ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث

موظف وطالب ينشدان ريادة برنامج «البيت»

صورة

«المثابرة» والإلحاح على «الإبداع»، وحذف مفردة «اليأس» ومدلولها من قاموس ما يعتد به المرء، هي بعض من ملامح تجربة الفائزين في مسابقتي «الشطر» و«نبض الصورة»، المحور الرئيس لبرنامج «البيت» الذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ويعرض بشكل حصري أسبوعياً على شاشة قناة «دبي الأولى»، أثناء تصويره في مدينة دبي للاستوديوهات، على الهواء مباشرة.

هذا ما يعكسه اثنان من رواد المسابقة التي نجحت في استقطاب آلاف المشاركات، بشكل خاص من مختلف دول مجلس التعاون، حيث يتصدر الشعراء السعوديون قائمة الأكثر مشاركة وفوزاً بالبرنامج، تليها المشاركات الكويتية.

على مدار دورات البرنامج المختلفة، أي ما يقارب السنوات الثلاث المتتالية، حرص كل من الشاعر السعودي متعب الشيباني، الفائز بمسابقة «نبض الصورة» في الحلقة الخامسة من البرنامج، والشاعر الكويتي جابر جابر بن علوش، الفائز في الحلقة ذاتها، على المشاركة في المسابقة، ما يعني أنهما يمتلكان سجلاً من المحاولات، يصل إلى نحو 30 مشاركة مختلفة، قبل أن يتمكنا أخيراً من الفوز الذي تصدرا به الشاشة الذهبية، مع تأكيدهما على استمرار المشاركة في الحلقات المقبلة، في الوقت الذي كبرت طموحاتهما ليتجه كل منهما إلى حلم ريادة المسابقة محور مشاركته في ختام البرنامج.

ولا يمتلك الشاعران الفائزان دواوين شعرية موجودة، ولا ينتميان بشكل مباشر إلى الفضاء الرسمي والأكاديمي لعوالم الشعر النبطي، حيث يعمل الشيباني موظفًا في جامعة الملك سعود، فيما يدرس بن علوش تخصص إدارة الأعمال.

عرف الشيباني نفسه بعيداً عن مجال عمله بأنه يمتلك شغفاً خاصاً بأهمية إعادة إحياء الإرث الثقافي الخليجي عبر بوابة الشعر، كونه كان يمثل السجل الشفاهي لمختلف مناحي الحياة في منطقة الخليج حتى فترة ليست بالبعيدة، وكان الشيباني قدم بيتًا في وصف صورة الحلقة الخامسة، قال فيه:

فوق نعناعة مرورا بالحياة ومرها

حركي السكر بمجدافك وتحلو الحياة

وأضاف «على مدار ثلاثة مواسم من (البيت)، لم تفتني حلقة واحدة، كما شاركت في جميع المواسم السابقة، لكن الحظ حالفني في حلقة الأسبوع الماضي ضمن فئة (نبض الصورة)».

وتابع «إن أكثر ما يشدني إلى البرنامج تقديمه في قالب بسيط وسهل للابتعاد عن أي تكلف أو تعقيد. وأعتقد أن هذا الجانب يمثل سر جماهيريته الكاسحة في مختلف أوساط المجتمع، خصوصاً بين فئة الشباب، لذا نجح البرنامج في تقديم التراث بقالب شائق يحرك الخيال وكوامن النفس».

وبعد محاولات استمرت للعام الثالث على التوالي، تمكن الشاعر الكويتي جابر جابر بن علوش، متأثراً بالبيئة الأسرية الشعرية التي محورها والده الشاعر جابر بن علوش، من الحصول على لقب شاعر الشطر في البرنامج، حيث يعتبر بن علوش «برنامج البيت أول برنامج إبداعي شعري على مستوى الوطن العربي يحتضن المواهب الواعدة، ويمهد لها الطريق أمام تعزيز مكانة الأدب والشعر النبطي».

وأشار بن علوش إلى أنه اتخذ قرار المشاركة من أجل التعبير عن إبداع تجاه المسائل المطروحة في الصور التي تعرض أمام الشعراء للمنافسة فيها، مشيراً إلى أن البرنامج يتسم بالإبداع من حيث التقديم وأفكار الشطر والصورة، وهي سمة تنطبق أيضاً على طريقة التحكيم والمشاركة.

وأضاف «أشارك على مدار المواسم الثلاثة، لكن لم يحالفني الحظ، ومع ذلك أعتقد أن الإصرار يعد أولى خطوات النجاح، فكانت مشاركتي دائمة ومستمرة، كما أنني متابع جيد لكل البرامج الخاصة والمتعلقة بالشعر، لقد حققت الفوز بفضل تمحيصي الجيد للمعاني الكثيرة في شطر البيت، واستخلاصي لروح تلك المعاني التي راوحت بين العاطفية والإنسانية التي جمعتها في الشطر الذي فزت به وهو: (الناجح ف هالوقت تدري من؟ اللي صنع له «شي» من لا شي)، قابلته الآلية الراقية لمستوى التحكيم الشعري والأسلوب الموضوعي لها في التعامل مع المشاركات».

تويتر