وقّع روايته العرفانية الثالثة «الفردوس المحرم» في عمّان

يحيى القيسي: الكتابة الإبداعية تحرّض على البحث

صورة

أكد الروائي، يحيى القيسي، أن «الكتابة الإبداعية محرضة على البحث»، وقال خلال حفل توقيع روايته الجديدة «الفردوس المحرم»، أخيراً، في العاصمة الأردنية عمّان، إنّ الكتابة فعل خلق، تحرّض على البحث والتساؤل، معتبراً «الكلمات أرواحاً»، مشيراً إلى المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الكاتب.

وأضاف عن روايته، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان، أن «الرواية تثير بما فيها من غريب وعجيب القلق للقارئ والمؤلف معاً، فهي تسعى إلى زلزلة الطمأنينة التي تبدو راسخة في مجتمعاتنا تجاه العديد من القضايا، وتواجه التضليل الكبير الذي حدث للبشر، والأكاذيب التي يقتاتونها صباحاً ومساءً»، مشيراً إلى أن «الفردوس المحرم» تناقش رواية سبقتها وتحاول تصحيح مسارها، كاشفة الكثير من الأسرار والأنوار، مؤكداً أن هذه الرواية تحتفي بعوالم وشخصيات ليست خيالية، بل إنها تعيش بيننا.

كتابة عرفانية

صدرت رواية «الفردوس المحرم» للقاص والروائي، يحيى القيسي، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان، ضمن مشروعه الروائي العرفاني، بعد روايته «باب الحيرة» الصادرة عام 2006، ورواية «أبناء السماء» التي صدرت عام 2010، إذ يستلهم الإرث الصوفي وربط العوالم الخفية بالواقع والغرائبية.

وكان القيسي، الذي يعمل نائباً للمدير العام لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، أصدر مجموعتين قصصيتين، هما «رغبات مشروخة» عام 1996، و«الولوج في الزمن الماء» عام 1990، وكتاب حوارات أدبية «حمّى الكتابة» عام 2008، إضافة إلى أعمال وثائقية تلفزيونية، من بينها «سيرة مبدع».

وكانت مؤسسة عبدالحميد شومان في عمّان نظمت حفلاً لتوقيع رواية القيسي، في الأول من فبراير الجاري، بمشاركة الناقدين الأدبيين الدكتورة شهلا العجيلي والدكتور أمين عودة، وأدار الجلسة الشاعر، جريس سماوي، بحضور جمهور واسع من المبدعين والمثقفين وعشاق الكلمة. وتحدث وزير الثقافة الأردني السابق، جريس سماوي، عن تجربة القيسي العرفانية، وقال إن القيسي، صاحب رواية «أبناء السماء» التي صدرت عام 2010 «يحرص على صقل نصّه ورؤاه الإبداعية، فكان النقاد يشيرون باحترام إلى تجربته وكتاباته، ومادمنا نتحدث عن النقد وأصحابه فإنني أرى أن تجربة كتجربة يحيى القيسي لم تُدرس الدراسة الحقة الجديرة بها بعد، بل لعلي أجزم أن الإبداع الأردني برمته، من شعر وقصص ورواية، لم يلقَ الاهتمام الذي يستحق». وقالت شهلا العجيلي إن رواية القيسي «ليست تقليدية، ولا تولي أهمية للحكاية، لكن يمكن أن نقول ثمة حكايتان متوازيتان، تتضمنان فكرة البحث: البحث عن دفائن أثرية، يوازيه البحث عما يسكن حيرة البطل»، مضيفة أن «النص يتعامل مع فكرة الأنوثة بطريقة خلافية لطريقة المتصوفة، الذين يتخذون من المرأة معبراً للاتحاد بذات عليا، أو مرآة لقلوبهم، هي طريق أقرب إلى أولئك اليائسين، حيث المرأة تذوي، والتأنيث لا يُعوّل عليه، بل يصير عائقاً في سبيل الوصول إلى الفردوس». ورصد أمين عودة مشاهد السرد ومساراته والوعي المختلف واختلاط العالم المُتخيل والمعاش ضمن الحركية الإبداعية العرفانية التي ينتهجها يحيى القيسي، منذ روايته «باب الحيرة» التي صدرت عام 2006. وقال عودة إن «الفردوس المحرم» تسبر أغوار «قضايا لطالما تحدّت صرامة المنطق العلمي والعقلي، وكسرت قوانينهما الصلبة الصارمة، وهي قضايا تعلن عن نفسها بطرائق شتى، تفصح مرّة، وتلمح أخرى»، وأضاف «لعل الرسالة المحمولة في خطاب هذه الروية السرديّ تومئ، بل تصرح أحياناً، إلى أننا نعيش في بحر من الأوهام المعرفية التي صنعناها بأنفسنا وعقولنا، وسجنّا وَعْيَنا بين قضبانها، وصارت هي متكآتنا في تكوين معتقداتنا وأحكامنا اليقينية، وفي تفسير الحياة والعلاقات الإنسانية بيننا وبين الأشياء من حولنا، وغاب عنّا الأصل النوراني».

تويتر