15 فناناً يمزجون في أعمالهم بين التصاميم العملية والإبداع الجمالي

«تعابير إماراتية 2015».. «ميادين الفنون» بمنظور جديد

صورة

هل يمكن أن تجمع الأعمال الفنية بين القيمة الفنية والجمالية والفائدة والقابلية للاستخدام في الحياة اليومية، من هذا السؤال استمد معرض «تعابير إماراتية» مضمون الأعمال التي يقدمها في دورته الرابعة التي تقام هذا العام بعنوان «ميادين الفنون»، بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في الفترة من 12 نوفمبر 2015 إلى 31 مارس 2016، ويقام في منارة السعديات في المنطقة الثقافية في السعديات وعدد من النوادي الاجتماعية في أبوظبي.

كتاب توثيقي

من المقرر أن يصدر المعرض في مطلع 2016 كتاباً يوثق مفهوم المعرض، حيث يتضمن أبحاثاً حول النوادي الثقافية المنتشرة في أبوظبي، ومقالات تضع أعمال وإبداعات الفنانين المشاركين ضمن سياقات محددة، كما تقام بالتوازي مع معرض «تعابير إماراتية.. ميادين الفنون» العديد من الحوارات العامة وورش العمل والفعاليات التي يلتقي فيها مجتمع الفن والجمهور. وسينطلق برنامج الفعاليات العام خلال «فن أبوظبي» في نوفمبر 2015، وسيتواصل طوال فترة انعقاد المعرض. كما ستعود فعالية «آرت سكيب» مجدداً خلال فبراير، وهي أمسية فنية ثقافية تتخللها العديد من الفقرات المتنوعة التي تحتفي بالمشهد الفني بدولة الإمارات.

عودة إلى الطبيعة

من فكرة أن الناس جميعاً مرجعهم إلى مصدر واحد هو التراب والطبيعة، جاءت مشاركة الفنانة سمية السويدي، التي تميزت بتوظيف نصوص مكتوبة عن السير الذاتية، وأوراق للصحف في تصميم أزياء أنيقة تجمع بين اللمسة التراثية والطابع العصري، إلى جانب تصميمات للحقائب النسائية وقطع الإكسسوار والتصميم الداخلي.

بين الملابس والصور وتصاميم الأثاث والأعمال التركيبية التفاعلية واللوحات والشروحات التوضيحية والمنحوتات، تنوعت الأعمال التي يشارك بها 15 فناناً إماراتياً في الدورة الحالية من «تعابير إماراتية»، بعد تكليفهم من قبل المعرض باستلهام أعمال تعكس خصوصية مجموعة من النوادي الاجتماعية التاريخية والمتنوعة في أبوظبي، مثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ونادي ضباط القوات المسلحة، ومسرح أبوظبي، والنادي السوداني، ونادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، مستمدين موضوعات هذه الأعمال من تلك البيئات التفاعلية، بهدف تعزيز التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يجعل منها مؤسسات ثقافية عصرية. «نركز في دورة 2015 من المعرض على موضوع وظيفة الفنون وقابلية استخدامها وتطبيقها عملياً، استناداً إلى فكرة أن الفنون الجميلة يمكن تطبيقها والتفاعل معها»، أوضحت مدير البرامج في متحف «جوجنهايم أبوظبي»، ميساء القاسمي، في المؤتمر الصحافي والجولة الإعلامية التي أقيمت صباح أمس، مشيرة إلى أن الأعمال الموجهة لتحقيق التفاعل الاجتماعي من شأنها أن تنتج علاقات ثقافية ملموسة، تعزز وتدعم هوياتها كأعمال فنية.

وأضافت: «لطالما ركزت الأعمال الفنية الإماراتية على الممارسات المجتمعية والاجتماعية المستوحاة من المؤسسات الثقافية الحيوية، إلى جانب المزج بين التصاميم العملية والإبداع الجمالي. وقد ساهم توفير منصة تتيح لهؤلاء الفنانين الانخراط في حوار بنّاء في تحويل المعرض ذاته إلى ورشة فنية، وفضاء للتأمل والتفاعل مع جميع الفنانين المشاركين والمقيمين في الدولة على نطاق أوسع». موضحة أن كل دورة من معرض «تعابير إماراتية» تتميز بفكرة فنية مبتكرة، تعكس المفاهيم المشتركة بين الأعمال المتنوعة للفنانين الإماراتيين المعاصرين.

وأوضحت المنسق الفني المشارك في قسم فنون الشرق الأوسط، مشروع متحف «جوجنهايم أبوظبي»، مؤسسة سولومون «آر جوجنهايم»، ريم فضة، أن الإنتاج الفني والثقافي المتنوع للفنانين المشاركين في «تعابير إماراتية.. ميادين الفنون» يقوم على مفهوم مشترك مغروس في النسيج الاجتماعي لدولة الإمارات، أساسه الاستجابة للمجتمع، وينعكس من خلال الفن. لافتة إلى أن الجيل الجديد من الفنانين، الذين تراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً بات يميل إلى إنتاج أعمال تطبيقية.

وأشارت إلى أن النوادي الثقافية المتنوعة التي تزخر بها دولة الإمارات، تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة، بدءاً من الفنون وصولاً إلى الرياضة، وتسهل التفاعل بين المجتمعات المتنوعة، وتشكل مراكز للتفاعل الاجتماعي مع الأعضاء من مختلف الجنسيات والمحفوظات الغنية، «وقد شكل البحث في الهويات التاريخية والمعاصرة لهذه النوادي الاجتماعية، الخلفية لهذا المعرض، ما يتيح لنا وللفنانين التأمل في المجتمع والمدينة بوجه عام».

التنوع الكبير كان هو السمة الأبرز للأعمال الفنية التي جمع بينها «تعابير إماراتية»، وإن دارت كلها في رحاب الفكرة نفسها «ميادين الفنون»، فقدمت الفنانة لمياء قرقاش، التي اشتهرت بتسجيل ذاكرة الأماكن بعدستها، مثل المباني القديمة والفنادق وغيرها، مجموعة من الصور الفوتوغرافية لعدد من المراكز الثقافية مثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، الذي يقع في المسرح الوطني، ونادي ضباط أبوظبي، وغيرها من النوادي الثقافية والاجتماعية. في مقابل لوحات قرقاش، وضعت على الأرض قطع فنية للفنانة مريم السويدي، جسدت فيها الجانب التطبيقي للفنون، فإلى جانب قيمتها الجمالية المستمدة من تكوينها والنقوش الهندسية الإسلامية التي تحملها، هي مقاعد يمكن لزوار المعرض الجلوس عليها لتأمل الصور على الجدار المقابل.

من الصحراء وسفينة الصحراء، استمدت الفنانة زينب الهاشمي العمل الفني الذي تشارك به في المعرض «تمويه»، وهو مجسم من الخشب غطي بوبر الجمل، داعياً الجمهور لتلمس العمل وكذلك الجلوس عليه. مصمم الديكور الإماراتي، خالد الشعفار، الذي تميز بتوظيف التراث المحلي بأسلوب مبتكر في قطع الديكور التي يصممها، يشارك في المعرض بعمل بعنوان «الكابينة»، استمده من نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، كما وضف فيه العقال بصورة جمالية لافتة، بعد أن كرر وحدات من العقال في سقف الكابينة الزجاجي، مانحاً إياه بعداً جمالياً مميزاً، بينما دمجت الفنانة هند بن دميثان بين المجلس التقليدي بشكله المعروف والتكنولوجيا الحديثة، في عملها «هاي هي الجلسة»، من خلال عرض فيديو، عبر الموبايل، مستلهماً من مفهوم «المجلس»، مع تعليق على دور الوسائل التكنولوجية في تطوير وتسهيل التفاعل الاجتماعي. في حين اعتمد الفنان عمار العطار على الصورة الفوتوغرافية لتوثيق غرف الصلاة والمساجد المنتشرة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة. في حين يمثل «آرت ويك»، للفنانة عفراء الظاهري، مساحة لإبداعات مختلفة لفنانين عديدين، وملتقى مباشراً لفناني الأداء والرسامين، بما يجعله استوديو يمارس فيه الفنانون عملهم ميدانياً خلال المعرض.

تويتر