وزارة الثقافة تطلق ألبوماً وطنياً في «يوم العلم»

«العلم» أنشودة حب لا تنتـهي

صورة

دائماً ما تحتفظ المناسبات الوطنية بمكانة خاصة في قلوب الجميع، تختلف عن كل المناسبات الأخرى، تماماً كما يحتل الوطن في القلوب مكانة لا ينافسه فيها سواه، ومن هذه المكانة تستمد الأغاني الوطنية جاذبيتها وقدرتها على التأثير في نفوس الجمهور، حتى إنها تظل راسخة في وجدانهم على مر السنوات.

صفحة العلم

خصصت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع صفحة خاصة بالعلم على موقعها الإلكتروني الرسمي، حملت عنوان «علم الإمارات.. ارفعه عالياً ليبقى شامخاً»، وتضمنت الصفحة التي تصدرتها صورة الآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية وهم يرفعون علم الدولة في «دار الاتحاد بدبي»، فور إعلان قيام الدولة، كل ما يختص بالعلم من مواد وموضوعات، بداية من تعريف العلم في اللغة، وما يحمله من دلالات ورموز، وما يتمتع به من مكانة، ثم العلم في الشعر، وميثاق العلم، وقصة العلم وألوانه ودلالات هذه الألوان، وكذلك الدليل الإرشادي لاستخدام العلم.

العلم الرقمي

ضمن فعاليات الاحتفال بحملة العلم تحت شعار «ارفعه عالياً.. ليبقى شامخاً»، أطلق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة الشباب وتنمية المجتمع، العام الماضي، مبادرة «العلم الرقمي»، التي هدفت للوصول إلى مليوني توقيع.

4 أغانٍ

يتضمن الألبوم الغنائي الذي قامت وزارة الثقافة وتنمية المجتمع بإنتاجه وتسجيله وتصويره، أربع أغانٍ تتغنى بيوم العلم وهي: «يا علم» من كلمات سعيد بن طميشان، وألحان محمد ميحد، وغناء ميحد حمد، وتوزيع زيد عادل، والثانية بعنوان «العلم موت وحياة» من كلمات ذياب المزروعي، وألحان خالد ناصر، وغناء أطفال الإمارات، وتوزيع باسل الهاشمي، والثالثة بعنوان «سموّ العلم» من كلمات شيخة الكتبي، وألحان وتوزيع إبراهيم السويدي، وغناء كورال الإمارات، أما الرابعة فهي «تبقى شامخاً»، وهي من كلمات علي الخوار وألحان فهد الناصر، وغناء أطفال الإمارات، وتوزيع عبدالله العماني. وقامت الوزارة بتصوير أغنية «العلم موت وحياة» بطريقة الفيديو كليب مع المخرج عبود أبيض.

وعلى مر التاريخ كان العلم رمزاً للوطن، والاعتزاز به، والانتماء إليه وإلى قيادة الدول، ولذلك كان للعلم نصيب غير قليل من أشعار العرب على مر العصور، كما كان موضوعاً للعديد من الأغنيات الوطنية التي تغنت بالوطن وأمجاده، خصوصاً عقب إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، احتفالية «يوم العلم»، التي صارت مناسبة وطنية سنوية يحتفي بها أبناء الإمارات والمقيمون فيها من مختلف الجنسيات بعلم الإمارات في الثالث من نوفمبر. وكالعادة كان الفن، وتحديداً الأغنية الوطنية، حاضرة في هذه المناسبة العزيزة، حيث أصدرت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ألبوماً ضم أربع أغانٍ وطنية، ضمن حملة «ارفعه عالياً ليبقى شامخاً» التي تطلقها الوزارة هذا العالم، للعام السابع على التوالي، وتتضمن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية.

الشاعر علي الخوار، المشرف العام على الألبوم الذي كانت «الخوار للإنتاج الفني» المنتج المنفذ له، قال لـ«الإمارات اليوم» إن «احتفالية (يوم العلم) هي احتفال برمز نسعى جميعاً إلى أن يرتفع عالياً في كل المحافل الدولية، من خلال كل فوز أو نصر فني أو ثقافي أو سياسي، وفي كل المجالات الأخرى، وكلما تمكنا من رفعه في المزيد من المحافل كنا أبناء بارين لوطننا العزيز».

وعن الألبوم، أوضح الخوار أنه يضم أربع أغانٍ، تم اختيارها بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وشارك فيها مجموعة من الشعراء والملحنين، إماراتيين وخليجيين، مثل خالد ناصر وإبراهيم السويدي ومحد ميحد نجل الفنان ميحد حمد، إضافة إلى الملحن الكويتي فهد الناصر، الذي قدم الكثير من الأعمال في الإمارات، لافتاً إلى أن العمل على الألبوم منذ سبتمبر الماضي، كما أشار إلى أن الألبوم هذا العام يضم أغنيتين لكورال الأطفال، مرجعاً ذلك إلى أهمية التوجه إلى الأطفال لتعريفهم بمكانة العلم، وما يحمله من رموز ترتبط بحب الوطن، والانتماء إليه، والاستعداد للعمل على رفعة هذا الوطن ليظل علمه شامخاً، مضيفاً: «ما حققته دولة الإمارات وما وصلت إليه في 44 سنة لم تصل إليه دولة أخرى، ونطمح إلى أن يكمل أطفال اليوم ــ وهم أيضاً رجال المستقبل ــ هذه المسيرة من التقدم والازدهار لدولة الإمارات».

وحول نجاح الأغاني الوطنية، وارتباط بعض الأغاني بذاكرة الجمهور على مدى سنوات، في الوقت الذي لا تترك أغنيات أخرى الأثر نفسه، أشار الشاعر علي الخوار إلى أن نجاح الأغاني، سواء وطنية أو عاطفية أمر بيد الله، وكل ما يملكه هو أن يوفر للأغاني جميع مقومات النجاح، من كلمات وألحان وتوزيع وصوت جميل، إضافة إلى توفير التقنيات العالية لتسجيل الأغنيات، وفي النهاية يكون النجاح أمراً لا يملكه أحد، وقد يقدم فنان ألبوماً كاملاً يضمن 15 أغنية ولا تنجح سوى أغنية واحدة فقط. وأعرب الخوار عن تقديره لما تقوم به وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من جهود كبيرة من أجل ترسيخ الهوية الوطنية والحس الوطني في نفوس أفراد المجتمع بشكل عام، ولدى الشباب والأطفال بوجه خاص، لأنهم صناع المستقبل، كما تعمل على توجيه الثقافة والفن لخدمة هذا الهدف باسلوب سلس وجذاب. مشيراً إلى انه يعمل في الفترة المقبلة على تنفيذ ألبوم جديد يتضمن ست أغنيات وطنية، بالتعاون مع الوزارة، لإطلاقه بالتزامن مع العيد الوطني ويوم الشهيد. كما تقدم بالشكر إلى كل فريق العمل المشارك في تنفيذ ألبوم «العلم»، من شعراء وملحنين وفنانين وموزعين وفنيين ومسؤولين في الاستديوهات، وكذلك إلى الشعراء الذين قدموا قصائدهم، والذين لم يتمكن من ضم قصائدهم إلى الألبوم، معرباً عن أمله في أن تتم الاستفادة من هذه القصائد في الأعمال المقبلة.

وأشار مدير إدارة التراث والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وليد الزعابي، إلى حرص الوزارة على تعزيز الهوية الوطنية كمنطلق لتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة في الدولة، كما تهدف إلى التواصل مع المجتمع الإماراتي بكل شرائحه العمرية، من مواطنين ومقيمين في كل إمارات الدولة، لافتاً إلى أن الفن بكل أنواعه، والأغاني الوطنية على وجه الخصوص تمثل وسيلة مهمة للوصول إلى أفراد المجتمع، على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية والتعليمية، ولذلك تحرص الوزارة على إطلق ألبوم غنائي في هذه المناسبة المهمة، وتوزيعه على كل وسائل الإعلام، والعمل على وصوله إلى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع، بهدف تكريس معاني الفداء والانتماء والولاء للوطن، والعمل على إعلاء مكانة الإمارات في مختلف المجالات. وأضاف الزعابي أن الوزارة اعتمدت خطة شاملة لضمان وصول الألبوم إلى الجمهور من خلال إهدائه إلى جميع المؤسسات الحكومية والتعليمية والجهات الخاصة، وإهدائه إلى المحطات الإذاعية والتلفزيونية، وتوزيعه على الجمهور مع الصحف المحلية بالمجان، وتوافره لدى المراكز الثقافية التابعة للوزارة على مستوى الدولة.

وأكد الزعابي أن الوزارة ركزت على سهولة كلمات الأغنيات، بحيث يسهل حفظها وترديدها، وأن تكون مؤثرة في بث الروح الوطنية لدى الجمهور، كما ركزت على ان تتسم الألحان بالعذوبة وقوة الإيقاع والحماسة في آن واحد، من خلال تعاونها مع أسماء كبيرة ومشهود لها بالكفاءة في عالم الكلمات والألحان، حتى تصل الأغنيات إلى الجمهور لتحقيق الأهداف المنشودة من إطلاق حملة العلم الذي اكتسب زخماً ليس له مثيل هذا العام.

تويتر