منصة تتنوع فئاتها بين الغناء والتصميم والتشكيل

«كريتوبيا».. المبدعون يلتقون هنا

لطيفة بنت محمد آل مكتوم وعبدالرحمن العويس خلال فعاليات إطلاق المنصة في «حي دبي للتصميم». من المصدر

في خطوة تهدف إلى التحفيز على الإبداع والابتكار، أطلقت هيئة دبي للثقافة والفنون، المنصة الافتراضية «كريتوبيا»، أول من أمس، في المؤتمر الذي عقد في «حي دبي للتصميم»، بحضور ورعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والعلوم، وتم الكشف عن بعض المحتويات التي تتضمنها المنصة، والتي تقدم للفنانين من مجالات متعددة الفرصة لمشاركة إبداعاتهم، وتبادل الخبرات مع فنانين آخرين والجمهور على نطاق واسع. اللافت في المنصة أنها مفتوحة على فئات كثيرة من الإبداع، وتشمل الفن والتشكيل والتصميم والغناء والتصوير، وغيرها الكثير.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/3520622846.jpg

نشاطات وكتاب

أقيمت في الجلسة مجموعة من النشاطات الفنية، التي جعلت الحضور يشارك فيها، وكانت ترتكز على الإبداع والابتكار، فوجدت بعض الألواح البيضاء التي يشارك الناس من خلالها بالرسم، وكذلك آلة التخلص من الضغط، حيث يكتب المرء ما يؤرقه ويقطع الورقة عبر الآلة للتخلص من التوتر، فيما وجد في الخارج مجموعة من الكراسي الملونة، التي تصدر أنواعاً متباينة من الموسيقى بعد الجلوس عليها. كما وقعت خلال الجلسة كتاب «إبداع دبي»، الذي يشمل مجموعة واسعة من التجارب الإبداعية في الإمارات.

وعرض المغني البحريني، محمد الكوهاجي، أهمية المنصة له كفنان يغني باللهجة الخليجية، والعربية، والأجنبية، وأوضح أن التوجه للمنصة سيمنحه فرصة للتواصل مع الناس، خصوصاً أنه انتقل الى الإمارات منذ سنة. ولفت الى أنه كموسيقي يقدم بعض الفيديوهات المباشرة، كما أنها تفتح الفرصة على التعاون بين المغني والفنانين من مختلف المجالات.

«ديجتال آرت»

عرضت المصممة الإماراتية، حصة العوضي، تجربتها التي بدأتها مع «ديجتال آرت»، وعملها السابق في التصميم الغرافيكي، مشيرة إلى انتقالها لمرحلة جديدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي جعلتها تشعر أنها تحت الضوء، وأن الجميع ينظر إلى ما تقدم، وهو ما يجعل العمل مرتبطاً بالمسؤولية، والكثير من الجدية. ولفتت إلى أن المنصة ستعزز هذا الأمر لدى كثير من الفنانين.

وعقدت خلال اللقاء جلسة، تحدثت خلالها مديرة «آرت دبي»، أنطونيا كارفر، عن الإبداع في مدينة دبي، منوهة بأن الإبداع في أي مدينة ناضجة يسهم في إسعاد الناس، لأن الأخير يزيد من التطور في مختلف الصعد في الحياة، وبالتالي فإن القيادة التي تفكر في إسعاد الناس، لابد أن تولي أهمية للإبداع. وتحدثت عن التأثير الإبداعي في المجال الاقتصادي، طارحة تجربة «أسبوع الفن في دبي» كمثال، خصوصاً لجذب العارضين ومحبي الفن، والحجوزات، وحركة الطيران، والفنادق، الأمر الذي انعكس على الجانب الاقتصادي أيضاً. ونوهت بدور الحكومة الإماراتية في دعم الإبداع، فهي التي تجذب الكفاءات، وكذلك تعزز الاعتبارات الاجتماعية الابتكارية للمدينة، بينما يفتقر الكثير من المدن إلى جانب تعزيز الكفاءات بهذا الشكل.

أما الرئيس التنفيذي في مؤسسة دبي للتسويق السياحي، عصام كاظم، فقد عبّر عن أهمية التكنولوجيا الرقمية في مسيرة الإبداع، فهي تأتي في المقدمة، لاسيما أن الكثير من الصناعات الإبداعية تأثرت بهذا الامر. ولفت إلى وجوب الاستمرار في الرؤية القيادية التي أسست المدينة، وسلوك المنهج الذي أخذته دبي.

وأشار المدير الإداري في «مدينة دبي للإعلام»، و«مدينة دبي للاستديوهات»، جمال الشريف، إلى مجموعة الأفلام التي أنتجت في مدينة الاستديوهات، وعولجت محلياً، موضحاً أن نسبة المشاركات آخذة في الارتفاع. وأضاف أن هذا التقدم ساهم في جذب السينما العالمية للتصوير في الإمارات، ومنها الفيلم العالمي الذي صور في أبوظبي، فباتت الإمارات هدفاً في الصناعة الأميركية للأفلام. وختم بكون الحكومة الإماراتية تدعم هذه الصناعة، وأنها ستكون صناعة جديدة ومتميزة، وإن لم تكن هوليوود، لكنها ستثبت نفسها.

ورأى مدير معرض «أيام التصميم ــ دبي»، سيريل زاميت، لـ«الإمارات اليوم»، أن المنصة تعتبر وسيلة جديدة ومختلفة لبناء المجتمع الفني على تنوع مجالاته، كونها تبقي الفنان على معرفة بما يحدث، وكذلك تتيح تبادل الخبرات. واعتبرها فرصة جيدة للفنانين، وكذلك للجمهور الذي يتعرف من خلالها إلى الكثير من الفنانين، فاليوم تعد المواقع الإلكترونية الصديق الأول للناس.

أما الإماراتي مطر بن لاحج، فاختصر أهمية المنصة في كونها تعمل على دمج الأفكار الإبداعية، وتقديم أنواع مختلفة من الفنون، وبالتالي سيكون لها نتاج، لكن لابد من تقييمها بين فترة وأخرى، حيث تضاف للابتكار خاصية الاستدامة لهذا الإبداع. واعتبر أن المنصة الخطوة الأولى التي يمكن أن ينتج عنها الكثير من الخطوات الجديدة، والتنويع مهم، لكن لابد من أن يكون الجميع على مستوى من الدراية، فالتقييم يولد التوهج، والاستدامة تضمن البناء على قاعدة قوية. وقال الخطاط العراقي، وسام شوكت، إن «أهمية المبادرة تكمن في توفير فرصة للمبدعين والفنانين الموجودين في الإمارات لنشر أعمالهم وكذلك توفير المصادر، فهي فرصة للمبدعين في كل مجالات الفن لنشر أعمالهم، ويكون لهم صفحة خاصة». ولفت إلى أن هذه المنصة تختلف عن وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها أشبه بملف فني، تقسم الأعمال بداخله، كما أنه سيكون محلياً. وأشار إلى أن التبادل في الخبرات مهم، ويتم من خلال المنصة، لأن هناك الكثير من الفنانين الجيدين، وكذلك تساعد الفنانين الشباب والمبتدئين، الذين تحفزهم من خلال وجود أعمالهم الى جانب الفنانين المخضرمين.

تويتر