في هذا الموقع، «لأن المكان المناسب لكل شاب من أبناء إمارة الفجيرة، يبقى في الموقع والتوقيت اللذين تحتاجهما فيه الإمارة».

لا يمكن لضيوف المهرجان من نزلاء فندق الملينيوم إلا أن ترتبط ذكرياتهم في المكان، بأحد الوجوه الهادئة والمبتسمة دوماً، وهي الإماراتية الشابة أميرة المسماري، التي تحل العديد من المشكلات الطارئة، بعبارة استهلالية يأتي وراءها السعي إلى إذابة أي سوء تفاهم، وهي «فالك طيب».

المسماري، فتاة ناجحة في عملها في مؤسسة «مواصلات الإمارات»، ولديها الكثير من المبادرات المجتمعية والوطنية الناجحة، منها «#شكرا يا إمارات»، والمشاركة في حملة «ساند» التطوعية في الإسعافات الأولية، ومشاركات تطوعية في نادي العروبة الرياضي، وغيرها، لذلك هي تجيب من يسألونها، بقولها: «نعم.. أميرة في كل مكان، ما دام الأمر يتعلق بخدمة أبناء مجتمعي».

أما شيخة المسماري، فهي وجه يعرفه ضيوف مختلف فعاليات الفجيرة الثقافية والإعلامية خصوصاً، وهي إلى جانب عملها مذيعة في إذاعة الفجيرة، لا تتردد في أن تكون حاضرة لتقديم خدمات إعلامية في كل موقع، وحينما يصعب على زملائها من الصحافيين، خصوصاً ضيوف الإمارة، الحصول على صورة أو معلومة ما موثقة، فإنها تبادر دوماً لحل المشكلة، وتوفير ما هو مطلوب بسرعة وإتقان.

في مجال التواصل الإعلامي، تتصدر الإماراتية الشابة عواطف محمد المشهد فهي التي تلعب دوراً كبيراً في تسهيل مهام الزملاء الإعلاميين، وإمدادهم بما يطلبونه من أجل تسهيل مهامهم، في ظل التعددية والثراء الكبيرين في المشهد اليومي للفعاليات، وهي تفعل ذلك بشكل تطوعي يومياً، مثل رفيقاتها، مؤمنة بأهمية دورها في إظهار الصورة المشرفة للفجيرة في عيون ضيوف المهرجان.

أما مريم الأسمر، التي يلقبها زملاؤها بأصغر المتطوعات، فتشكك كثيراً في هذه المعلومة، وتؤكد أنها ليست كذلك، وهناك من هن أصغر منها سناً في مشهد «المتطوعات»، وهي تعتبر المهرجان فرصة لاكتساب خبرات عملية جديدة، ومحاولة لأن تعكس وعي الفتاة الإماراتية بأهمية الوجود في المحافل الدولية، التي تعكس وجه الفجيرة المشرق.

عروض اليوم

تستأنف فرقة جدة للفنون الشعبية عروضها على مسرح كورنيش الفجيرة، مساء اليوم، قبل أن تطل الفنانة اللبنانية عبير نعمة لأول مرة على هذا المسرح، في حين يستضيف مسرح المركز الثقافي أمسية غنائية من كوستاريكا للفنانة تاميلا هيدستروم.

ويشهد سيتي سنتر الفجيرة افتتاح معرض الفنون التشكيلية، فيما تستضيف منطقة البدية عرضاً لفرقة صوت الأردن للفنون، ويستضيف مسرح بيت المونودراما المسرحية الأرمينية «مارسيل».

إلغاء عرض بسبب حادث سير

تم إلغاء العرض الفلسطيني «في ظل الشهيد»، الذي كان مقرراً أول من أمس، بسبب تعرض بطل العمل ومخرجه، وسيم خير، لحادث سير نتجت عنه إصابته في يده اليمنى.

وقضى ضيوف المهرجان، في دبا الفجيرة، الوقت الذي كان مخصصاً للعرض في قلق شديد، قبل أن يطمئن رفاقه، وبعض أعضاء اللجنة المنظمة، الضيوف على صحة الفنان الفلسطيني، لتكتفي العروض المونودرامية بالعرض البريطاني «ماجي»، الذي يتقمص فيه الممثل دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، وفق ازدواجية ماهرة في أداء الشخصية، تجعل الجمهور مشاركاً في الحدث بطرح أسئلة مفتوحة عليها في العمل.

تويتر