عرض مستوحى من تراث الإمارات.. وشرطة أبوظبي تعرض قصة تأسيسها

«قصر الحصن» الماضي بأساليب مشوّقة

فريق عمل متمرّس قدم العرض من بطولة طيور جارحة خلقت بخفة في سماء قصر الحصن التاريخي. وام

قدمت حديقة الحيوانات في العين، خلال مشاركتها في مهرجان قصر الحصن بأبوظبي، عرض السماء المبهر بأداء مذهل على أيدي فريق عمل متمرّس اقتبست قصته من تاريخنا وتراثنا العريق، وقامت ببطولته طيورنا الجارحة محلّقة بخفة في سماء قصر الحصن التاريخي.

نواة وحراسة

نواة شرطة أبوظبي ظهرت عام 1957، وكانت مهامها شبه مقصورة على حراسة بعض المواقع، مثل قصر الحاكم «قصر الحصن»، والأسواق، والبنوك التي لم يكن عددها يزيد على اثنين، وحراسة القوارب «اللنشات» التي كانت تأتي من الدول المجاورة، علاوة على إحضار المطلوبين للحاكم في حالة المنازعات والشكاوى.

وبلغ عدد أفراد شرطة أبوظبي عام 1957 ‏150 منتسباً، وكانت القوة تسمى «دائرة الشرطة»، ومقرها شمال قصر الحصن وسط مدينة أبوظبي، وكان مبنى الشرطة، في ذلك الوقت، مؤلفاً من ثلاثة مكاتب لقائد الشرطة ونائبه ومساعده.

وتم للمرة الأولى تقديم عرض السفاري الليلي الذي يحكي مغامرة رائعة لراشد وعمه سعيد اللذين كانا يقضيان أمسية صحراوية ممتعة يتحدثان فيها عن الحيوانات التي تعيش في صحراء الإمارات، مثل المها العربي وقط الرمال والكلب السلوقي والجمل العربي، إضافة إلى الزواحف مثل الضفدع والقنفذ والثعبان، حيث تناولا خصائص وصفات كل حيوان.

واستوحيت أحداث العرض من واقع تراث ماضينا المتجدد الذي تركه لنا أسلافنا، وحمل في طياته الكثير من المعاني والقيم التراثية، وروت قصة صحراء الإمارات والحقائق البيئية التي تتميز بها مثل تنوع البيئة النباتية والحيوانية، حيث تم الحديث عن المغامرة بأسلوب فريد ومرح استخدمت فيه مؤثرات صوتية وبصرية رائعة. ولاقت عروض حديقة الحيوانات بالعين إقبالاً كبيراً من الزوار من مختلف الجنسيات، الذين انبهروا بتفاعل الطيور واستجابتها لمدربيها بكل إتقان، لتشكل لوحة تفاعلية حية تجعلك أقرب لروعة الحياة البرية الطبيعية.

وقال المدير العام للمؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية بالعين، غانم مبارك الهاجري، إن مشاركة حديقة الحيوانات بالعين للمرة الثالثة، على مدار ثلاث سنوات متتالية في مهرجان قصر الحصن في نسخته الرابعة، تجعلنا فخورين بما حققته من إنجازات خلال الفترة الماضية، حيث يعتبر قصر الحصن من أهم المعالم الثقافية لدوره التاريخي البارز في إحياء الحركة الثقافية والفنية المعاصرة في إمارة أبوظبي.

وأضاف: «نهدف من وجودنا في هذا المعلم التراثي والحضاري إلى ابراز مبادراتنا وجهودنا في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، مع تركيزنا على توعية وتثقيف الجمهور بأهمية المحافظة على الحياة البرية في دولة الإمارات، من خلال تقديم عروض حية مقتبسة من تراثنا الشعبي الغني بالقيم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة». وتعتبر حديقة الحيوانات بالعين نقطة جذب سياحي مهمة في دولة الإمارات ومدينة العين، حيث تعمل على تقديم تجربة سياحية شاملة، وذلك تماشياً مع الخطة الاستراتيجية لإمارة أبوظبي 2020 لخلق وجهة سياحية جاذبة ذات طابع متميز، كما تسعى لتكون وجهة سياحية عالمية ببصمة إماراتية. تعرّف رواد مهرجان قصر الحصن 2016 الى مرحلة تأسيس نواة شرطة أبوظبي، ومهام عناصر الشرطة والحراسة «الخفارة» في تلك الفترة، فيما أنشأت إدارة المهرجان مركزاً مصغراً للشرطة شبيهاً بمبنى مركز الشرطة في عام 1957 في شمال قصر الحصن. وقال رئيس قسم النشاط الثقافي والاجتماعي بإدارة النوادي الضابط المشرف على المشاركة ضمن المهرجان،العقيد سيف الشامسي إن المركز المصغر احتوى على صور قديمة من تاريخ ومسيرة الشرطة، ويحيط به عناصر من الشرطة بالزي والشعار القديمين. وأضاف أن عناصر شرطة أبوظبي ارتدوا الزي والشعار الرسميين المستخدمين في عام 1957 في صورة فلكلورية تجسد النمط الانضباطي قديماً، مشيراً إلى مشاركة عدد من الإدارات الشرطية، من بينها الإدارة العامة للمالية والخدمات بشرطة أبوظبي، والإدارة العامة للحراسات والمهام الخاصة، إلى جانب كلية الشرطة، وإدارة الإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

ولفت العقيد الشامسي إلى أن الحضور تعرفوا إلى العناصر الشرطية بزيهم القديم يجولون في ما بينهم ضمن تشكيلات نظامية يوزعون المهام بعد تلقي الأوامر من قائدهم، متخذين أماكنهم في المناطق البرية والبحرية والأسواق، واطلعوا على النظام الشرطي قديماً، وكيفية اكتساب فنون التدريب والقتال والآداب والسلوكيات المجتمعية، وتأدية الخدمات الأمنية والمجتمعية العديدة.

تويتر